"الإندبندنت" تُعبر عن الخيبة لعدم وجود خطة شاملة أو طويلة المدى لمحاربة دا-عش
طرحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في تقرير لها، تساؤلاً عن مدى فعالية عمليات الإنزال الأمريكية وتصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم القرشي الهاشمي"، وعبرت عن الخيبة من عدم وجود خطة شاملة أو طويلة المدى لمحاربة التنظيم في سوريا والعراق، فالنهج "غير المتوازن الذي يركز على استهداف القادة لن ينجح".
وقالت الصحيفة: "متى سنعود إلى هنا مرة أخرى بغارة أخرى للقوات الأمريكية على الزعيم التالي لتنظيم داعش، وهل تُعد هذه وسيلة فعالة لمحاربة التنظيم الإرهابي بينما ترتكب العديد من الأخطاء الكبرى الأخرى"، معتبرة أن مقتل القرشي يمثل ضربة للتنظيم.
وبينت الخبيرة في الشؤون السورية إليزابيث تسوركوف، أن قطع رأس الصف الأول بالتنظيم يضر بالروح المعنوية، لأنه يخلق حالة ارتياب داخل القيادة التي يتم اختراقها، ويجعلها أكثر صعوبة، فلا يمكنهم حتى استخدام الإلكترونيات.
وأكدت على ضرورة أن يحدث تحول شامل في الطريقة التي يتعامل بها العالم مع تنظيم "داعش"، وإلا فأنه سيستمر في التجنيد، فهناك الكثير من الرجال اليائسين في سوريا والعراق لم يتم دمجهم فعلياً في المجتمع، وبالتالي فهم هدف سهل للتجنيد.
وكانت طرحت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، خمس ملاحظات قدمتها العملية الأمريكية الخاصة التي استهدفت زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي بريف إدلب، والتي اعتبرتها بمثابة "تذكير حي بأن صدى الفوضى في سوريا لا يزال يتردد".
وأوضحت الصحيفة، أن أول هذه الملاحات، أنه رغم استمرار الحرب ضد "الإرهاب" وخسائر هذه التنظيمات "الإرهابية"، إلا أنها استطاعت التكيف في منظمات أكثر انتشاراً، وثانيها أن القوات الأمريكية تحتفظ بالقدرة على تنفيذ عمليات "كوماندوز" التي تنطوي على مخاطر.
وبينت أن الملاحظة الثالثة تشير إلى "الفوضى التي تسود في الأرض السورية"، والتي تجعل في بعض الأماكن فراغاً أمنياً، يجد فيه "المتشددون ملاذاً آمناً"، مثل الحدود مع تركيا والبادية السورية.
أما الملاحظة الرابعة، فهي أن الرئيس الأمريكي جو بادين حقق "انتصاراً سياسياً" عبر هذه الغارة، حيث قضى على أحد أكثر القادة "الإرهابيين" المطلوبين في العالم دون خسائر في الأرواح الأمريكية، ونبهت بالملاحظة الخامسة، إلى أن "داعش" طور نفسه لدرجة أن موت رجل واحد لا يعني أن التنظيم لم يعد يمثل تهديداً.
وفي 3 شباط 2022، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات رسمية، أن زعيم تنظيم داعش أزيل من ساحة المعركة، وقال بايدن إن زعيم تنظيم داعش "عبدالله قرداش" الذي قتل العملية الأمريكية بريف إدلب، قد أشرف على العمليات في مختلف أنحاء العالم وآخرها سجن غويران في شمال شرق سوريا.
وشدد على قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على الوصول إلى أي موقع يشكل مصدر تهديد لبلاده، وأكد استمرار العمل مع حلفائه في الجيش العراقي والبيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وفي 28 تشرين الأول من عام 2019، نفذ طيران تابع للتحالف الدولي عملية إنزال جوية، استهدفت منزل شخص عراقي الجنسية يقيم في مدينة جرابلس بريف حلب، قرب منطقة المعلب، وتضاربت حينها في الأنباء عن اعتقال عائلة أو شخص ومغادرة المنطقة دون أي اشتباك.
وقبل يوم من ذلك التاريخ، نفذت عدة طائرات مروحية أمريكية في وقت متأخر من الليل، عملية إنزال جوية في منطقة باريشا بريف إدلب الشمالي، استهدفت زعيم تنظيم داعش " أبو بكر البغدادي" وأسفرت عن مقتله.