أمنية "الجو.لاني" تُهاجم مخيمات أطمة وتواجه المهجرين بالرصاص الحي
هاجمت عشرات العناصر الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، اليوم الخميس، مخيمات النازحين في منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي، على خلفية التوتر الشعبي ضد حواجزها في المنطقة، بعد إصابة سيدة وطفل برصاص عناصر الهيئة في وقت سابق اليوم.
وقالت مصادر محلية لشبكة "شام" إن أرتال عسكرية تابعة لجهاز الأمن العام التابع للهيئة، وصل إلى الساتر الترابي الفاصل بين منطقتي دير بلوط وأطمة، بمحاذاة مخيمات النازحين مباشرة، وقام بإطلاق النار باتجاه المدنيين بشكل عشوائي لترهيبهم، تسبب بإصابة طفل، وسط حالة هلع كبيرة في المخيمات.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات وصلت للمنطقة، بعد هجوم للأهالي على حواجز تابعة للهيئة في المنطقة وإحراق كرفانات ودراجات نارية لعناصر الهيئة، على خلفية قيام تلك العناصر باستهداف أطفال ونساء من قاطني المخيم، كانوا يهربون المازوت من منطقة عفرين إلى إدلب.
وتحاول عناصر الهيئة وفق مصادر "شام"، الوصول للموقع وإعادة نشر عناصرها، وملاحقة المدنيين المحتشدين في المكان، وسط حالة غليان شعبية كبيرة لآلاف المدنيين، بسبب ممارسات عناصر الهيئة، واستخدامهم الرصاص الحي ضد المدنيين العزل.
وكانت أطلقت عناصر أمنية تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، اليوم الخميس، النار باتجاه عدد من الأطفال والنساء، على الحدود الإدارية بين منطقتي أطمة بريف إدلب ودير بلوط بريف عفرين، جريمتهم أنهم يقومون بتهريب بضع لترات من الوقود بين المنطقتين، لكسب بضع ليرات تساعد عائلاتهم المهجرة على تأمين مستلزمات الحياة.
وقالت مصادر محلية لشبكة "شام" إن عناصر أمنية تابعة للهيئة، أطلقت النار بشكل مباشر وكثيف على عدد من الأطفال والنساء، يقومون بتهريب بضع لترات عبر عبوات صغيرة من الوقود، من منطقة دير بلوط بريف عفرين، إلى منطقة أطمة عبر الأراضي الزراعية بين المنطقتين، ما أدى لإصابة سيدة بالعين، ونقلت على إثرها للمشفى بوضع حرج.
وأوضحت مصادر "شام" أن السيدة تدعى "فاطمة عبد الرحمن الحميد"، تبلغ من العمر 28 عاماً، من مهجري قرية سفوهن بريف إدلب الشمالي، وتقطن مع عائلتها في مخيم سفوهن ضمن مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، وأصيبت برصاص عناصر الهيئة، ونقلت إلى أحد مشافي المنطقة وهي في وضع حرج.
وذكرت المصادر، أن الحادثة دفعت العشرات من المدنيين قاطني المخيمات المجاورة، لمهاجمة نقاط الهيئة التي تتمركز فيها عناصر الهيئة ضمن كرفانات، مهمتها ملاحقة الأطفال والنساء يومياً، وقامت بإحراق الحاجز القريب من موقع إطلاق النار وحرق الدراجات النارية في المكان، وسط حالة غليان كبيرة.
يأتي ذلك في وقت تواصل القوى الأمنية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، ملاحقة الأطفال واليافعين ممن يعملون على نقل عدد من الليترات المعدودة من مادة المازوت من مناطق ريف حلب الشمالي، إلى مناطق محافظة إدلب، ويجري التضييق على هؤلاء الأطفال بدواعي ضبط عمليات التهريب.
ويتخذ الأطفال من مهمة نقل مادة المازوت عبر أوعية بلاستيكية صغيرة قد تتسع في أفضل الأحوال إلى 10 ليتر فقط، ويدفعهم إلى ذلك شظُفَ العيش وتدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، إلا أن كل ذلك لم يعفيهم من الملاحقة وتصويرهم بمشاهد مؤذية وكأنهم مرتكبي جرائم.
ومن أبرز عوامل تنشيط عمليات نقل مادة المازوت من قبل أطفال ونساء في بعض الأحيان، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، هو وجود فرق ملحوظ بين أسعار المحروقات بين مناطق عفرين شمالي حلب ومحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ولاحقت مشاهد نشرت سابقاً، تظهر تجمهر أطفال حول سيارة خلال ملاحقة الأطفال والنساء انتقادات كثيرة طالت سياسة "هيئة تحرير الشام"، إذ تقوم على إقامة المعابر بين المناطق المحررة وتلاحق أطفال يبحثون عن مصدر لتأمين لقمة العيش، وكذلك تداول ناشطون محليون صورة مؤثرة تظهر طفلان خلال عملهم على نقل مادة المازوت.
هذا وسبق أن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة 3 أطفال بعد قيام "هيئة تحرير الشام"، بالقبض عليهم أثناء محاولتهم نقل دخان مهرب إلى إدلب، قرب معبر "الغزاوية" الفاصل بين ريفي عفرين وإدلب، ولاقى فعل الهيئة وقتذاك انتقادات واسعة.
وتجدر الإشارة إلى أن نقل مادة المازوت والمحروقات عموما بات يشكل مصدر رزق لبعض العائلات المقيمة ضمن المخيمات القريبة من الحد الفاصل بين مناطق عفرين و شمالي حلب من جهة ومحافظة إدلب شمال غربي سوريا من جهة أخرى، وسط انتقادات كثيرة موجهة للهيئة التي تفصل المناطق المحررة عبر معابر داخلية تعود عليها بالأموال وطالما تصدر قرارات تتماشى مع هدفها في جني وحصد مبالغ مالية إضافية.