"الشهداء المهجرون" .. حكاية ثوار تختصر فصول البغي على أبناء الثورة والاستهانة بدمائهم
تختزل فصول الحكاية بأنّ ثلة من الثوار قاتلتهم "هيئة تحرير الشام"، وهجرتهم من بلدة "كفر حلب"، الواقعة بريف حلب الغربي إبان حملات البغي التي لاحقت فصائل الثورة وهجرت عناصرها، وعقب اشتداد المعارك عاد الشبان واستشهدوا على أطراف البلدة خلال معارك مع الاحتلال الروسي وميليشيات النظام بريف حلب.
ويصادف يوم غدٍ الاثنين، 14 شباط/ فبراير الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد 10 عناصر من الثوار بعد أن مروا بمراحل محاربتهم والبغي عليهم مروراً بتهجيرهم وليس انتهاءاً بالاستهانة بدمائهم، وبدأت الحكاية في مطلع تشرين الأول عام 2018 مع هجوم "تحرير الشام"، على بلدة "كفر حلب"، غربي حلب.
وتخلل الهجوم وقتذاك استخدام المدفعية والدبابات والرشاشات الثقيلة ضمن عمليات "تحرير الشام" ضد فصائل الجيش الحر وضد الأهالي الرافضين التبعية للهيئة، وتزامن ذلك مع توجه ارتال الهيئة بهدف اعتقال الثوار ما دفع إلى مقاومتها، قبل أن تحتجز "تحرير الشام"، ذوي وأهالي الثوار لإجبارهم على تسليم أنفسهم.
وينتهي الفصل الأول من قصة الثوار مع انحسار الاشتباكات ورفع الحصار المفروض عليهم الذي دام أكثر من 10 ساعات، مع سقوط قتلى مدنيين من الأهالي وخروج مظاهرات ضد الهيئة وأطلقت النار عليها وقتل رجل وإصابة 3 أشخاص للضغط على الثوار لتسليم أنفسهم، فيما فرضت عليهم التهجير القسري من البلدة.
وجرى حينها تهجيرهم باتجاه مدينة الأتارب وشرط عدم العودة إلى بلدة "كفر حلب"، لتظهر بعدها مقاطع فيديو لعناصر الهيئة وهم في حالة فرح وضحك وسخرية على تهجير الثوار، وفي يناير عام 2019 أثناء تهجير ثوار ونشطاء مدينة الأتارب من المدينة باتجاه مدينة عفرين خرج معهم ثوار قرية كفر حلب في رحلة تهجير ثانية إلى عفرين شمالي حلب.
ويشير نشطاء يستذكرون قصة الثوار إلى أنه مع بداية عام 2020 ومع بداية الحملة الروسية على المنطقة عاد الثوار المهجرين من عفرين إلى المنقطة ليدافعوا عنها وعن قريتهم من لأكثر من أسبوعين وهم يصدون النظام عن المنطقة مع غياب كامل لهيئة الجولاني عن المنطقة حتى تقدم النظام قريتهم صمدوا فيها حتى آخر لحظة ولم يستسلموا".
وفي 14 شباط/ فبراير 2020 عاد الشهداء العشرة لينطلقوا مرة أخرى في مدرعة عسكرية باتجاه القرية ليحرروها مجدداً من قوات النظام وأثناء تقدمهم بالمدرعة على أطراف البلدة تم استهداف مدرعتهم من قبل المحتل الروسي ليستشهدوا جميعاً على أطراف البلدة ليعرض بعدها الاعلام الروسي صور المدرعة المستهدفة واغلب الشهداء هم إخوة وأقارب من عائلة.
ويذكر أن الشهداء جميعهم من كفر حلب وهم "باسل عساف وشقيقه عساف عساف - ليث عساف - محمود عساف - فيصل عساف - مؤيد عساف - غيث النعيمي - شهاب الأحمد - احمد خالوصي - بشار خلوف"، وظهر بعضهم في تسجيلات صوتية ومصورة تظهر مشاركتهم في المعارك ضد نظام الأسد وميليشياته.
هذا ويرى نشطاء من الحراك الثوري أن هذه القصة حكاية تختصر ثورة طعنها الظالمون وخون ثوارها الشهداء، كما أشاروا إلى انقطاع رواتبهم الشهرية من الجيش الوطني بعد مرور أشهر قليلة على استشهادهم لتستكمل فصول القصة التي اختصرت البغي على أبناء الثورة والاستهانة بدمائهم.