
"الشبكة السورية" تُدين استهداف نشطاء إعلاميين أثناء أداء عملهم على الحدود السورية اللبنانية
أدانت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان"، تعرض خمسة من النشطاء والمراسلين الإعلاميين، صباح يوم الإثنين 17 آذار/مارس 2025، للاستهداف بصاروخ موجَّه مضاد للدروع، يُعتقد أنَّه من طراز “كورنيت”، وذلك أثناء وجودهم على الحدود السورية اللبنانية في محافظة حمص، قبالة قرية القصر اللبنانية.
وأعربت الشبكة عن إدانتها القاطعة لاستهداف الإعلاميين، والذي يُعد انتهاكا صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني ويهدد سلامة الصحفيين وحرية العمل الإعلامي في مناطق النزاع. وينص القانون الدولي الإنساني بوضوح على ضرورة توفير الحماية للصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة، بوصفهم مدنيين يجب عدم استهدافهم. كما تؤكد الشبكة على أن ممارسات ميليشيا حزب الله اللبناني تنتهك احترام السيادة السورية، وتقوض جهود الحكومة الانتقالية في إرساء السلام والاستقرار.
وبينت الشبكة أن الصاروخ أُطلق من مواقع تسيطر عليها ميليشيا حزب الله اللبناني داخل الأراضي اللبنانية، ما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة متفاوتة، تم نقلهم على إثرها إلى إحدى النقاط الطبية في محافظة حمص لتلقي العلاج.
والنشطاء هم (محمد الأشقر، مراسل لدى قناة العربية، من أبناء مدينة اللاذقية، مواليد عام 1992، رستم صلاح، مصور لدى قناة العربية، من أبناء مدينة اللاذقية، أيهم البيوش، مراسل منصة SY24، من أبناء مدينة كفرنبل في ريف محافظة إدلب الجنوبي، كرم السباعي، مراسل لدى وزارة الدفاع السورية، من أبناء حي باب سباع في مدينة حمص، محمد جمال، مراسل لدى وزارة الدفاع السورية، من أبناء منطقة تل حديا في ريف حلب الجنوبي).
وأوضحت الشبكة أن ذلك جاء أثناء تغطيتهم الإعلامية للاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين القوات السورية التابعة لوزارة الدفاع وعناصر من حزب الله اللبناني، عقب حادثة اختطاف وقتل ثلاثة عناصر من الجيش السوري قرب منطقة سد زيتا، المحاذية للحدود السورية.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد تم اقتياد العناصر إلى داخل الأراضي اللبنانية، حيث أُفيد بمقتلهم في ظروف وحشية “رجماً بالحجارة”، ليقوم لاحقاً فريق تابع لمنظمة الصليب الأحمر، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، بنقل جثامينهم إلى مشفى الهرمل الحكومي في منطقة الهرمل اللبنانية، وتسليمهم إلى الحكومة الانتقالية السورية عند معبر جوسية الحدودي في منطقة القصير في محافظة حمص.
وأشارت الشبكة إلى أن ذلك أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من الجيش السوري خلال يومي 16 و17 آذار/مارس، وفقاً لتوثيقات الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان.
ودعت الشبكة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة، مع ضمان محاسبة كافة المسؤولين عنها، بدءاً من صناع القرار وصولاً إلى المنفذين المباشرين، وإطلاع الرأي العام السوري على نتائج التحقيقات بشفافية، وشددت على ضرورة تهيئة بيئة آمنة للعمل الإعلامي تضمن احترام حرية التعبير، وتعزز دور الصحافة في كشف الحقائق وتوثيق الانتهاكات الإنسانية.