"الصناعي يريد أن نخبره بالعطل قبل حدوثه" .. النظام يبرر حادثة السجال بحلب و"الشهابي" يعلّق
نشر التلفزيون الرسمي لدى نظام الأسد حلقة استضاف فيها مسؤولي الكهرباء في حلب وتضمنت التطرق إلى تسجيل مسرب من اجتماع مع الصناعيين في حلب، حيث برر مسؤولي النظام السجال والصراخ بأن "الصناعي يريد أن نخبره بالعطل قبل حدوثه"، ما أثار ردود فعل كثيرة بينها المسؤول الصناعي "فارس الشهابي".
وحسب "حسام حج إسماعيل"، مدير نقل الكهرباء في المنطقة الشمالية التابع النظام فإن مع الوقوف مع حقيقة المقطع الذي أثار جدلا كبيرا، وذكر أن من بين مطالب الصناعيين التغذية على مدار 24 ساعة، حتى أيام الخميس والجمعة والسبت، وقال إن "هذا يكون على حساب الأخوة المواطنين".
وزعم بأن في هذه الأيام الثلاثة يتم فصل التغذية الكهربائية لاستخدامها من قبل المواطنين، ومن بين المطالب التي يراها "إسماعيل"، غير مقبولة وفق نبرة كلامه، طلب الصناعيين سرعة إجراء الصيانة، وطالب "لصناعي أن نخبره بالعطل قبل أسبوع من حدوثه، كما يحدث في باقي الدول.
كما أشار مدير نقل الكهرباء في المنطقة الشمالية إلى مطالب توضيح سبب ارتفاع أسعار تعرفة الكهرباء، في حين قال "محمود خطاب"، مسؤول الكهرباء في حلب، "أقول للأخوة الصناعيين نحن مستعدين أن نعطيهم كهرباء 24 ساعة، بما فيها أيام العطل، لكن هم هل يقبلون أن يحرموا ذويهم في مدينة حلب من الكهرباء؟"، فيما قاطعه مقدم الحلقة "فؤاد إزمرلي" بعبارة: "بدنا نتحمل بعض".
من جهته علق "فارس الشهابي"، مسؤول اتحاد غرف الصناعة السورية لدى نظام الأسد على الحلقة التي بثتها إعلام النظام الرسمي للحديث عن مزاعم الدعم الحكومي للصناعيين، حيث وصف الحلقة بأنها "حلقة ضعيفة لتبرير الخطأ و تجميل المخطئ، وتهميش صاحب الوجع و مطالبه المحقة".
وقال "الشهابي" إن الحكومة تتحمل مسؤولية إصلاح الأعطال الكهربائية في المدن الصناعية، ولهذا يدفع الصناعيون ما يترتب عليهم من أموال، و هناك تأخر غير مبرر بالإصلاح تسبب بضرر لحوالي 300 منشأة، وجاء ذلك تعليقا على ما تحدث به ثلاثة من المسؤولين المحليين، عما تقدمه الحكومة، الصناعة في مناطق سيطرة النظام.
فيما ذكر "حازم عجان"، مدير المدينة الصناعية في حلب أن الاقبال على المدينة الصناعية في الشيخ نجار يتزايد، وتحدث عن الخدمات المقدمة للصناعيين فيها، وأن "كل طلبات الصناعيين تتم تلبيتها".
وجاء ذلك بعد أيام من تداول صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر سجال حاد بين الصناعي "عبد الرحمن خضير"، الذي هاجم مسؤولي الكهرباء وكشف عن عرض معمله للبيع، فيما سأل رئيس اتحاد غرف الصناعة "فارس الشهابي"، وقتذاك "سيعوض أصحاب المعامل عن الخسائر اليومية؟".
وبعد جولة من الصراخ الظاهر في التسجيل المتداول أدت إلى انسحاب الصناعي من الاجتماع في المدينة الصناعية "الشيخ نجار" بحلب، معبراً عن استيائه لما يحدث من انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي دون وجود استجابة من المعنيين في قطاع الكهرباء.
وصرح الصناعي في حديث لموقع مقرب من نظام الأسد بأنه صاحب معمل متخصص في مجال النسيج الآلي في الفئة الثانية بالمدينة الصناعية "بالشيخ نجار"، وأكد أن وضع التيار الكهربائي سيء جداً خصوصاً في الأربعة أشهر الأخيرة حتى اليوم.
ولفت إلى تراجع واضح بما يتعلق بتغذية التيار الكهربائي، مضيفاً أن معمله الخاص ومنذ 5 أشهر يدفع أجور عماله ما يقارب 8 ملايين ليرة دون وجود وارد مالي وهو حال الصناعيين في الشيخ نجار، وقدر وجود ما يقارب ألف منشأة صناعية تنزف وأصبح الصناعي يبيع آلاته ليعيش من مبلغها المادي.
وطرح عدة تساؤلات حول الرسوم وسعر الأسعار التي تتقاضاها شركة الكهرباء من ملاك المنشآت الجديدة حيث تتقاضى شركة الكهرباء رسوم أكبال كهربائية وبكلات من كل منشأة صناعية جديدة ما يقارب 25 مليون ليرة سورية، ناهيك عن قيام مالك المنشأة بتجهيز قواطع كهربائية لزوم العمل من قاطع متوسط ومحولة كهربائية قبل البدء بعمليات الإنتاج.
وكانت أشارت شخصيات إعلامية موالية لنظام الأسد منها رضا الباشا مراسل قناة الميادين إلى "حالة التطنيش والتنصل"، لدى مسؤولي نظام الأسد، حول ما يعرف محليا بـ "تجارة الأمبيرات" والتي يجري الحديث عنها همساً بأنها برعاية "أبو علي خضور"، بعد صفقة مع النظام لتشغيل مولدات تابعة له في حلب.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام تشهد تدني مستوى عموم الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وذلك عقب اتّباع "نظام التقنين الساعي" من قبل وزارة كهرباء الأسد ليصل الحال ببعض المناطق إلى الحصول على ساعة واحدة فقط، في حين باتت بعض المناطق تعاني من عدم توفر الكهرباء لأيام متواصلة، بحسب مصادر إعلامية موالية.