تحليل منصة "تأكد": فيديو تعذيب رائد المتني حقيقي ومحاولات التشكيك مضللة
قالت منصة "تأكد" المتخصصة بالتحقق من الأخبار المضللة، إن التحليل البصري الذي أجرته يُثبت صحة مقطع الفيديو الذي يُظهر جثمان رائد المتني بعد تعرّضه للتعذيب، مؤكدة أن محاولات شخصيات وصفحات تابعة لرجل الدين الدرزي حكمت الهجري للتشكيك بالفيديو تعتمد على معلومات مغلوطة.
محاولة نسب الفيديو إلى واقعة عراقية
أوضحت المنصة أن الشخصيات المقرّبة من الهجري ـ وفي مقدمتهم ماهر شرف الدين ـ تداولوا مقطعاً زعموا أنه النسخة الأصلية لفيديو مختلف يعود لضحايا شيعة في العراق قُتلوا على يد تنظيم داعش، مشيرين إلى أن الصوت المسموع فيه لشخص يتحدث باللهجة العراقية ويُلقّن الشهادة للميت ينسف صلة الفيديو برائد المتني.
وأشارت "تأكد" إلى أن هذا الادعاء استُخدم للطعن بصحة المقطع الذي وثّق تعرّض المتني للقتل تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد ميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لحكمت الهجري.
مقارنة منهجية تكشف الحقيقة
ذكرت المنصة أن تحليل الفيديو اعتمد على مقارنة دقيقة بين لقطات اعتقال رائد المتني التي ظهر فيها مُهاناً بعد حلق شاربيه ولحيته وهو مقيّد، وصور جثمانه التي انتشرت لاحقاً وعليها آثار تعذيب واضحة، والمقطع الذي زُعم أنه يعود لضحية عراقية.
وبيّن التحليل تطابقاً كاملاً في الملابس التي كان يرتديها المتني في جميع اللقطات، إلى جانب تطابق علامات التعذيب التي ظهرت على جسده، وهو ما حسم الجدل بشأن هوية الضحية.
تفاصيل حملة الاعتقال في السويداء
أشارت المنصة إلى أن المتني كان من بين الأشخاص الذين اعتقلتهم ميليشيا "الحرس الوطني" يوم السبت 29 تشرين الثاني، موضحة أن مراسلها في السويداء أفاد بأن الحملة استهدفت عدداً من الشخصيات الدرزية في المحافظة، وأن عناصر الميليشيا ارتكبوا خلالها عمليات إذلال وانتهاكات بحق المعتقلين.
ونقل المراسل عن مصادر محلية أن بعض المعتقلين كانوا قد طرحوا إمكانية الدخول في مسار تفاوضي مع دمشق، بينما بررت مصادر من الميليشيا الحملة بأنها تهدف إلى “ضبط الأمن”.
تأكيد وفاة رائد المتني تحت التعذيب
قالت المنصة إن مصادر متطابقة أكدت وصول جثمان رائد المتني إلى المشفى الوطني في السويداء فجر الثلاثاء 2 كانون الأول، مشيرة إلى وجود آثار ضرب وتعذيب واضحة على الجثمان، وإلى أن المتني كان قد تعرض لعمليات إذلال أثناء اعتقاله بعد اتهامه بـ“الخيانة” على خلفية طرحه خيار التفاوض مع السلطات السورية، وهو ما ظهر في تسجيل مصور انتشر عقب اعتقاله.
معلومات عن وفيات إضافية لم تثبت صحتها بعد
أوضحت المنصة أنها حصلت على معلومات تشير إلى مقتل معتقلين آخرين هما ماهر فلحوط وعاصم زيد أبو فخر، لكنها لم تستطع حتى الآن التحقق من صحتها من مصادر موثوقة.
الاستنتاج النهائي
أكدت منصة "تأكد" أن الادعاء القائل إن الفيديو الذي يُظهر تعذيب رائد المتني “ليس من سوريا” هو ادعاء مضلل، مشددة على أن التحليل البصري أثبت أن المقطع يعود فعلاً للشيخ رائد المتني الذي قُتل تحت التعذيب في سجون ميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لحكمت الهجري.
وكان نعى الشيخ ليث البلعوس، الشيخ رائد المتني، الذي أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء بأنه قضى تحت التعذيب في سجون مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون تعمل تحت مسمى “الحرس الوطني”.
وحمّل البلعوس في بيان نُشر على حسابه في منصة فيسبوك جهات مرتبطة بحكمت الهجري المسؤولية الكاملة عن الحادثة، وقال إن مقتل الشيخ المتني جاء “بعد اعتقاله ظلماً وانتزاع اعترافات منه تحت التعذيب”، مشيراً إلى أن المجموعة التي قامت باعتقاله استخدمت “أساليب التلفيق والتخوين والاتهامات الجاهزة”، على حد تعبيره.
وأضاف البلعوس أن هذه المجموعات “تورطت في جرائم سابقة طالت مدنيين من أبناء الجبل، بينها مقتل المهندس كرم منذر، والاعتداء على ممتلكات الأهالي في بلدة المزرعة وقراها”، مؤكداً أنها “تنتهك قيم وأعراف الجبل وتستبيح حرمة المنازل والأرزاق تحت ذرائع واتهامات جاهزة”.
وفي ختام بيانه، دعا الشيخ البلعوس أهالي محافظة السويداء إلى “الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الممارسات حمايةً للسلم الأهلي وكرامة الجبل”، مقدّماً تعازيه لذوي الشيخ آل المتني.
وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من التوتر والانفلات الأمني تشهدها محافظة السويداء في الفترة الأخيرة، حيث تنتشر مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون تمارس الاعتقالات التعسفية وتتقاسم النفوذ داخل المحافظة، ما أدى إلى تصاعد المخاوف من تأثير ذلك على الأمن والاستقرار الاجتماعي.