اختتام فعاليات اليوم الأول من ندوة "سورية إلى أين" بمشاركة واسعة
اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات اليوم الأول من ندوة: "سورية إلى أين؟"، بمشاركة ممثلين عن مؤسسات قوى الثورة والمعارضة السورية، ومراكز الفكر، ومنظمات المجتمع المدني، وممثلي الجاليات السورية، والإعلام السوري، وعدد من الشخصيات المستقلة، فيما تضمنت قائمة الحضور مختلف ألوان الطيف السوري المعارض.
وألقى رئيس الوزراء السوري المنشق الدكتور "رياض حجاب" كلمة الافتتاح بالإشارة إلى أن: "الادعاء بأن بشار الأسد قد انتصر على الشعب السوري الأعزل، أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ يعاني نظامه من خسائر فادحة على شتى الصعد، فيما تتعثر محاولات التطبيع الحثيثة أمام حالة الفساد المستشري، وسوء الإدارة، والتدهور الأمني والاقتصادي، وتنامي السخط الشعبي، وتردي الأوضاع المعيشية، وانهيار الليرة السورية، وانحدار سورية إلى أدنى دركات قوائم الفساد والفقر والبطالة على مستوى العالم، وإمعان الأجهزة الأمنية والعسكرية في ارتكاب الجرائم المخزية وانتهاك الكرامة الإنسانية".
ودعا "حجاب" قوى الثورة والمعارضة إلى تطوير أدائها، لتصبح شريكة فاعلا في المشهد الدولي، من خلال تقوية بنيتها التنظيمية، وتطوير إستراتيجياتها لتتمكن من إدارة الأزمة بكفاءة واحتراف.
ولفت "حجاب" إلى أنه: "من الضرورة بمكان أن لا تمنعنا محاولات التطبيع الفاشلة مع النظام، من التعامل مع قضية أهلنا في سوريا كأصحاب حق، يدافعون عن قضيتهم، ويملكون الأرض، ويحوزون الهوية، ويستحوذون على زمام المبادرة".
وشدد رئيس الوزراء المنشق على ضرورة: "التحلي بالمسؤولية الكافية الإعلاء المصلحة الوطنية، ورص الصفوف، وجمع الكلمة، وتدشين مرحلة جديدة ينتزع فيها السوريون كامل حقوقهم المشروعة من النظام القمعي الآيل للسقوط".
وحدد في كلمته الهدف الرئيس من تنظيم هذه الندوة في مراجعة الحسابات، وإعادة ترتيب الأولويات، و "التدارس حول سبل معالجة الأوضاع التي آلت إليها البلاد، وتحسين أداء قوى الثورة والمعارضة، وتصحيح مكامن الخلل فيها، وصيانة المبادئ التي لا نتنازل عنها، وتعزيز الثوابت التي قامت الثورة السورية لأجلها، وتحديد سبل النهوض بأدائنا التحقيق الآمال المنشودة".
وذلك بالإضافة إلى: "التشاور بشأن آليات التعامل مع المستجدات، والتأكيد للعالم أجمع؛ أن قوى الثورة السورية هي رقم صعب في المشهد الإقليمي والدولي، وأنها لا تزال تمتلك رصيدا ضخما من الحيوية والفاعلية والقدرة على تجديد الدماء، وبأنها تقف في صف واحد ضد النظام وإجرامه، والعمل على إسقاطه كحل أوحد لتحقيق عملية انتقالية ذات مصداقية".
وأكد في خطابه على أن الأيدي ممدودة لمشاركة جميع الجهات التي لم يتسن لها حضور هذه الندوة في فعاليات مستقبلية تهدف إلى تعزيز التواصل الإيجابي بين مختلف السوريين خارج إطار الوصاية الخارجية ومحاولات الفرز والاستقطاب الإقليمي.
وتناولت الجلسة الأولى من الندوة: تحولات المواقف الإقليمية والدولية إزاء الأزمة السورية، وموقف حلفاء النظام، وآفاق الوساطة الأممية.
فيما استعرضت الجلسة الثانية أداء النظام وسياساته على الصعد السياسية والدبلوماسية والعسكرية، وتقييم الواقع السوري في مناطق سيطرة النظام، وقياس مدى قدرة النظام على الصمود في ظل العقوبات الدولية، وفرص نجاح إعادة تعويمه.
وتضمنت الجلسة الثالثة، بعنوان: "واقع قوى الثورة والمعارضة"، ثلاثة أوراق، تناولت تقييم الأداء السياسي والدبلوماسي المؤسسات قوى الثورة والمعارضة، وإشكاليات التشكل البنيوي وعوائق الاستجابة لتحولات المرحلة، والإدارة والحكم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
أما الجلسة الرابعة، بعنوان: "المشهد السوري مطلع 2022، والسيناريوهات المتوقعة"، فقد استعرضت السيناريوهات المتوقعة والتحديات التي ستواجه قوى الثورة والمعارضة، والتحولات الأمنية والعسكرية وانعكاساتها على العملية السياسية، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وتأثيراتها المحتملة.
ولوحظ في هذه الجلسات الحضور البارز لمراكز البحوث والدراسات السورية، التي قدم باحثوها أوراقا مهمة، حيث شكلت عملية جمع الخبراء والباحثين السوريين بمختلف ممثلي قوى الثورة والمعارضة أولوية لدى القائمين على الندوة.
وبالإضافة إلى ترؤس السيد سالم المسلط، رئيس الائتلاف الوطني السوري، وأنس العبدة رئيس هيئة التفاوض، والأستاذ حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني، والسيدة ميرنا برق، جلسات اليوم؛ قدم باحثون من مراكز "جسور"، و"عين الشرق"، و"نورس"، و"نما"، و"إدراك"، و"عمران"، و"حرمون"، و"ماري"، أوراقا تناولت مراجعة مسار الثورة السورية خلال العقد المنصرم، وتقييم موقف مؤسسات الثورة والمعارضة في الفترة الحالية، واستشراف مالات التحولات الجارية، بهدف تحديد المسارات المتاحة، واقتراح الخيارات الممكنة لاستعادة زمام المبادرة، وتوجيه التنافس الدولي فيما يخفف من معاناة السوريين، ويحقق القرارات الأممية ذات الصلة.
وكانت مصادر خاصة قالت لشبكة شام إن الاجتماع المقرر سيكون على شكل ندوة أو ورشة عمل لطرح الأفكار والرؤى، وقراءة للواقع وما هي التوقعات للمرحلة القادمة والى أين تتجه سوريا، حيث ستكون الندوة برعاية الرئيس السابق لهيئة التفاوض السورية الدكتور رياض حجاب.
وعن الهدف الحقيقي لهذه الندوة وهل سيكون لها أي تأثير حقيقي على عمل المعارضة السورية، قال المصدر الخاص، إن الهدف منها فقط قراءة الواقع السوري ووضع توصيات غير ملزمة لأي طرف، ومثل هذه الندوات تعتبر مفيدة لأي جسم سياسي يسعى لتطوير أداءه وأفكاره.
وعلى ما يبدو لن يكون هناك أي تغيير في الواقع السوري في القريب العاجل او المنظور، ولكن قد نشهد خروج اصوات جديدة من وسط الحاضنة الشعبية الثورية تنادي بتغيير المعارضة السورية ووجود جسم يستطيع أن يصل بهم إلى التطلعات التي يسعون لها خاصة إذا ما تواصل أداء المعارضة الهزيل التي تضع العقبات والمطبات امام طريقها بنفسها.