صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٠ فبراير ٢٠٢٥

بعد عقود من المنفى منذ عهد حافظ .. يهود سوريا يزورون دمشق

أفادت وكالة "رويترز" بأن الحاخام جوزيف حمرا وابنه هنري قد قرأوا مخطوطة توراة في كنيس يهودي في قلب دمشق لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وتعد هذه الزيارة الأولى لعائلة حمرا إلى سوريا بعد سنوات طويلة من المنفى، حيث تذوق الأب والابن ما يمكن وصفه بالرهبة والدهشة من العودة إلى وطنهما الأم.

غادر جوزيف وهنري سوريا في التسعينيات بعد أن رفع "حافظ الأسد" حظر السفر عن الجالية اليهودية التي كانت تعيش في البلاد، وكانت الجالية اليهودية قد عانت لعدة عقود من قيود شديدة، تشمل منعهم من امتلاك العقارات أو العمل، مما دفع معظمهم إلى مغادرة سوريا. 


وبحلول ذلك الوقت، لم يتبق في العاصمة السورية سوى أقل من عشرة يهود، استقرت عائلة حمرا في نيويورك، حيث قال جوزيف، الذي يبلغ الآن 77 عامًا، إنهم غادروا "لأننا كنا في سجن"، مضيفًا "أردنا أن نرى ما هو موجود في الخارج، وكل من غادر معنا مات".

وعقب الإطاحة بحكم بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت عائلة حمرا في التخطيط لزيارة سوريا، وهي خطوة لم تكن متخيلة في الماضي. تمت الزيارة بمساعدة فريق الطوارئ السوري، وهي مجموعة ضغط مقرها الولايات المتحدة، حيث التقى الوفد مع نائب وزير الخارجية السوري في الحكومة الانتقالية السورية.

وخلال زيارته، أشار هنري حمرا، البالغ من العمر 48 عامًا، إلى أن وزارة الخارجية السورية الحالية تعهدت بحماية التراث اليهودي في البلاد، وهو ما اعتبره خطوة إيجابية نحو الحفاظ على هذا التراث. وأضاف "نحن بحاجة إلى مساعدة الحكومة، ونحن بحاجة إلى أمن الحكومة، وهذا سوف يحدث".

أثناء زيارتهم للمدينة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي المدرجة على قائمة اليونسكو، التقى الأب وابنه بجيرانهم السابقين من السوريين الفلسطينيين. ثم انبهرا بالأحرف العبرية المرسومة يدويًا في العديد من المعابد اليهودية، وتمنى هنري أن يتمكن أبناؤه من رؤية هذه المعابد الجميلة.

لكن رغم الأجواء العاطفية للزيارة، لاحظ هنري أن بعض الأشياء كانت مفقودة، مثل نسخة التوراة المذهبة التي كانت موجودة في أحد المعابد اليهودية، والتي تم تخزينها الآن في مكتبة إسرائيل بعد أن فر الآلاف من اليهود السوريين في القرن العشرين. 


بينما كانت المعابد اليهودية والمدرسة اليهودية في المدينة القديمة محفوظة بشكل جيد نسبيًا، تحول أكبر كنيس يهودي في سوريا في منطقة جوبر بدمشق إلى أنقاض خلال الحرب، فقد كانت بلدة جوبر موطنًا لمجتمع يهودي كبير لعدة قرون حتى القرن التاسع عشر، وتم نهب الكنيس الذي بني تكريمًا للنبي إيليا قبل أن يتم تدميره خلال سنوات الحرب.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ