
الآلاف يكسرون الحدود مع تركيا والمجتمع الدولي أمام اختبار أخير للتدخل ووقف شلالات الدم
توافد عشرات الآلاف من المدنيين من قاطني المخيمات بريف إدلب الشمالي والغربي اليوم الجمعة، إلى المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا في مناطق أطمة وباب الهوى وخربة الجوز، للتظاهر والضغط على المجتمع الدولي للتحرك ووقف شلالات الدم النازفة في المنطقة منذ عدة أشهر، وإيصال رسالة واضحة أن الوضع في إدلب قد تجاوز كل الحدود والخطوط والجرائم ضد الإنسانية.
وقالت مصادر ميدانية لشبكة "شام" إن الآلاف من المتظاهرين وبعد وصولهم لساحة معبر باب الهوى، توجهوا باتجاه المعبر من الطرف السوري، متجاوزين الحرس على أبواب المعبر، ليدخل الألاف منهم لداخل مرافق المعبر، في محاولة للوصول للجانب التركي منه، إلا أن حواجز الدرك التركي منعتهم.
وفي منطقة أطمة أفاد مراسل "شام" أن أكثر من عشرة آلاف متظاهر تجمعوا عند البوابة الرئيسية لمعبر أطمة الحدودي، ورفعوا شعارات تطالب بفتح الحدود وتدخل المجتمع الدولي لوقف القتل اليومي، قبل أن يتقدم المتظاهرون باتجاه البوابة الرئيسية للمعبر ويجتازوها باتجاه الأراضي التركية.
وأضاف المراسل أن الآلاف من المدنيين تمكنوا من اجتياز الحدود والدخول إلى الأراضي التركية، في وقت حاولت حرس الحدود "الجندرما" التي تتمركز في المنطقة، منع تقدمهم ضمن الأراضي التركية، وقامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لإخافتهم.
وفي معبر خربة الجوز، تجمع الآلاف من المدنيين، في ساحة المعبر، وقاموا برفع أعلام الثورة وتوجيه مطالبهم للمجتمع الدولي لضرورة التحرك وإنقاذ أكثر من 3 مليون إنسان في إدلب، وتدارك الموقف قبل فوات الأوان.
وشاب الاحتجاجات وفق مصادر محلية عدد من التجاوزات من قبل بعض المتظاهرين من خلال التعدي على سيارات خاصة بالمعبر وتكسير الزجاج فيها، في وقت عملت الفعاليات الثورية الموجودة بين المتظاهرين على وقف هذه التجاوزات وتوجيه المدنيين لضرورة الالتزام بالتظاهر السلمي وعدم القيام بأي استفزازات أو أعمال تخريب.
وتعيش محافظة إدلب منذ أكثر من أربعة أشهر حملة قصف يومية من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، أزهقت أرواح أكثر من ألف مدني، وتسببت بنزوح أكثر من مليون إنسان من مناطقهم وسط صمت العالم والمجتمع الدولي وتغاضيه عن كل المجازر، لتبدأ الدعوات للتوجه باتجاه الحدود لتوجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي للتحرك قبل فوات الأوان.