بعد انتقادات واسعة.. محافظ دمشق يوضح تصريحاته بخصوص السلام مع إسرائيل
أصدر محافظ دمشق، المهندس ماهر مروان، توضيحاً حول مضمون حديثه بخصوص تصريحاته بخصوص السلام مع اسرائيل، مؤكداً أن تصريحاته أُسيء فهمها وأنه لم يتطرق أبداً إلى هذا الموضوع، وذلك أعقاب الجدل الواسع الذي أثير بشأن تصريحاته الأخيرة لإذاعة أمريكية.
وقال المحافظ: “كوني محافظاً لدمشق، لم أتطرق أبداً عن السلام مع إسرائيل، وليس ذلك من صلاحياتي إطلاقاً.
مؤكدا أن هناك وزارة خارجية وهناك قيادة معنية بهذا الشأن.
وأوضح أن حديثه خلال المقابلة ركز بشكل أساسي على التعايش السلمي داخل سوريا، وأن الشعب السوري بحاجة إلى الاستقرار الداخلي بعد سنوات من المعاناة خلال الثورة.
وأضاف: سياق الحديث الذي استمر لنحو ساعة كان يدور حول إرهاق الشعب السوري وحاجته إلى السلام الداخلي بعيداً عن أي حروب خارجية.
وشدد المحافظ على أن التعبير قد يكون شابه نقص، مؤكداً أن نيته كانت منصبة على التأكيد على السلم الأهلي. وقال: "الله هو الرقيب على ما قلت وما نويت".
وكان المحافظ قد أشار في حديثه لإذاعة “NPR” الأمريكية إلى أن سوريا، تحت قيادة الإدارة الجديدة، تسعى لتحقيق التعايش السلمي داخلياً، وأنها لا تريد الانخراط في أي نزاعات إقليمية تهدد أمنها أو أمن جيرانها.
وأضاف للإذاعة الأمريكية "نريد سلاماً داخلياً، ولسنا في حالة عداء مع أحد”، ما أثار جدلاً واسعاً وتم تفسيره على أنه دعوة للسلام مع إسرائيل.
وأثارت تلك التصريحات انتقادات في الأوساط السورية، حيث اعتبر البعض أن الحديث يتجاوز صلاحيات المحافظ، خاصة في ظل حساسية العلاقات مع إسرائيل. من جانبه، أوضح المحافظ أن تصريحاته أُخرجت من سياقها، وأنه كان يقصد السلام الأهلي الداخلي.
وحسب الإذاعة الأمريكية التي نشرت التقرير ونشرت صوتيات متقطعة لحديث محافظ دمشق،المهندس ماهر مروان،أن إسرائيل قد شعرت بالخوف عقب سقوط النظام السابق، وهو ما دفعها لاتخاذ خطوات عسكرية، مثل تنفيذ غارات جوية على مواقع استراتيجية في سوريا.
ووصف المحافظ هذه المخاوف بـ”الطبيعية”، مشيرًا لا نستطيع أن نكون ندا لإسرائيل ولا ندا لأحد".
وأضاف المحافظ: "مشكلتنا ليست مع إسرائيل، ولا ترغب بتهديد أمن اسرائيل ولا أمن أي دولة أخرى، ونحن لا نريد التدخل في أي شيء"
وأضاف: “هناك شعب يريد التعايش والسلام ولا يرغب في النزاعات”، مؤكدًا على وجود أصوات في الداخل السوري تدعم السلام والاستقرار.
وحسب المحافظ أنه لم يشر في حديثه أن لم يطالب بالسلام مع اسرائيل، بل قصد أن الشعب السوري يريد العيش بسلام مع الجميع ولا يرد حروب، وهو على ما يبدو أنه قد فهم حديثه بأنه يريد السلام مع اسرائيل.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قال اليوم الجمعة، إن "الحكومة الجديدة في سوريا هي عصابة إرهابية كانت في إدلب وسيطرت على العاصمة دمشق، وليست حكومة مستقرة"، معتبراً أنها "حكومة إسلامية ستحاول تحقيق سيطرة كاملة على كل سوريا".
وأضاف ساعر، خلال اجتماع في وزارة الخارجية: "يتحدث العالم عن تغيير منظومة الحكم في سوريا، ولكن ليس الأمر أن الحكومة الجديدة التي تسيطر اليوم على كامل سوريا قد تم انتخابها ديمقراطيا. إنها عصابة إرهابية كانت موجودة سابقا في إدلب وسيطرت على العاصمة ومناطق أخرى".
واعتبر أن "دول العالم تود بشدة أن ترى القادة الحاليين في سوريا كحكومة جديدة ومستقرة لأن هذه الدول تريد إعادة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى سوريا. لكن هذا ليس هو الحال. هناك معارك مع العلويين في الساحل، وهناك تهديدات صريحة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقضاء على الحكم الذاتي الكردي، وهناك مضايقات للمجتمع المسيحي في سوريا".