
الخارجية الأمريكية تؤكد دعمها للسلام والازدهار في سوريا وتنتظر الإجراءات من دمشق
أكدت وزارة الخارجية الأميركية التزامها برؤية السلام والازدهار في سوريا، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تأمل في أن تتخذ السلطات السورية الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة ترغب في رؤية السلام والازدهار في سوريا والمنطقة بأسرها، مشيراً إلى أن هذا الهدف كان من بين الأهداف الرئيسية لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وأشار بيغوت إلى أنه لا يستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن تصريحات الرئيس ترامب حول رفع العقوبات عن سوريا أو فيما يتعلق بـ "هيئة تحرير الشام"، مؤكداً أن العملية ستتواصل وفقاً لما تم الإعلان عنه من قبل الرئيس الأميركي.
في سياق متصل، أوضح المتحدث الأميركي أن الولايات المتحدة تواصل التواصل مع السلطات السورية من عدة قنوات بشأن الإجراءات الضرورية لتحقيق السلام والازدهار في سوريا. وأعرب عن أمله في أن تقوم الحكومة السورية باتخاذ هذه الإجراءات في المستقبل القريب.
وأختتم بيغوت حديثه بالقول إن الرئيس الأميركي قد تطرق في خطابه إلى أهمية ضمان وجود منطقة قادرة على الازدهار، يشملها السلام والازدهار على المدى الطويل.
لقاء رباعي يجمع "ترامب والشرع" بحضور "بن سلمان" وأردوغان يُشارك عبر تقنية الفيديو
عقد لقاء رباعي جمع كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب ولي العهد السعودي، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، في المملكة العسكرية السعودية، اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، وصف أنه تاريخي ومفصلي لسوريا والشعب السوري.
والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، في لقاء وصف بـ"التاريخي". يعتبر هذا اللقاء خطوة مهمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، ويُتوقع أن يكون له انعكاسات كبيرة على الوضع في سوريا وإعادة بناء الدولة التي دمرتها الحرب لعقود.
ويُعد هذا اللقاء أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يفتح بابًا جديدًا في سياق التعاون بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة، ويأني في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من النزاع والدمار.
وفي تصريح له قال "البيت الأبيض" إن ترامب دعا الشرع إلى التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة تنظيم الدولة، وأن "الشرع" أكد خلال لقائه ترمب في الرياض على الفرصة المتاحة في ظل انسحاب الإيرانيين من سوريا، كما أشار خلال لقائه ترمب إلى مصالح سوريا مع واشنطن في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية.
وأكد أردوغان في تصريح له عقب الاجتماع، أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يعد خطوة تاريخية هامة تفتح الباب لمرحلة جديدة من التعاون بين سوريا والولايات المتحدة، ولفت أردوغان إلى أن هذا القرار يشكل تحولاً إيجابياً ويعزز فرص استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن رفع العقوبات سيكون بمثابة نموذج للدول الأخرى التي فرضت عقوبات على دمشق، وجدد الرئيس التركي دعم بلاده للحكومة السورية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، مؤكداً التزام تركيا باستمرار دعم دمشق في هذا المجال.
يأتي اللقاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 13 أيار 2025، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، مؤكداً أن إدارته قد اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق. هذا القرار يعتبر تحولاً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ويثير تساؤلات حول تبعاته الاقتصادية والسياسية على البلاد والمنطقة.
ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.
أهمية اللقاء:
تقارب سياسي بين سوريا والولايات المتحدة:
اللقاء يعتبر بداية مرحلة جديدة من التفاعل بين سوريا والولايات المتحدة، بعد سنوات من القطيعة والتوترات. هذا التقارب يعكس تغيرًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا ويعزز من فرص التواصل بين الجانبين، مما قد يساهم في تهدئة الأوضاع السياسية والإقليمية.
رفع العقوبات وتخفيف الضغوط الاقتصادية
من أبرز نتائج اللقاء المحتملة هي إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا. فالعقوبات كانت قد أدت إلى عزلة اقتصادية خانقة، ومع تحسن العلاقات بين البلدين، قد يكون هناك أفق لتخفيف تلك العقوبات، مما قد يساعد على تحفيز الاقتصاد السوري وفتح أبواب الاستثمارات.
تعزيز الاستقرار في سوريا:
اللقاء يعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الداخلي في سوريا. مع تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، قد تتمكن سوريا من استعادة جزء من مكانتها الدولية، ما يساعد في تحريك عجلة إعادة الإعمار والتنمية في البلاد، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
دور سوريا في الحلول الإقليمية
اللقاء يفتح الباب أمام سوريا للمشاركة في الجهود الإقليمية، خاصة في ملفات الأمن والاستقرار الإقليمي. يمكن أن تسهم سوريا بشكل أكبر في معالجة قضايا المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والنزاعات الإقليمية.
تعاون في مجالات متعددة:
الرئيسان بحثا خلال اللقاء العديد من القضايا التي تهم البلدين، بما في ذلك التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، الأمن، الاقتصاد، والتعليم. هذا التعاون سيعزز من تبادل الخبرات بين الجانبين ويفتح الأفق لتعاون أكبر في المستقبل.
الرسالة للمجتمع الدولي:
اللقاء بين الرئيسين يرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن سوريا تسعى إلى إنهاء سنوات من العزلة والانفتاح على العالم، بينما تؤكد الولايات المتحدة استعدادها للانخراط في عملية دبلوماسية جديدة مع دمشق. وهذا قد يشجع دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة في تعزيز التعاون مع سوريا في المستقبل.
يمثل اللقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقطة فارقة في مسار العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة. كما يفتح هذا اللقاء الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي، ويعزز فرص استقرار المنطقة بعد سنوات من النزاع.