صورة
صورة
● أخبار سورية ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤

"الشبكة السورية" توضح خرائط وأبرز أماكن انتشار الألغام في سوريا وتقدم توصيات لمواجهتها

أصدرت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان"، اليوم بياناً، يحوي توصيات لمواجهة انتشار الألغام في سوريا ويتضمن البيان خرائط لأبرز أماكن انتشار الألغام، حيث يشكّل الانتشار الواسع للألغام الأرضية عبر مساحات شاسعة من سوريا تهديداً مباشراً لحياة النازحين العائدين إلى أراضيهم ومناطقهم. ومنذ بدأ معركة ردع العدوان في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حتى اليوم وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الانسان مقتل 45 مدنياً بينهم 6 أطفال و4 سيدات وذلك جراء انفجار الألغام الأرضية.

انتشار الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية:

لفت البيان إلى أنَّ الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية منتشرة على نطاق واسع في العديد من المحافظات السورية، وتهدد حياة السكان. حيث إنَّ سهولة تصنيع الألغام وكلفتها المنخفضة جعلتها أداة تُستخدم بشكل مكثَّف من قبل أطراف النزاع المختلفة، دون الاكتراث بالإعلان عن مواقعها أو إزالة آثارها. ويبرز ذلك بوضوح في المحافظات التي شهدت اشتباكات مكثَّفة وتغييرات متكررة في مواقع السيطرة خلال السنوات الماضية.

توثيق استخدام الألغام في سوريا:

وأضاف أنَّه على مدى 14 عاماً، وثّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، بما في ذلك مخلفات الذخائر العنقودية، وما نتج عنها من ضحايا ومصابين، واستخدم نظام بشار الأسد هذه الألغام قبل عام 2011، لكن استخدامها تزايد بشكل ملحوظ بعد اندلاع الحراك الشعبي في آذار/مارس 2011 وتحوله إلى نزاع مسلح داخلي. 


ومنذ نهاية عام 2011، بدأ النظام بزراعة الألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا دون توفير تحذيرات ملائمة. كما تشير عمليات الرصد إلى أنَّ أطراف النزاع الأخرى والقوى المسيطرة استخدمت الألغام الأرضية بشكل واسع، في حين سجل استخدام الذخائر العنقودية فقط من قبل نظام بشار الأسد والقوات الروسية.

خرائط المناطق الملوثة بالألغام في سوريا:

وقال البيان أنَّه منذ آذار/مارس 2011، قامت جميع أطراف النزاع والقوى المسيطرة بزرع الألغام في مساحات شاسعة من الأراضي السورية، ومع ذلك، لم تقم أي جهة بالإعلان عن هذه المناطق الملوثة أو تسييجها لحماية السكان.

ومن خلال قواعد بيانات الشَّبكة، والتي تشمل توثيقاً دقيقاً لضحايا ومصابي انفجارات الألغام والذخائر العنقودية، تم إعداد خرائط تقريبية توضح المناطق التي يُرجح أنَّها ملوثة بالألغام في مختلف المحافظات السورية. تمثل هذه الخرائط أداة مهمة لتوضيح مدى الخطر الذي يمتد لعقود طويلة، مهدداً حياة المواطنين، وخصوصاً الأطفال. كما يمكن استخدامها لتيسير جهود إزالة الألغام محلياً، ولزيادة التوعية بين السكان والسلطات بهدف تقليل الحوادث وضمان اتخاذ السلطات التدابير اللازمة لحماية الأرواح.

مقتل وإصابة الآلاف بسبب انفجارات الألغام الأرضية في سوريا منذ 2011:

وذكر البيان أنَّه منذ آذار/مارس 2011 وحتى نهاية 2024، وثّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 3521 مدنياً نتيجة انفجار الألغام الأرضية، من بينهم 931 طفلاً و362 سيدة، بالإضافة إلى 7 من كوادر الدفاع المدني، و8 من الكوادر الطبية، و9 من الكوادر الإعلامية. من بينهم 45 مدنياً بينهم 6 أطفال و4 سيدات منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حتى 31 كانون الأول /ديسمبر 2024.

الإصابات الناجمة عن الألغام:

وأضاف البيان أنَّ الألغام الأرضية تسببت في تشويه المدنيين وإحداث إصابات خطيرة، حيث تخترق مئات الشظايا أجساد المصابين، ما يؤدي غالباً إلى بتر أطراف، تمزق الشرايين والخلايا، بالإضافة إلى إحداث إصابات في السمع أو البصر.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد العدد الدقيق للجرحى، فإنَّ تقديرات الشَّبكة تشير إلى إصابة ما لا يقل عن 10400 مدني بجروح متفاوتة، منهم عدد كبير بحاجة إلى أطراف صناعية، فضلاً عن سلسلة طويلة من عمليات إعادة التأهيل والدعم النفسي.

أثر الألغام على المجتمع:

أوضح البيان أنَّ الألغام الأرضية تشكل عائقاً كبيراً أمام عودة النازحين إلى ديارهم، كما تعرقل حركة فرق الإغاثة والدفاع المدني وآلياتهم. إلى جانب ذلك، تمثل تهديداً كبيراً لجهود إعادة الإعمار والتنمية، مما يضاعف من الأعباء الإنسانية والاقتصادية في سوريا.

دور الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان:

باعتبارها عضواً في التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، تساهم الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بانتظام في تزويد التحالف ببيانات ميدانية موثّقة من سوريا. نؤمن بوجود العديد من حقول الألغام غير المكتشفة حتى الآن، ونؤكد التزامنا بالعمل نحو عالم خالٍ من الألغام الأرضية والذخائر العنقودية.

 

وذكر البيان عدة توصيات، منها إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبة بدعم عمليات إزالة الألغام من خلال زيادة المساعدات اللوجستية: توفير دعم إضافي للمنظمات المحلية كالدفاع المدني، والشرطة المختصة بالكشف عن الألغام وتفكيكها.

كذلك تدريب المنظمات السورية: تعزيز قدرات المنظمات المحلية على إزالة الألغام والذخائر العنقودية غير المنفجرة، مع رفع التوعية المجتمعية بالمخاطر المرتبطة بها وتحديد المواقع الأكثر تلوثاً، و تخصيص موارد مالية: توفير تمويل معتبر من صندوق الأمم المتحدة المخصص للمساعدة في إزالة الألغام الناتجة عن النزاع السوري.

والدعوة إلى جهود تطهير مستمرة: ضمان استمرار الدعم الدولي لجهود إزالة الألغام في المناطق المتضررة للحد من المخاطر طويلة الأجل، ودعم المبادرات المجتمعية:زيادة التمويل والدعم الفني لبرامج إزالة الألغام، مع تشجيع إشراك المجتمعات المحلية في عمليات التطهير.

وأوصت الحكومة السورية الجديدة، بإزالة الألغام ومخلفات الحرب وضمان بيئة آمنة وخالية من المخاطر للنازحين العائدين، وتحديد المناطق الخطرة من خلال وضع علامات واضحة ومرئية على المناطق التي يُشتبه بأنَّها ملوثة بالألغام، ومساعدة الضحايا من خلال توفير الدعم الطبي، وإعادة التأهيل، والدعم النفسي للناجين من حوادث الألغام لتسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع.

وطالبتها بتنفيذ برامج توعية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال، لزيادة الوعي بمخاطر الألغام، ونشر خرائط محدثة حول المناطق الملوثة وتحذير المدنيين من الاقتراب منها، وإدراج تعليمات عن أخطار الألغام ضمن المناهج المدرسية وبرامج التوعية المجتمعية بأساليب مناسبة للفئات العمرية المختلفة، والالتزام بالمعاهدات الدولية مثل معاهدة أوتاوا لحظر الألغام واتفاقية الذخائر العنقودية لضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في المستقبل.

 ووجت توصية إلى المجتمع السوري، خاصة في المناطق القريبة من انتشار الألغام بممارسات السلامة العامة من خلال تجنب المناطق الخطرة و الابتعاد عن المواقع التي تحمل علامات تحذيرية أو يُشتبه بأنَّها ملوثة، مثل المناطق العسكرية المهجورة أو الخنادق والمطارات.

وشددت على ضرورة عدم لمس الأجسام المشبوهة، والامتناع عن لمس أو نقل أي جسم مجهول، حيث قد يكون من مخلفات الحرب المتفجرة أو الألغام الأرضية. ويجب تعليم الأطفال أنَّ هذه الأجسام ليست ألعاباً.

كذلك الإبلاغ عن الأجسام المشبوهة وتحديد موقع الألغام أو الذخائر غير المنفجرة من مسافة آمنة وإبلاغ السلطات المحلية أو فرق إزالة الألغام مثل الدفاع المدني، و التنقل بأمان من خلال السير في مسارات واضحة ومنتظمة، وتجنب الطرق المختصرة عبر الحقول أو المناطق التي لم يتم التأكد من تطهيرها.

 وقدمت الشبكة الحقوقية إرشادات خاصة بالأطفال تتضمن التوعية بالمخاطر عبر إدخال برامج تعليمية عن أخطار الألغام ضمن المدارس والمجتمعات المحلية بأساليب تتناسب مع أعمار الأطفال، و تشجيع الأطفال على استشارة الكبار بشأن المناطق والمسارات الآمنة قبل اللعب في أماكن بعيدة.

كذلك الاستجابة للطوارئ، من خلال توجيه الأطفال بالبقاء ساكنين وطلب المساعدة إذا اشتبهوا بوجودهم في منطقة ملوثة، وعدم محاولة الحركة حتى وصول فريق مختص.

 وطالبت المزارعين بممارسات زراعية آمنة من خلال الامتناع عن زراعة الأراضي غير المطهرة، والتعاون مع فرق إزالة الألغام لتحديد المناطق الآمنة للزراعة، وإدارة الثروة الحيوانية عبر تجنب ترك الماشية ترعى في المناطق الملوثة للحد من خطر الانفجارات.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ