"الدراما" سلاح استخدمه نظام الأسد للإساءة للمعتقدات وتشويه صورة معارضيه
"الدراما" سلاح استخدمه نظام الأسد للإساءة للمعتقدات وتشويه صورة معارضيه
● أخبار سورية ٨ أبريل ٢٠٢٥

"الدراما" سلاح استخدمه نظام الأسد للإساءة للمعتقدات وتشويه صورة معارضيه

سعى نظام الأسد البائد، طوال حكمه الذي امتد لأكثر من نصف قرن إلى التدخل في جميع مناحي الحياة في البلاد، فكان يعمل بأقصى طاقته ليحكم السيطرة على سوريا ويبقى الكرسي ملكاً له ولسلالته، وعمل على تملك عقول الشعب حتى من خلال الأشياء التي يحبوها ويُرفِهون بها عن أنفسهم وخاصة الأعمال الدرامية.

ولو ركزنا ببعض المسلسلات السورية لوجدنا رسائلاً خفية حاولَ أعوانُ الأسد تمريرها إلى المشاهد بشكل مباشر وغير مباشر، على سبيل المثال في مسلسل "ما ملكت إيمانكم" يصوّرُ العمل الرجل المسلم على أنه إرهابي يسعى لتكفير الناس الذين يختلفونَ معه في وجهات النظر وإلحاق الضرر بهم. فقدّموا شخصية توفيق الذي أدى دورها الممثل السوري "مصطفى الخاني"، وتوفيق رجل يُدعي أنه متدين، في المقابل يعنف أخته ويعاملها بسوء حارماً إياها من حقوقها بالتعليم وممارسة حياتها بشكل طبيعي. في المقابل هو يمارس علاقات محرمة دون أن يُحاسب نفسه.

ذات الأمر حصلَ في الجزء الخامس والسادس من مسلسل "باب الحارة"، إذ نجد تحوّل جذري في شخصية سمعو التي قدمها الممثل فادي الشامي. ففي البداية كان شاباً منضماً إلى الثوار، يدافع عن بلده ثم تحول إلى شخص شيّخ نفسه، وصار يتفلسف بالدين. ولا يعمل ويضرب زوجته ويعاملها بقسوة. في المقابل سارة اليهودية التي قدمتها الممثلة كندة حنا تعامل الناس بحب ورحمة وتتقبل الٱخرين وتحترمهم.

حتى أن الإساءات كانت تستهدف الحجاب والفتيات الملتزمات به، ففي مسلسل "زمن العار" نجد بثينة التي أدت دورها الممثلة سلافة معمار. والتي أظهرت كفتاة محجبة ضعيفة تخدم أهلها ووالدتها المريضة، وتُعامل بإهمال من قبل كل أفراد العائلة. ولا تهتم تلك الشابة بمظهرها الخارجي على عكس شقيقتها غير المحجبة، والتي تظهر في المسلسل بكامل أناقتها ولها دراستها الجامعية. فنجد الاختلاف بين الشقيقتين بالرغم من كونهما يعيشان في البيت ذاته. 

وخلال الثورة السورية سعى النظام للإساءة إلى الثورة السورية من خلال الأعمال الدرامية، مثل مسلسل "شوق" للمخرجة رشا هشام شربتجي، وهذا العمل اجتماعي تطرق إلى عدة مواضيع منها وضع البلاد في الحرب. لكن أبرز ما عرضه العمل اتهام فصائل المعارضة بالتواطئ مع تنظيم داعش ببيع النساء واستغلالهن، فنجد ابو العز زعيم أحد الفصائل يخطف بنات وسيدات ثم يبيعهن لتنظيم داعش الذي كان موجوداً في الرقة.

كما سعى بعض الكتاب لتلميع صورة قوات نظام الأسد وما كان يسمي نفسه الجيش العربي السوري في السابق، فنجد المقدم الرافع في مسلسل عناية مشددة، والذي قدّم دورة الممثل فادي صبيح، ويسعى ذلك الشخص لحماية أبناء بلده ضد المسلحين والاستغلاليين والمجرمين. ونجدُ خلال العمل مشاهد تظهر المتطوع مع قوات النظام بأن مستعد لأن يضحي بحياته مقابل حماية أهل البلد، ويتعامل على الحاجز مع الناس بكل حب ورحمة.

في المقابل كلنا نعرفُ حقيقة ذلك المتطوع، وعلى اطلاع كامل بمهاراته في تعفيش ممتلكات المدنيين وسرقة الحديد وأي شيء يمكن بيعه. عدا عن قيامه بانتهاك حرمة الناس الأحياء والأموات. وكان الحاجز بالنسبة له مجرد باب للرشوة والسرقة من الناس الذي يمرّون من خلاله، والذي يشهدُ على اعتقال الٱلاف بتهم ملفقة وظالمة. 

وفي المسلسل نفسه نجد إساءة للمعارضة في الحلقة الأخيرة من العمل عند إجراء مقابلة مع كمال بيك، الذي قدم دوره الممثل سليم صبري، وهذه الشخصية لرجل فاسد بنى ثروته على دمار البلاد واستغلال أهلها، وعندما كشفت أوراقه فرّ خارج البلاد، ليعلن خلال المقابلة أنه ضد النظام ومستعد لخدمة الثورة بكافة ما يملك.

وبعد سقوط بشار الأسد، اعترفَ عدد من صناع الدراما بأن ما يسمى النظام السابق كان يتدخل بأنواع الأفكار التي تطرحها الأعمال. ومن بينهم المخرجة رشا هشام شربتجي، التي أكدت أنه تم اجتماع بينها وبين لونا الشبل، المستشارة الإعلامية السابقة للأسد، والتي طلبتها منها تقديم أعمال تدعم النظام. وأنها سبق وتعرضت للمشاكل بسبب تقديمها أعمِال انتقدت النظام بطريقة ما.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ