اتهامات بـ"التمجيد للنظام البائد" و"التحريض".. دعوات قانونية لمحاكمة "الشعراني"
اتهامات بـ"التمجيد للنظام البائد" و"التحريض".. دعوات قانونية لمحاكمة "الشعراني"
● أخبار سورية ٨ أبريل ٢٠٢٥

اتهامات بـ"التمجيد للنظام البائد" و"التحريض".. دعوات قانونية لمحاكمة "الشعراني"

علمت شبكة "شام" من مصادر عدة، أن عدداً من المحامين السوريين، أرسلوا رسالة عاجلة إلى وزير العدل السوري، طالبوه بتوقيف وتجريم "غادة الشعراني" وإصدار قرار قضائي بحقها، بتهمة التطاول والنيل من هيبة الدولة، وإهانة ممثل رئيس الجمهورية في المحافظة وهي تمثل إهانة الشعب بأكمله.

كما تطالب الرسالة تجريم "الشعراني" التي أثار تصرفها وخطابها أمام محافظ السويداء ردود فعل كبيرة في أوساط السوريين جراء اللهجة الخطابية التي تعاملت بها، تتضمن المطالب تجريمها بنعت رجال الأمن العام  بالخنازير، ووصف حكومة الرئيس الشرع بالإرهابيين والمطلوبين دولياً، علاوة عن افتخارها بالوقوف العلني مع النظام البائد و تمجيد قتلاه من الشبيحة و مجرمي الحرب".

في السياق، تطرق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمضمون خطاب "الشعراني" الذي تحدثت فيه أمام محافظ السويداء، حول سجون إدلب، والذي قالت فيه إن المحتجزين الذين تم نقلهم إلى سجن حارم، شاهدوا سيدات من جنسيات "إسرائيلية وإيرانية"، مستغربين قدرة الوفد الذي احتجز لساعات من الإلمام بما في السجون في كل الحديث الذي تطرقت له، وكأنهم قاموا بجولة ميدانية في المعتقل خلال وجودهم.

وفي الوقت الذي أكد فيه نشطاء وجود محتجزين من مختلف الجرائم بما فيهم ضباط وعناصر للنظام ومجرمي حرب وقضايا جنائية ومحتجزين أجانب من عائلات داعش سواء نساء أو رجال، لكن جزئية معرفتهم بوجود معتقلات من جنسية "إسرائيلية وإيرانية" كان موضع سخرية واستغراب لحجم التضليل الذي نطقت به "الشعراني" في اتهامها للسلطة.

كما استغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حجم التأييد الذي حظي فيه المقطع المتداول لنقاش "الشعراني" من قبل الصفحات الموالية لنظام بشار الأسد والفلول التابعة له، ومدعيي حماية الأقليات وصفحات الانتهاكات التي يديرها الذباب الإلكتروني التابع للنظام البائد، في وقت علق نشطاء على سبب غياب صوت "الشعراني" طيلة سنوات من القمع والتنكيل الذي مارسه الأسد، وأين كان موقفها من الانتهاكات والاعتقال والتعذيب والسجون التي ملأت البلاد وأزهقت أرواح مئات الآلاف وأين كانت جرئتها في وجه السلطة حينها.

شخصية مقربة من ضابط مرتكب للجرائم في جيش الأسد
وفي سياق الأحداث، تداول ناشطون سوريون، صورة لمنشور من صفحة الناشطة "غادة رسلان الشعراني" لا يزال في صفحتها الشخصية في فيسبوك يمجد قتلى الكلية الحربية لدى نظام بشار الأسد البائد، وجاء تداول الصورة بعد أن ظهرت "الشعلاني" وهي تهاجم محافظ السويداء، في موقف أثار ردود فعل كبيرة في أوساط السوريين لقاء الطريقة واللهجة الخطابية التي تعاملت بها باسم "الحرية".

وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إن العميد المجرم "سامر الشعراني" مدير منطقة القطيفة بريف دمشق على قرابة من الناشطة المذكورة وسط معلومات متطابقة تشير إلى أنه شقيقها.

وظهر العميد "الشعراني" بعد الإعلان عن تشكيل ما يسمى المجلس العسكري في السويداء في فيديو البيان في خلفية الصورة هو التي وجدت فيها مقابر جماعية لمعتقلين، وعندما سقط النظام المخلوع اختفى ليظهر لاحقا في السويداء.

وأثارت المداخلة التي ألقتها الناشطة المدنية "غادة الشعراني" أمام محافظ السويداء الدكتور مصطفى بكور، بحضور وفد من النشطاء الذين أُفرج عنهم مؤخراً بعد اعتقالهم في حمص، موجة واسعة من ردود الأفعال المتباينة بين الرأي العام السوري، لا سيما مع انتشار تسجيل المداخلة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي اعتبر أنه مشهد غير مسبوق في سوريا الجديدة.

انقسام في الآراء بين "التجاوز" و"الجرأة"
ورصدت شبكة "شام" مجموعة من التعليقات التي اعتبرت أن خطاب السيدة خرج عن حدود اللياقة، وافتقد إلى التوازن، خصوصاً أنها كانت تخاطب مسؤولاً رسمياً، وفي مجلس يضم وجوهاً من المجتمع الأهلي في السويداء. وعلّق البعض بأن المداخلة اتسمت بانفعال حاد وصل إلى حد الصراخ، فيما ظل المحافظ متماسكاً وهادئاً حتى انتهاء حديثها.

ورأى منتقدو المداخلة أن التعبير عن الرأي، حتى وإن جاء من مظلومية أو إحساس بالقهر، يجب أن يراعي احترام الآخرين وخصوصية اللقاءات الرسمية، مؤكدين أن "الحرية لا تعني الفوضى"، وأن المطالبة بالحقوق لا تبرر التجاوز في الأسلوب.

"عنقاء السويداء".. صوت الغضب والثورة..!!
في المقابل، أشاد مؤيدو السيدة غادة بما وصفوه بـ"الموقف الجريء"، واعتبروا أن ما قالته يعكس مشاعر كثير من السوريين الذين تعرضوا للقمع والتنكيل على يد الأجهزة الأمنية، سواء في النظام السابق أو في بعض المناطق الخارجة عنه. 

وأطلق البعض عليها لقب "عنقاء السويداء"، مشيرين إلى أنها "لم تتردد في فضح ما يجري داخل سجون إدلب من انتهاكات، وأدانت علناً التعذيب الذي طال أبناء من مختلف المكونات، بمن فيهم العلويون".

ورأى آخرون أن هذا الموقف يعكس حالة وعي جديدة لدى السوريين الذين باتوا يرفضون تكرار ممارسات الاستبداد أياً كانت الجهة التي تمارسها، مع التأكيد على أن السويداء لن تكون "ساحة انتقام طائفي أو منطقة نفوذ لمليشيات مسلحة".

رد فعل المحافظ: هدوء ومسؤولية
في هذا السياق، حظي موقف محافظ السويداء الدكتور مصطفى بكور بتقدير كثيرين، حيث رأوا في رد فعله المتزن مثالاً على ما يجب أن يكون عليه رجال الدولة، إذ استمع بهدوء، ولم ينجرّ إلى ردود فعل عصبية. واعتبر معلقون أن "الهدوء تحت الضغط هو ما يميز المسؤول الحقيقي"، مؤكدين أن التعامل مع الانفعالات الشعبية بروية يسهم في بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

محافظ السويداء يطالب بالمحاسبة
وعقب الإفراج عن المعتقلين، عقد وفد من "حزب الانتماء القومي الديمقراطي" لقاء مع المحافظ اليوم الاثنين، وقدّم له تقريراً مفصلاً عن الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال اعتقالهم في حمص. وبدوره، تفقد المحافظ آثار التعذيب الظاهرة على بعض أعضاء الوفد، وطالب بتوثيق الإصابات بتقارير طبية رسمية، وتقديم شكوى قانونية لمحاسبة الجهة المسؤولة.

وأكد الدكتور بكور، بحسب ما نقل عنه، التزامه الكامل بمتابعة القضية "ولو على حساب منصبي"، في رسالة واضحة بأنه لن يسمح بتكرار أساليب القمع والانتهاكات في عهد الدولة الجديدة.

صورة لسوريا مختلفة.. "نصر مدني" رغم التباين
وفي زاوية أخرى، رأى معلقون أن الحدث بحد ذاته يمثل صورة مختلفة لسوريا الجديدة، حيث تستطيع ناشطة أن تعبر عن رأيها بصوت عالٍ أمام مسؤول رسمي، دون أن تخشى السجن أو الاختفاء القسري كما كان الحال في عهد النظام البائد، واعتبر أحد المعلقين أن "لحظة كهذه هي ثمرة سنوات من النضال والتضحيات، وليست انتصاراً لغادة وحدها، بل لكل من ضحّى لأجل أن تصل سوريا إلى هذه المساحة من الحرية".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ