
إشادة في الكونغرس الأمريكي بقرار رفع العقوبات عن سوريا وتعزيز التعاون مع دمشق
أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بياناً مشتركاً وقعه السيناتور الجمهوري جيم ريتش، والسيناتورة الديمقراطية جين شاهين، عبرا فيه عن ترحيبهما بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، ودعيا إلى تعزيز التعاون مع الحكومة السورية.
وأفاد البيان أنه "نهنئ قرار الرئيس ترامب برفع جميع العقوبات عن سوريا"، مشيراً إلى أن هذا القرار يعدّ استجابة إيجابية لدعواتنا بإزالة العوائق أمام توسيع التعاون مع الحكومة السورية المؤقتة. وأضاف البيان أن "سقوط نظام الأسد يُمثل فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لحماية مصالحها في المنطقة".
كما شدد البيان على ضرورة تنفيذ قرار الرئيس ترامب بسرعة، داعياً الحكومة السورية إلى التحرك بشكل عاجل لمعالجة المخاوف الأمنية المتعلقة بالولايات المتحدة. وأكد أن هذا القرار سيساهم في تعزيز قدرة سوريا على التحرر من النفوذ الإيراني والروسي، بالإضافة إلى منع محاولات الصين لبسط نفوذها الاقتصادي في الشرق الأوسط وعودة ظهور تنظيم داعش.
وكانت السيناتورة جين شاهين قد أشادت في بيان منفصل بقرار ترامب، مشيرة إلى أن العقوبات التي فُرضت على سوريا قد نجحت في تحقيق هدفها الأساسي وهو الضغط لإسقاط نظام الأسد، ورحبت برفع العقوبات لتمنح سوريا الجديدة فرصة للتطور إلى دولة حرة ومستقلة بعيداً عن النفوذ الخبيث لروسيا وإيران والصين.
وأوضحت شاهين أنها على تواصل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لضمان عدم ضياع هذه الفرصة التي طال انتظارها من قبل الشعب السوري. وأكدت أن "الاستقرار والأمن في قلب الشرق الأوسط سيعودان بالنفع على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والأردن".
الولايات المتحدة تستخدم "الإعفاء" لرفع العقوبات عن سوريا
وكان كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن أن إدارة ترامب ستبدأ بتطبيق الإعفاء الوارد في "قانون قيصر" كخطوة أولى نحو رفع العقوبات عن سوريا. وأوضح روبيو في تصريحات صحفية عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الناتو في أنطاليا بتركيا، أن هذا الإعفاء سيتم تجديده كل 180 يوماً.
وأشار روبيو إلى أن رفع العقوبات سيتحقق تدريجياً، مشيراً إلى أنه في حال تحققت تطورات إيجابية من الحكومة السورية، فإن الإدارة الأمريكية ستتقدم بطلب للكونغرس لرفع العقوبات بشكل كامل. وبيّن أن الخطوة الأولى تتضمن السماح للدول الشريكة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون مواجهة خطر التعرض للعقوبات.
وأكد الوزير الأمريكي أن رفع العقوبات سيكون له تأثير إيجابي على جهود إعادة الإعمار في سوريا، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم استقرار البلاد. وأضاف أن دور شركاء الإقليم، مثل تركيا، سيكون أساسياً لتحقيق هذا الاستقرار.
وأشار روبيو إلى أن سوريا السلمية والمستقرة ستكون من أبرز التحولات الإيجابية في المنطقة، مضيفاً أن الحكومة السورية تسعى لبناء مجتمع قادر على احتضان جميع مكوناته الاجتماعية. كما أشار إلى أن سوريا تهدف إلى العيش بسلام مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، وتعمل على إزالة العناصر الإرهابية من أراضيها وتدمير الأسلحة الكيميائية.
وفيما يخص العلاقات المستقبلية، أكد روبيو أن سوريا تتمتع بتنوع ديني وثقافي طويل الأمد، وأن المسؤولية تقع على عاتق قادتها لتحقيق تحول شامل بعيداً عن التصعيد العسكري الذي يزعزع استقرار المنطقة. وأضاف أن شركاء إقليميين مثل تركيا والسعودية والإمارات وقطر مستعدون للمساهمة في هذا التحول.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد بحث في أنطاليا مع روبيو تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، كما تم مناقشة سبل بناء علاقة استراتيجية بين البلدين.