
انتشار الأفاعي والعقارب يزيد معاناة العائدين في ريف إدلب الجنوبي
يواجه العائدون إلى بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي خطراً متزايداً جراء انتشار الأفاعي والعقارب والزواحف والقوارض والحشرات الضارة، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياتهم، ويبدد إحساسهم بالأمان بعد سنوات طويلة من النزوح والحرب.
ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، باتت هذه الكائنات تنتشر بكثافة، مما يضاعف من شعور الأهالي بالقلق وعدم الاستقرار، خاصة على أسرهم وأطفالهم.
تخرج الثعابين عادة في فصل الصيف من جحورها، إلا أن الأهالي أكدوا أن انتشارها في ريف إدلب الجنوبي شهد تصاعداً ملحوظاً نتيجة الإهمال البشري خلال سنوات النزوح، وتراكم الأنقاض والركام الناجم عن القصف الممنهج من قبل نظام الأسد البائد، وهو ما وفر بيئة خصبة لتكاثرها وانتشارها، وتظهر هذه الكائنات في الحقول الزراعية والأزقة، بل وتزحف إلى داخل المنازل والخيام، كما تكثر بين ركام المباني المدمرة وتحت الصخور.
أثارت مشاهد الأفاعي المتكررة وحالات اللدغ حالة من الذعر بين السكان، خصوصاً العائلات التي يصعب عليها مراقبة أطفالها باستمرار. وتضاعفت المخاوف لدى الأسر الريفية التي تعتمد على تربية المواشي والدواجن، حيث يمكن أن تتسبب الأفاعي في نفوقها، ما يؤدي إلى خسائر مادية كبيرة تزيد من أعبائهم الاقتصادية في ظل محدودية الموارد.
وازدادت المعاناة لدى العائلات التي تعرض أحد أفرادها للدغات مفاجئة، في ظل شحّ المرافق الطبية وندرة المراكز الصحية في المنطقة، ما يضطر المصابين لقطع مسافات طويلة بحثاً عن العلاج، وتحمل أعباء مالية ونفسية إضافية مرتبطة بتكاليف النقل وجهود الإسعاف.
وباتت الأفاعي والعقارب تهديداً جديداً يضاف إلى تحديات إعادة الاستقرار في ريف إدلب الجنوبي، في ظل بيئة مدمرة وخدمات صحية شبه معدومة. ويؤكد الأهالي أن الأمر يستدعي تدخلاً سريعاً لتأمين الحماية البيئية والطبية، قبل أن تتحول الظاهرة إلى أزمة إنسانية تضاعف معاناتهم المستمرة.