إسرائيل تقصف قلب إيران وتقتل قيادات كبيرة.. وتهديدات متبادلة تُنذر بانفجار إقليمي
إسرائيل تقصف قلب إيران وتقتل قيادات كبيرة.. وتهديدات متبادلة تُنذر بانفجار إقليمي
● أخبار سورية ١٣ يونيو ٢٠٢٥

إسرائيل تقصف قلب إيران وتقتل قيادات كبيرة.. وتهديدات متبادلة تُنذر بانفجار إقليمي

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، في واحدة من أعنف الضربات الجوية في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الإيراني، هجمات جوية واسعة النطاق على عشرات المواقع الحيوية داخل إيران، استهدفت منشآت نووية ومقار عسكرية وقادة بارزين في الحرس الثوري، وسط تصعيد متسارع قد يضع المنطقة على شفا مواجهة شاملة.

أهداف نوعية واغتيالات كبرى

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية أن العملية، التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، شملت أكثر من 200 طائرة حربية وقادت إلى قصف نحو 100 هدف في عمق إيران، منها منشأة نطنز النووية الرئيسية، وعدة مواقع لصناعة الصواريخ الباليستية.

ومن بين القتلى الذين أُعلن عنهم حتى الآن:
 • اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني.
 • اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة (مع تضارب لاحق حول نجاته).
 • اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء.
 • العالم النووي فريدون عباسي.
 • العالم محمد مهدي طهرانجي.
 • أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.

كما أُفيد عن إصابة مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني بجروح خطيرة، ونقله للمستشفى في حالة حرجة.

تل أبيب: الضربة ضرورية.. وستستمر

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل نفّذت ضربة افتتاحية ناجحة للغاية ضد إيران”، مضيفًا: “سنواصل العملية لأيام، وسنحقق أهدافنا لإزالة التهديد الوجودي”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت استنادًا إلى “معلومات استخباراتية جديدة تؤكد اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي”، مضيفًا أن البرنامج النووي الإيراني “تسارع بشكل كبير في الأشهر الماضية، وأصبح يقترب من نقطة اللاعودة”.

طهران: سندفع إسرائيل إلى مصير مرير

في أول رد فعل رسمي، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـ”عقاب شديد” ضد إسرائيل، قائلاً: “هذه الجريمة رسمت للكيان الصهيوني مصيرًا مريرًا وسيناله لا محالة”.

وأكدت هيئة الأركان الإيرانية أن القوات المسلحة “ستخوض معركة ردعية كبيرة”، في وقت أعلن فيه الحرس الثوري أنه “بدأ فعليًا تنفيذ عمليات جوية” للرد على الهجوم، دون الكشف عن طبيعتها بعد.

كما اتهمت طهران الولايات المتحدة بالتورط المباشر، وقالت وزارة الخارجية إن “الضربات لا يمكن أن تكون قد نُفذت دون تنسيق مع واشنطن”، مؤكدة أن “الرد على العدوان حق قانوني ومشروع لإيران بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.

إسرائيل: استعدوا للصواريخ والمسيّرات

رفعت إسرائيل منسوب التأهب في مختلف مدنها، وأغلقت المجال الجوي وعلّقت الأنشطة التعليمية والتجارية، ودعت الجبهة الداخلية المواطنين إلى الاستعداد للبقاء في الملاجئ لفترات طويلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “هجومًا إيرانيًا وشيكًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة متوقع خلال ساعات”، فيما أفادت مصادر عسكرية بأن تل أبيب تستعد لتلقّي مئات الصواريخ الباليستية في حال بدأت إيران الرد العسكري.

أمريكا تتبرّأ.. والسعودية تدين

رغم أن تقارير عدة أكدت أن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بالضربة، إلا أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب سارعت إلى التنصل من المشاركة، وأعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن “إسرائيل اتخذت قرارًا أحاديًا ونحن لم نشارك في التنفيذ”، مضيفًا أن “أولوية أمريكا هي حماية قواتها ومصالحها”.

بالمقابل، أكدت السعودية في بيان رسمي إدانتها “الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية السافرة”، ووصفت الهجمات بأنها “انتهاك خطير للقوانين والأعراف الدولية”، داعية المجتمع الدولي إلى “وقف التصعيد فورًا”.

كما دانت سلطنة عمان العملية، محذرة من أن التصعيد العسكري “سيقوّض أي فرصة للحلول الدبلوماسية”.

الاقتصاد يتأثر.. والمفاوضات مهددة

على وقع الضربة، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 12%، وقفز الذهب والسويسري كملاذات آمنة، فيما تراجعت مؤشرات الأسواق الآسيوية. وأُغلقت مطارات رئيسية، منها مطار الإمام الخميني في طهران، ومطار بن غوريون في تل أبيب.

أما على المستوى الدبلوماسي، فتسود الشكوك حول مستقبل الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت مقررة يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان. ورغم إعلان مسؤولين أمريكيين أن اللقاء لا يزال قائمًا، فإن الرد الإيراني المتوقع قد يُغلق باب الحوار تمامًا.

خلاصة المشهد

الضربة الإسرائيلية تمثل تحولًا استراتيجيًا حادًا في مسار الصراع، وتستهدف ليس فقط منشآت نووية، بل رؤوس المشروع النووي والعسكري الإيراني. في المقابل، بات من شبه المؤكد أن إيران سترد، وقد يكون الرد صاروخيًا مباشرًا أو عبر أذرع إقليمية، ما يجعل الأيام المقبلة مفتوحة على سيناريوهات خطيرة.

ويبقى السؤال: هل ستنجح المساعي الدولية في احتواء الكارثة؟ أم أن الشرق الأوسط دخل بالفعل في أخطر مواجهة منذ عقود؟

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ