المدينة الرياضية في السويداء على شفا الاندثار: النهب مستمر وسط غياب الحماية
المدينة الرياضية في السويداء على شفا الاندثار: النهب مستمر وسط غياب الحماية
● أخبار سورية ١٥ أبريل ٢٠٢٥

المدينة الرياضية في السويداء على شفا الاندثار: النهب مستمر وسط غياب الحماية

تتواصل عمليات نهب البنية التحتية في المدينة الرياضية الواقعة على طريق قنوات – السويداء، في ظل غياب أي إجراء حقيقي لوقف الاعتداءات، ما يهدد بتحويل هذا المشروع الحيوي إلى مجرد ذكرى، بعد أن أصبح المشهد العام يوحي بأننا سنقول قريباً: "هنا كانت المدينة الرياضية".

وبحسب ما أفاد به موقع "السويداء 24"، فإن أعمال التخريب والسرقة لم تتوقف منذ مطلع العام الجاري، وسط تساؤلات محلية عن مصير أحد أضخم المشاريع الرياضية في المحافظة، والذي لم يُنجز منذ انطلاقته قبل أكثر من عقدين.

مشروع متعثر منذ عام 2001
المدينة الرياضية، التي حملت سابقاً اسم "مدينة الباسل الرياضية"، أُطلقت كمشروع رياضي طموح عام 2001، على مساحة تُقدّر بنحو 340 دونماً، وشملت تصميمات مرافقها ملعباً كبيراً لكرة القدم وعدداً من المنشآت الرياضية الأخرى. لكن المشروع توقف مراراً بسبب ما وصفه مصدر في الاتحاد الرياضي بـ"الفساد الإداري" الذي رافق الحكومات المتعاقبة خلال حكم النظام السابق.

كما أُعيد استخدام أجزاء من المدينة من قبل جيش النظام عقب اندلاع الثورة السورية في 2011، الأمر الذي أسهم في تدهور بنيتها وعرقلة استكمال بنائها.

النهب يطال المدرجات والحديد والأبواب
مع غياب المرافق الرياضية الحديثة في السويداء، باتت عمليات النهب الجارية حالياً تمثل "الإعدام الصريح" لما تبقى من البنية التحتية للمدينة الرياضية. وبحسب ما وثّقه فريق "السويداء 24"، فقد جرى تفكيك كميات كبيرة من الحديد وسرقة الأبواب والنوافذ، قبل أن يتجه المعتدون مؤخراً إلى **تحطيم المدرجات بهدف استخراج الحديد من داخلها**.

وحاول الفريق الصحفي الدخول إلى موقع المدينة أثناء عمليات النهب، إلا أن وجود مسلحين يرافقون اللصوص حال دون ذلك، ما أثار مخاوف من التعرض لاعتداء مباشر.

توثيق جوي يؤكد حجم التعديات
عبر تصوير جوي حصل عليه الفريق، تبيّن أن عمليات الهدم والتخريب داخل ملعب كرة القدم تتم بواسطة مجموعة لا يتجاوز عدد أفرادها 20 شخصاً، يتوزعون بين منفذين لعمليات الهدم ومسلحين يتولون تأمين المكان. ورُصدت سيارة من نوع "بيك أب" تُحمّل كميات الحديد المسروق، حيث تتجه بحسب التتبع إلى **حي المشروب داخل مدينة السويداء.

وتوفرت صور حصرية تُظهر عددًا من هؤلاء الأفراد يحملون أدوات هدم، وقد تبيّن أن معظمهم ينحدر من نفس المنطقة.

وجهاء العشائر: لا غطاء اجتماعي للمخربين
وفي تصريح لـ "السويداء 24"، أكد أحد وجهاء العشائر أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون أي مكوّن اجتماعي ولا يتمتعون بأي غطاء عشائري، مطالباً بتكثيف الجهود بين الجهات الشرطية والمجتمع الأهلي لوضع حدّ لهذه التجاوزات.

وشدّد المصدر على أن إنهاء هذه الظاهرة لا يمكن أن يُلقى بالكامل على عاتق الفصائل الأهلية المسلحة، بل يجب أن تتكامل أدوار كافة الجهات المختصة والأهالي في حماية الممتلكات العامة.

نهب ممنهج طال مرافق متعددة
ومنذ سقوط النظام، تعرّضت عدة مرافق عامة في السويداء لاعتداءات ونهبٍ واسع، أبرزها فرع حزب البعث، المدينة الرياضية، السجن المركزي، ومستودعات الاتصالات، في حين نجحت جهود أهلية في إنقاذ بعض المرافق الخدمية من المصير ذاته.

ورغم أن التعديات لم تكن محصورة بفئة بعينها، بل طالت شرائح مختلفة في المجتمع، إلا أن خطورتها تكمن في استهدافها لمنشآت عامة تمثل ملكية مشتركة لجميع أبناء المحافظة، ما يستدعي وضع خطط حماية حقيقية بالتعاون بين الفعاليات المحلية والقوى الشرطية، لحفظ ما تبقى من البنى التحتية، ومنع استكمال مسلسل العبث المنظم بحقها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ