
أهالي ريف حلب يواجهون أزمة غياب الخدمات الصحية وتزايد المخاطر على حياتهم
يعاني سكان عشرات القرى في ريف حلب الشمالي من غياب شبه كامل للخدمات الطبية، ما يضع الأهالي أمام تحديات قاسية ويجبرهم على تحمل مشقة كبيرة بحثاً عن العلاج أو التدخل الإسعافي عند وقوع حالات طارئة.
وأكد الأهالي في ريف منبج أن قراهم تفتقر كلياً إلى المراكز الصحية أو النقاط الطبية، ما يضطرهم لاستئجار وسائل نقل خاصة ونقل مرضاهم لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب مستشفى أو مركز علاجي، في رحلة مرهقة لا تخلو من تكاليف باهظة ومخاطر جمة.
وأشار السكان إلى أن هذه المعاناة لا تتوقف عند الأعباء المادية، بل تشمل مخاطر تأخير الوصول إلى المراكز الصحية أو التعرض لحوادث السير بسبب وعورة الطرق، وأوضح بعض الأهالي أن مرضى بأمراض مزمنة مثل السكري والربو وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى المصابين بالجلطات، يدفعون الثمن الأكبر نتيجة غياب الرعاية الدورية، ما يجعل حياتهم مهددة في كل لحظة.
وخلال حديثهم لشبكة "شام"، شدد السكان على أن غياب أي نقطة طبية أو مستوصف في قراهم بات يشكل كابوساً يؤرق العائلات، خصوصاً مع تكرار حالات وفاة بسبب تأخر وصول الإسعاف أو تعذر نقله. وأضافوا أن المخاوف تتضاعف في حال وقوع حوادث مفاجئة، مثل إصابات إطلاق النار أو حوادث السير أو الكسور التي تحتاج إلى تدخل عاجل.
الأهالي أوضحوا أنهم نقلوا معاناتهم مراراً إلى فرق المنظمات الإنسانية عند زيارتها لقراهم أو خلال لقاءاتهم بها في مدينة منبج، وأكدوا حرصهم على إيصال شكاواهم عبر القنوات الرسمية، لكن دون استجابة ملموسة، ما عمّق شعورهم بالتهميش والإهمال.
ويرى الأهالي أن غياب الخدمات الطبية في قراهم ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة سنوات من تدمير البنية التحتية الصحية وتراجع الدعم الإنساني، ويأملون أن تجد أصواتهم صدى لدى الجهات المعنية، عبر إنشاء نقاط إسعافية ثابتة وتفعيل فرق طبية جوالة لتخفيف معاناتهم، وإنهاء حالة الإهمال التي تسببت في مضاعفة مأساتهم على مدى سنوات طويلة.