قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن انتصارات المعارضة السورية الأخيرة قد تجبر إيران على إعادة التفكير في خياراتها في سوريا، لدرجة إقناع بشار الأسد بالتخلي عن مدينة حلب.

واعتبرت الصحيفة أنه في حال خسارة النظام لحلب، أكبر المدن السورية والمحرك الاقتصادي للبلاد، سيمثل ذلك ضربة معنوية كبيرة للأسد، لكن المصالح الإيرانية تتمثل في الحفاظ على الممر الواصل بين دمشق وطرطوس بمحاذاة الحدود اللبنانية، وذلك لضمان استمرار تزويد حزب الله بالأسلحة.

وأكد الباحث في معهد كارنيغي للسلام العالمي كريم ساجدبور للـ “ساينس مونيتور” أن إيران ليست متمسكة ببشار الأسد، لكنها متمسكة بالحفاظ على مصالحها في سوريا.

وذكرت الصحيفة تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تبرز الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة لإيران، إلا أن السؤال بحسب الصحيفة هو إلى أي درجة يمكن لإيران أن تتحمل كلفة دعم نظام الأسد.

كما نقلت عن المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا قوله في أحد اجتماعاته في واشنطن إن إيران تمول نظام الأسد بحوالي 1 إلى 2 مليار دولار شهرياً، وقد أنفقت حتى الآن حوالي 35 مليار دولار لدعم نظام الأسد عسكرياً واقتصادياً.

من جانبه، لم يستبعد السفير السابق إلى سوريا روبرت فورد استمرار الدعم الإيراني لسوريا، لكنه أكد على أن وضع النظام سيزداد صعوبة مع مرور الوقت، لأن طبيعة الحرب الدائرة في البلاد هي حرب استنزاف وموازين القوى تنقلب ضد النظام رويداً رويداً، حسب تعبيره.

وبحسب الصحيفة فإن إيران تكلفت كثيراً على النظام السوري، ولأنها لا تملك اتصالات مع أطراف أخرى خارج دائرة نظام الأسد، لذلك فمن المرجح أن تضاعف طهران الرهان على حليفها الأسد.