الأسماء في المطبخ السوري… حين تتحوّل الأطباق إلى حكايات طريفة وصور تولدها الخوارزميات
الأسماء في المطبخ السوري… حين تتحوّل الأطباق إلى حكايات طريفة وصور تولدها الخوارزميات
● أخبار سورية ٣ ديسمبر ٢٠٢٥

الأسماء في المطبخ السوري… حين تتحوّل الأطباق إلى حكايات طريفة وصور تولدها الخوارزميات

يحتل المطبخ السوري مكانة بارزة في الشرق الأوسط، لما يتمتع به من تنوّع ونكهات مميزة رسخت شهرته عبر الأجيال. فهو ليس مجرد مجموعة من الأطباق الشهية، بل مخزون ثقافي يرتبط بالبيوت، والذاكرة الشعبية، والقصص المتوارثة. ويُشاد دائماً بتأثيره وتفاعله مع المطابخ الأخرى، الأمر الذي جعل أطباقه جزءاً أساسياً من المشهد الغذائي في المنطقة.

ولا يثير الإعجاب في المطبخ السوري مذاقه وشهرته فحسب، بل أيضاً الأسماء الغريبة التي تحملها بعض الأطباق، والتي قد تختلف جذرياً عن معناها الحرفي. ضمن هذا التقرير، نستعرض مجموعة من أبرز هذه الأسماء المثيرة للفضول، مثل: طباخ روحه، الباشا وعساكره، أبو شلهوب، شيخ المحشي، داود باشا، ست زبقي وغيرها. 

ولو حاول شخص غير مطّلع – وخاصة إن كان أجنبياً – فهم هذه التسميات بشكل لغوي مباشر، لأصابته الدهشة والاستغراب. هذا الالتباس اللغوي كان مصدر طرافة حين استخدم بعض الشبان تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور تُجسّد هذه الأطباق وفق معناها الحرفي، بعد تزويد الخوارزميات بمعلومات حول المكونات. فجاءت النتائج كوميدية وغير متوقعة.

حراق إصبعو
وعند إدخال اسم أكلة "حراق إصبعو" إلى الذكاء الاصطناعي، ظهرت صورة لشخص يجلس داخل قدر ويحمل جمرة تصيب إصبعه بالحرق، ما يعكس ترجمة حرفية مضحكة للاسم.

 لكن في الواقع، يتكون هذا الطبق من عدس مسلوق يضاف إليه الخبز المقلي، ويُمزج بالبصل المحمّر ودبس الرمان والثوم والكزبرة، ويقدَّم مع خبز محمّص. أما سبب التسمية فيعود – بحسب الروايات الشعبية – إلى أن أحد الطهاة أحرق إصبعه أثناء تحضير الطبق بسبب سخونته.

طباخ روحه
يُعدّ من الأطباق البسيطة التي تعتمد على الخضار المطهوة بصلصة الطماطم، وقد سُمّي بهذا الاسم لأنه – كما يُقال – “يُطهى من تلقاء نفسه” لسهولة إعداده. يُحضَّر عبر تشويح البصل والثوم، ثم إضافة الكوسا والباذنجان والطماطم وتركها على نار هادئة حتى تتجانس النكهات. أما الذكاء الاصطناعي فقد صوّره كأن شخصاً يطبخ روحه حرفياً داخل قدر منفصل، في مشهد يجسّد التسمية بحرفيتها.

الباشا وعساكره
يحمل هذا الطبق اسماً ذا طابع عثماني يعكس رتبة “الباشا” التي كانت تُمنح لكبار القادة والمسؤولين، فيما تشير “عساكره” إلى جنوده. وقد ارتبط الطبق بالمناسبات وموائد الكبار بسبب مكوّناته الغنية.
وعند توليد صورته عبر الذكاء الاصطناعي، ظهر مشهد لعسكريين يقفون حول قدر وآخرين يطبخون داخله، في تصوير يجمع بين الطرافة والتجسيد الحرفي للمعنى اللفظي.

تعكس هذه الأطباق ذات الأسماء الغريبة جانباً مهماً من روح المطبخ السوري، حيث تمتزج النكهة بالحكاية واللغة بالموروث الشعبي. ومع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المشهد، أُعيد تقديم هذه التسميات بروح أكثر طرافة، ما يبرز غنى الثقافة الغذائية السورية وقدرتها على الإلهام والابتكار، حتى في أدق تفاصيلها.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ