إقامة جبرية وتهديدات بالقتل تطال شيخَي العقل "جربوع والحناوي" وتجبرهما على انتقاد دمشق
إقامة جبرية وتهديدات بالقتل تطال شيخَي العقل "جربوع والحناوي" وتجبرهما على انتقاد دمشق
● أخبار سورية ١٠ أغسطس ٢٠٢٥

إقامة جبرية وتهديدات بالقتل تطال شيخَي العقل "جربوع والحناوي" وتجبرهما على انتقاد دمشق

أكدت مصادر مقربة من شيخَي طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع وحمود الحناوي، أنهما تعرضا لضغوط شديدة من التيار الذي يقوده شيخ العقل حكمت الهجري للخروج بمواقف علنية تنتقد السلطة السورية في دمشق.

وأوضحت المصادر لشبكة "شام" أن الشيخين يعيشان ضمن إقامة جبرية تمنعهما من المغادرة، وسط تهديدات بتصفيتهما أو إخفائهما، مع اتهامات لمجموعات مسلحة بالمسؤولية عن تلك التهديدات.

توقيت الخطابات وأهدافها
ذكرت المصادر أن ظهور الشيخين جربوع والحناوي في خطابات وبيانات منتقدة للسلطة بدمشق في يوم واحد، وبعد أكثر من أسبوع على انتهاء الاشتباكات الأخيرة في السويداء، يؤكد صحة ما نشر سابقاً عن ملاحقة وتضييق تمارسه ميليشيات الهجري على الأصوات التي تدعو للحوار والعمل المشترك لبناء الوطن بعيداً عن الأجندات الانفصالية.

استهداف شخصيات معتدلة
لفتت المصادر إلى أن الضغوطات لم تقتصر على الشيخين، بل طالت قادة عسكريين وشخصيات درزية متزنة تعتبر نهج الهجري كارثة على السويداء والطائفة الدرزية، مشيرة إلى تهديدات بالقتل والملاحقة الأمنية وخطف الأبناء أو العائلات، إضافة إلى فرض الإقامة الجبرية ومنع تلك الشخصيات من مغادرة المحافظة.

بيان الشيخ يوسف جربوع
وأصدر الشيخ يوسف جربوع بياناً مصوراً دعا فيه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة بأحداث السويداء، ووقف العمليات القتالية في المحافظة، والإفراج عن جميع المخطوفين والمغيّبين، وفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط.

وأوضح أن الأيام الماضية شهدت أحداثاً مؤلمة حاولت خلالها القوى المحلية حقن الدماء وحماية المدنيين، ودعا الدول الضامنة والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتها ورفع الظلم عن الأبرياء، مؤكداً تأييده لمواقف مشايخ العقل في وحدة الصف ونبذ الفتن، وموجهاً الشكر للشيخ موفق طريف على مواقفه.

بيان الشيخ حمود الحناوي
جاء بيان جربوع بعد ساعات من خطاب مصور للشيخ حمود الحناوي وصف فيه حكومة دمشق بـ"حكومة الغدر" التي "لا عهد لها ولا ذمة"، واتهمها ببيع الوطن ونقض المواثيق، كما هاجم عشائر العرب وأبناء حوران، ودعا المجتمع الدولي للتدخل الفوري لرفع ما أسماه "الحصار الجائر" عن السويداء، مؤكداً أن "جبل العرب لن يركع إلا لله"، ومشدداً على ضرورة التكافل في مواجهة "معركة وجود ومصير".

لغة خطابية مثيرة للجدل
أشار الحناوي إلى أن الأسرى والمفقودين أمانة في أعناق الجميع حتى عودتهم، وشكر قيادات دينية درزية خارجية، وعلى رأسها الشيخ موفق طريف في إسرائيل، على مواقفهم، معبّراً عن خيبة أمله تجاه من اعتبرهم "إخوة الدم"، ومتهماً إياهم بالخيانة وكسر العهد، ومعتبراً أن السلطة تحولت إلى "سيف مسلول على رقاب الأبرياء" بفتاوى فكر متطرف، وهذه اللغة المعتمدة لدى تيار الهجري.

دور تيار الهجري في صياغة المواقف
جاء خطاب الحناوي بعد أقل من 24 ساعة على دعوة علنية من الكاتب ماهر شرف الدين، الذراع الإعلامية للهجري، لحناوي بالظهور إعلامياً وتوجيه اتهامات مباشرة للدولة السورية، حيث أظهر الخطاب تطابقاً كبيراً مع لغة ومفردات تيار الهجري، ما يثير الشكوك حول استقلالية الموقف، ويعزز فرضية أن الخطاب كتب داخل دوائر الهجري ولقّن للحناوي، بما يعكس مسعى الهجري لفرض نفسه صاحب القرار والكلمة الفصل في السويداء.

وسبق أن أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، السبت 9 آب/ أغسطس، بياناً اتهم فيه الحكومة السورية بارتكاب ما وصفه بـ"إبادة ممنهجة" بحق أهالي المحافظة، داعياً إلى تدخل دولي عاجل وفتح تحقيقات أممية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بسبب إشادته العلنية بدور الولايات المتحدة وإسرائيل والإدارة الذاتية ودول خليجية في الملف.

وفي سابقة لافتة، وجّه الهجري الشكر للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "لموقفه الواضح في دعم الأقليات ورفض الاستبداد"، كما شكر "حكومة وشعب إسرائيل لتدخلهم الإنساني"، إضافة إلى امتنانه لدول خليجية عربية وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات على ما اعتبره "دعماً لأهلهم في السويداء".

ويعكس هذا الخطاب – وفق مراقبين – تبنّي الهجري الكامل لخطاب قوى وجهات خارجية، بينها إسرائيل، طالما سعت إلى توظيف ملف السويداء سياسياً وأمنياً، الأمر الذي يضعه في موقع المتقاطع مع أجندات خارجية مناوئة للدولة السورية.

كما دعا البيان إلى "انسحاب كافة المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء"، في صيغة فُهم منها المطالبة بخروج القوات الحكومية من المحافظة، تمهيداً لترسيخ نفوذ قواته المدعومة من إسرائيل على كامل المنطقة.

ويؤشر هذا البيان إلى مضي الهجري في خيار المواجهة مع دمشق عبر المطالبة بتدخل دولي مباشر، ما يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية في الجنوب السوري، في وقت تؤكد فيه الحكومة السورية أنها تعمل على إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ