
تصنيف "تحرير الشام" على قوائم الإرهاب ... تأكيد صدقية مشروعها أم رسالة أمريكية قبل أي تحول ...!؟
خلق تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لهيئة تحرير الشام بشكل رسمي على قوائم الإرهاب بعد أكثر من عام على تشكيلها، ردود فعل عديدة، وسط تساؤلات عن سبب خروج التصنيف بشكل رسمي في هذا التوقيت رغم أن الهيئة تسعى جاهدة لإثبات اعتدالها دولياً.
اعتبر الكاتب "أحمد أبازيد" أن تصنيف "هيئة تحرير الشام" حدث ليس بجديد، بل هو تابع لتصنيف "جبهة النصرة"، لافتاً إلى أن البيانات السابقة للخارجية الأمريكية كانت تؤكد دائما أنه مهما غيرت "جبهة النصرة" اسمها فهي تبقى تنظيم إرهابي.
وأكد أبازيد في حديث لشبكة "شام" أن الإضافة هذه متوقعة خاصة مع ماتعتقد قيادة هيئة تحرير الشام أنه من الممكن أن يحصلوا على قبول دولي من خلال تقديم المزيد من نماذج الاعتدال والتنازل والتعامل التعامل مع مخرجات أستانة والموافقة عليها.
وبين أن هيئة تحرير الشام منذ تشكيلها لديها هاجس تقديم دلائل الاعتدال للدول والتواصل معهم وإظهار التخلي عن أيدلوجية القاعدة، لكن هذا التنظيم بالنسبة لروسيا أو الأمريكيين ستبقى قيادته مصنفة بشخصها حتى لو غيرت شكلها.
وأشار إلى أن الرسالة التي تريد الولايات المتحدة إيصالها والتي أرسلتها فعلياً سابقاً لكن ليس على شكل بيان رسمي لقطع الطريق على محاولة "الجولاني" أو نية فصائل أخرى الاندماج معه ضمن أي تشكيل حسب ما اشيع مؤخراً.
بدوره، علق "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم لـ "شام" على بيان الخارجية الأمريكية بالقول: "قبل أن ننظر للموقف الأمريكي من تنظيم "الجولاني" علينا أن نسلط الضوء على موقف الشعب السوري والفصائل المجاهدة والجيش الحر من هذا التنظيم".
وأضاف سيجري "مشكلتنا مع التنظيم قبل أن يتم تصنيفه وقد أجرم بحق شعبنا وثورتنا، وكل ما قام به كان يصب في صالح ايران ونظام الأسد، ونحن لا نعول على التصنيفات الغربية لأن التجارب السابقة أثبتت أنها بلا تأثير حقيقي، وحزب الله الإرهابي منذ زمن على قوائم الإرهاب ولكن لم يمنعه هذا التصنيف من ممارسة أعماله الإرهابية بحق الشعب السوري والشعب اليمني والعراقي ومازال لبنان يدفع فاتورة ممارساته الإرهابية لليوم".
الدكتور "أيمن هاروش" الباحث والأكاديمي رأي أن هذا التصنيف متوقع، لافتاً إلى أن محاولات التجميل التي مارسها "الجولاني" لن تخفي حقيقته، متابعاً "ولقد نصحنا ومعنا كثير من الصادقين لن ينقذ شبابنا من هذه المحرقة إلا بحل هذا التنظيم وتواري قادته على المشهد".
وأضاف هاروش في حديث لشبكة "شام" أن البعض ظن أنه أذكى من الدول والحكومات، فغرر بنفسه وبالجولاني وبالشباب، مؤكداً أن أنه لا يعتبر أن هذا التصنيف في صالح الثورة بل على العكس هو ذريعة جديدة لضرب ما تبقى من فصائل ومشاريع ثورية بحجة هيئة تحرير الشام بعد أن شارفت "داعش" على الانتهاء.
وأشار إلى أن التصنيف لا يعني مصداقية هيئة تحرير الشام كما يظن بعض السذج أن كل من تصنفه أمريكا هو جيد، مشيراً إلى أن "حزب الله" الإرهابي مدرج على قائمة الإرهاب وهو مولغ بالإجرام .
ولفت "هاروش" إلى أن مخالفة هيئة تحرير الشام لم تكن خشية من التصنيف الذي وقع الآن "بل نخالفها لما تحمله من علو وتكفير وسفك للدماء ولما أضرت بثورتنا وشعبنا فلن نقبل بها ولن تكون جزءا من الثورة سواء صنفتها أمريكيا أم صادقتها".
واليوم، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، هيئة تحرير الشام التي يقودها "أبو محمد الجولاني" على قائمة الإرهاب، معتبرة أن تعديل اسم "جبهة النصرة" إلى هيئة تحرير الشام لايخدعها.