جيش النظام يبرر هزيمته في حماة ويعتبر فراره "إجراء تكتيكي"..!!
بث تلفزيون نظام الأسد، يوم الخميس 5 كانون الأول/ ديسمبر، بياناً مرئياً لوزير الدفاع في حكومة نظام الأسد "علي عباس"، برر فيه الهزيمة التب مني بها جيش النظام والميليشيات الداعمة له على يد مقاتلي عملية ردع العدوان في حماة وسط سوريا.
وزعم وزير الدفاع أن "ما حدث في مدينة حماة اليوم هو إجراء تكتيكي مؤقت"، وزعم أنه مازالت ميليشياته في محيط مدينة حماة وتتمتع بالجهوزية وتخوض "معركة شرسة مستمرة".
وبرر أن المعارك كر وفر، وزعم أن القوات المهاجمة تتمتع بدعم دول إقليمية ودولية "لم يحددها" وتابع أن العمل العسكري وفي سياق تكتيكات المعركة يتطلب في بعض الأحيان إعادة الموضع والانتشار.
وتحدث عن وجود تنسيق ودعم من حلفاء النظام واعتبر أن هناك جهات استغلت هزيمة جيش النظام في حماة إعلامياً وذلك "عبر حملة تضليلية كاذبة" -وفق تعبيره- وارجع ذلك إلى أن هدفها بث الفوضى بين الشعب والجيش.
وأصدر جيش النظام بياناً أعلن فيه "إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة"، وذلك بعد أن نشر عدة بيانات أنكر فيها وجود معارك في محيط المدينة وادعى أن الثوار لم يتمكنوا من الاقتراب من المدينة وسط سوريا.
وبرر جيش النظام هذا الانسحاب الذي يشكل اعتراف رسمي بالهزيمة أنه خاض معارك ضارية خلال الأيام الماضية، إلا أنه أقر بأن بعد اشتداد المعارك تمكن الثوار من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها.
وزعم أن الانسحاب "حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن"، علما أن طائرات حربية تتبع لنظام الأسد قصفت الأحياء السكنية بعدة غارات جوية كما سقطت عدة قذائف على المدينة من مدفعية النظام الذي يتخبط في طريق الزوال.
وتمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية" اليوم الخميس 5 كانون الأول 2024، من تحرير كامل مدينة حماة، بعد معارك عنيفة خاضها المقاتلون على أحياء المدينة انطلاقاً من جهة الشرق، لتقابلها القوات المهاجمة من محوري زين العابدين وقمحانة والمحور الشمالي الغربي، لتكون مدينة حماة، حرة محررة من دنس النظام لأول مرة منذ عشرات السنين.
وكانت بدأت مراحل التقدم ضمن أحياء (جبرين - الصواعق - المزراب - سوق الغنم - عين اللباد - الصناعة - القصور - دوار الجب - الجيش الشعبي - سجن حماة المركزي - الحميدية)، تلاها التقدم لجميع أنحاء المدينة وصولاً للمطار العسكري، في ظل معارك عنيفة ومستمرة بين الأحياء السكنية وسط وغربي المدينة.
وأعلنت "الإدارة"، دخول "سجن حماة المركزي"، وإطلاق سراح الآلاف من المعتقلين داخله، وذلك في إطار اليوم التاسع لعملية "ردع العدوان".
وقال "المقدم حسن عبد الغني" حطمنا الفرقة 25 التابعة للمجرم سهيل الحسن والتي أذاقت السوريين أنواع العذاب، ومن تبقى منها الآن هو عبارة عن فلول مبعثرة مشتتة"، وأضاف "حماة الفداء؛ دخلها حافظ الأسد بالدبابات وسلبها من أهلها، واليوم دخلناها بالدبابات ونعيدها لأهلها".
جاء ذلك بعد تحرير "جبل زين العابدين"، أعقد وأكبر وأعلى منطقة عسكرية استراتيجية وحصينة للنظام في عموم محافظة حماة، في ظل استمرار المعارك على محور بلدة "قمحانة" التي تعتبر خط الدفاع الرئيس لمدينة حماة، وسط معارك محتدمة على مشارف البلدة وضمن أحياء مدينة حماة، وذلك في أطار اليوم التاسع من عملية "ردع العدوان".
ودخلت معركة "ردع العدوان" يومها التاسع، في ظل معارك محتدمة هي الأعنف والأشد منذ بدء المعركة فعلياً، وذلك في مواجهة مفصلية ستحدد مصير محافظة حماة، وأعلنت الإدارة تحرير "مناطق أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر الطون" بريف حماة الشمالي.
وشهد مطار حماة العسكري إقلاع عدة طائرات مروحية وحربية للنظام تحمل ضباط وعناصر للنظام باتجاه مطار الشعيرات على وقع تقدم مقاتلي "إدارة العمليات العسكرية" من مشارف المطار العسكري.
وتمكنت الفصائل من إسقاط طائرة مروحية للنظام وإصابة أخرى خلال محاولتهما إلقاء براميل متفجرة على مناطق الاشتباك، وسط أنباء عن سقوطها بموقع قريب من مطار حماة العسكري، حيث رصد انفجار عنيف في الموقع.
وكانت أعلنت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، إطلاق "عملية ردع العدوان"، قالت إن هذه العملية العسكرية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته.
وقال الناطق باسم الغرفة "حسن عبد الغني"، على منصة إكس، إن الحشود العسكرية للنظام تهدد أمن المناطق المحررة، وأن واجب الفصائل الدفاع عن المنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم، وأكد أن "الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خيارًا بل واجب، وهدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف"، وفق تعبيره.
وتعطي معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.