"تلبيسة" تحتفي بوصول مقاتلي "العمليات العسكرية"... حرية بعد سنوات الحصار والتهجير
تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم الجمعة 6 كانون الأول 2024، من الوصول إلى مدينة تلبيسة، بعد دخول مدينة الرستن بريف حماة الشمالي، وذلك بعد التحام مقاتلي الإدارة القادمين من ريف حماة الجنوبي، مع الثوار المسيطرين على المدينتين الاستراتيجيتين، بعد طرد ثوارها قوات النظام منها، لتكون "الرستن وتلبيسة" أولى المدن المحررة من محافظة حمص، على أن تتقدم القوات تباعاً باتجاه مدينة حمص وريفها، وذلك في إطار اليوم العاشر من معركة "ردع العدوان".
تلبيسة حرة
تعد مدينة تلبيسة إحدى أبرز المدن الثائرة بوجه نظام الأسد، وانطلقت منها عدة عمليات لتحرير حواجز عسكرية تابعة لميليشيات النظام منذ العام 2012، وردا على ذلك حاصرها نظام الأسد وقصفها بشتى أنواع الأسلحة.
وتبعد تلبيسة عن حمص 13 كيلو متراً، وعن الرستن بحدود 10 كم تقريبا، وعقب إطلاق عملية ردع العدوان قام أبناء المدينة بطرد حواجز نظام الأسد في محيط المدينة، وتم اليوم الجمعة 6 كانون الأول/ ديسمبر.
وتقع مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "حلب- دمشق" وشكلت عقدة لدى نظام الأسد ومخابراته من خلال محاولات بسط السيطرة الكاملة عليها إلا أنه فشل بذلك ورد بالتضييق على أهالي المدينة، حتى حلول موعد التحرير اليوم.
الرستن حرة
تعد مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، بوابة المحافظة وتقع أقصى شمال حمص وجنوب مدينة حماة، وتضم مرافق مهمة مثل سد الرستن، وجسر الرستن، وتعد من المدن الاستراتيجية التي تضم مواقع هامة مثل كتيبة الهندسة شمال المدينة.
وانضمت الرستن إلى الثورة السورية مبكرا وشهدت معارك عديدة وحملات قصف وحصار حتى تهجير العديد من الثوار وأهالي المدينة ضمن اتفاقيات التهجير القسري عام 2018، ويذكر أن العديد من أبناء المدينة انشقوا عن نظام الأسد.
واليوم وبعد حوالي 7 سنوات على تهجير أبناء المدينة يعودون إليها ضمن قوافل التحرير، ويذكر أن السكان المحليين كانت عيونهم ترقب انتصارات غرفة عمليات "رد العدوان" بشغف كبير وتم تحرير كتيبة الهندسة وطرد مقرات النظام من المدينة عشية دخول جحافل قوات ردع العدوان صباح الجمعة 6 كانون الأول.
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حماة الجنوبي واقتراب لقاء قوات ردع العدوان مع ثوار تلبيسة والرستن شمال حمص.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن استهداف فلول قوات النظام المجرم على طريق حماة - حمص، وبثت مشاهد ليلية تظهر استهداف مواقع ميليشيات الأسد بواسطة الرشاشة الثقيلة حيث حققت إصابات مباشرة.
وبث الإعلام العسكري غرفة عمليات رد العدوان، مشاهد تظهر استهدف حشودات لنظام الأسد على طريق حمص- حماة، بواسطة طائرات مسيّرة وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية "حسن عبدالغني" ترقبوا مفاجئات ومحاور جديدة في ميدان المعركة تردع عدوان النظام المجرم وتؤمن حياة كريمة لأهلنا.
وتمكنت كتائب "شاهين" خلال الليلة الماضية من استهداف مواقع لنظام الأسد منها مقر الفرقة 27 قرب قرية تير معلة بريف حمص الشمالي، وهاجم الثوار حاجز الغربال في مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "دمشق حلب"، وتم السيطرة الكاملة عليه وأكد الثوار أن كافة الحواجز والنقاط العسكرية ضمن الرستن وتلبسية تم السيطرة عليها بانتظار التقاء ثوار شمال حمص مع قوات ردع العدوان.
وأكد ناشطون في مدينة حمص، بأن أحرار ريف حمص الشمالي، نفذوا هجمات جديدة ظهر الأمس من خلال استهداف أحد الأرتال العسكرية التابعة لنظام الأسد في المنطقة خلال فرارها من مدينة حماة المحررة، وجرى نسف رتل لنظام الأسد خلال انسحابه من حماة هرباً من قوات عملية ردع العدوان، ووقع الهجوم على اتوستراد حمص - حماة، باستخدام العبوات الناسفة والرشاشات.
ووفق مصار حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات كانت تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
وفاجئت معركة "ردع العدوان" التي أعلنت عنها "إدارة العمليات المشتركة" التي تضم فصائل الثورة العسكرية في إدلب وشمالي حلب بعيداً عن المسميات والتبني الفردي، ليس قوى العدو ممثلة بجيش النظام وميليشيات إيران فحسب، بل حتى الصديق من أبناء الثورة المعارضين لفتح أي معركة في الوقت الحالي غير محسوبة النتائج.
وجاءت المعركة باسم "ردع العدوان" كما أعلن عنها فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقداً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشودات التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم، ومن ثم التوسع بشكل سريع في عموم مناطق إدلب وحلب وحماة.
وتعطي معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب وحمص لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.