القضاء يلاحق مجرمي الحرب: الداخلية تعلن توقيف مطلوبين من فلول النظام البائد
أعلنت وزارة الداخلية أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة حماة تمكنت من ضبط المواطن المدعو علي حسن كمون من أبناء بلدة القدموس بريف طرطوس، الذي اتهمته التحقيقات بالضلوع في جرائم خطيرة بحق مدنيين خلال خدمته في صفوف النظام البائد.
وذكرت الوزارة أن التحقيقات الأولية أظهرت تورط المتهم في عمليات قتل متعمدة ضد مدنيين، إلى جانب تنفيذ أعمال مسلحة وإجرامية في غوطة دمشق الشرقية، شملت اعتقالات تعسفية وجمع ونقل معلومات استخباراتية عن مواقع المدنيين وتجمعات الثوار لصالح قوات النظام السابق.
وأضاف البيان أن المتهم لاحقاً انضم إلى فلول النظام في لبنان، وشارك في التحريض ضد الدولة عبر منصات التواصل، كما ضبط بحوزته أسلحة ومواد متفجرة.
وأشار سجله الجنائي إلى قضايا إضافية بينها السرقة وترويج المخدرات، وتورطه في استغلال أفراد من أسرته في أعمال فاحشة، وفق ما نقلته الوزارة. وتمت إحالة المتهم إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
في تسجيل مصور نشرته الوزارة على قناتها، ظهر أحد العاملين في الداخلية وهو يواجه سجانه السابق "جعفر جوية" وعلق وزير الداخلية أنس خطاب على المقطع بقوله: "بهذه الكلمات اختصر أحد العاملين في وزارتنا المبادئ السامية التي ستبنى عليها وزارة الداخلية بإذن الله لا ثأر ولا انتقام بل عدالة والتزام، ورد للحقوق بمسار القضاء الذي ينصف المظلومين ويأخذ الحق من الظالمين بإذن الله".
وأعلنت "قيادة الأمن الداخلي" في محافظة حلب، بالتعاون مع "فرع مكافحة الإرهاب"، عن تنفيذ عملية أمنية أسفرت عن إلقاء القبض على حسن مرعي حسن الحسين المنحدر من قرية تلحدية بريف حلب الجنوبي، وهو أحد سجاني سجن صيدنايا السابقين.
وبيّنت التحقيقات أن الحسين بدأ عمله ضمن سرية الحراسة الخاصة بالسجن، قبل أن يُعيّن كسجّان في ما يعرف بـ"السجن الأحمر"، حيث مارس التعذيب الجسدي بحق المعتقلين وشارك في تنفيذ إعدامات ميدانية، كما تورط في نقل جثث معتقلين قضوا تحت التعذيب ورميها في أماكن مجهولة.
وأُحيل الموقوف إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، في حين شددت وزارة الداخلية على استمرار عمليات الرصد والمتابعة لملاحقة كل من يثبت تورطه في انتهاكات بحق المدنيين الأبرياء، بما يضمن تحقيق العدالة وسيادة القانون.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية يوم السبت 23 آب/ أغسطس، عن إلقاء القبض على ثلاثة من السجانين المتورطين في انتهاكات داخل معتقل صيدنايا العسكري، وهم ماهر إبراهيم من تلكلخ، وحيان علي داوود من خربة تين نور، ورمضان علي عيسى من خربة تين نور بريف حمص.
في أحد الاعترافات، قال أحد المقبوض عليهم إنه فُرز إلى سجن صيدنايا في الأول من تموز عام 2019 بقرار من فرع المخابرات الجوية 227، وبعد فترة وصل حكم بإعدام ستة أشخاص وكان أحد المنفذين.
وأوضح أنه كان يتم تعليق المعتقلين على ما يُعرف بالجنازير، حيث يتناوب خمسة أو ستة سجانين على تعذيبهم حتى الموت، فيما كان يُترك البعض أياماً من دون طعام أو ماء حتى لا تفوح رائحة جثثهم بعد الإعدام.
وكشفت شهادات أخرى عن مشاهد مأساوية، حيث تحدث أحد المقبوض عليهم عن غرفة ضمت مئتي معتقل نُفذ فيهم حكم الإعدام، قبل أن تُنقل جثثهم إلى مشفى حرستا حيث كانت تُرقم ولا يُعرف مصيرها، كما أشار إلى أن ضابطاً كان يحقن المرضى بإبر تؤدي إلى وفاتهم بعد دقائق، في إشارة إلى استخدامها كوسيلة قتل مباشر.
ولم تقتصر الاعترافات على القتل والتعذيب، إذ تحدث أحدهم عن تقديمه طلباً لمساعد مدير السجن لجلب فتيات إلى الزنازين، وأنه قام باغتصاب تسع منهن بتسهيل مباشر من إدارة السجن.
في حين روى المعتقل السابق أحمد خالد محيميد تفاصيل اعتقاله في نيسان 2019، قائلاً إنه استُقبل مع آخرين بالضرب والإهانات، وأجبروا على خلع ملابسهم قبل أن يُساقوا إلى ما يسمى بالبناء الأبيض، ومنه إلى أجنحة أخرى بينها الأحمر والأسود، حيث بدأت حفلات التعذيب.
وأضاف أن كبار السن لم يتحملوا التعذيب وكانوا يموتون تحت الضرب، بينما استشهد شقيقه عبد الله المصاب بالربو بعد أن رفض السجان ماهر درويش إعطاءه بخاخاً طبياً قائلاً: "خليه يموت".
التفاصيل التي وردت في التسجيل تضمنت أيضاً مشاهد توصف بأنها صادمة، إذ تحدث أحد المعتقلين عن قيام السجان ماهر درويش بخلط البول مع إبريق الشاي وإجبار المعتقلين على شربه، ومن يرفض كان يتعرض للضرب بالكابل أو يواجه خطر الإعدام، الأمر الذي دفع الجميع إلى الرضوخ وشربه خوفاً من الموت.
هذا وختمت وزارة الداخلية بالتأكيد على نجاح وحداتها الأمنية في تنفيذ عملية رصد دقيقة في منطقتي الحولة وتلكلخ بريف حمص، أسفرت عن إلقاء القبض على السجانين المتورطين بمجازر صيدنايا أثناء محاولتهم الفرار خارج البلاد، ليُحالوا إلى القضاء وينالوا جزاءهم العادل.