
أردوغان لبوتين: تعاوننا مفتاح الاستقرار الدائم في سوريا.. وندعم انصهار “قسد” في الدولة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، أهمية العمل المشترك بين بلديهما لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا، على أساس وحدة أراضيها، وضرورة دعم مسار سياسي يضمن إنهاء الانقسام العرقي والطائفي، ويمنع تحويل البلاد مجددًا إلى ساحة للجماعات المتطرفة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين، الجمعة، بحثا خلاله العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية في بيان رسمي.
وأوضح الرئيس أردوغان أن أنقرة تولي أهمية كبيرة للتعاون مع موسكو في الملف السوري، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب العمل معًا لمنع أي مشاريع تكرّس التفرقة العرقية والطائفية، وتقوّض وحدة البلاد. كما شدد على ضرورة إبقاء موارد سوريا بيد الإدارة السورية، ووقف أي محاولات خارجية للسيطرة عليها.
وفي تطور لافت، أبدى الرئيس التركي دعم بلاده لفكرة “انصهار قوات سوريا الديمقراطية ضمن بنية الإدارة المركزية السورية”، في إشارة إلى موقف أنقرة الجديد نسبيًا من التعامل مع نتائج اتفاق “الشرع-قسد”، الذي تزايد الحديث عنه خلال الأسابيع الماضية.
كما أشار أردوغان إلى أهمية التعاون من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا بشكل كامل، بما يتيح تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، ويمهد لاستقرار شامل.
وعن الوجود العسكري غير الرسمي لبعض الجماعات المسلحة، شدد أردوغان على أن “إخراج سوريا بالكامل من كونها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية بات ضرورة ملحة”، داعيًا إلى جهود مشتركة تركية-روسية لضمان ذلك، بالتوازي مع تفعيل المسار السياسي.
ملفات أخرى.. أوكرانيا والبحر الأسود
وخلال الاتصال، جدّد الرئيس التركي استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بما في ذلك استضافة مفاوضات سلام تضمن “اتفاقًا مشرفًا ودائمًا”. كما أكد أهمية الحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأسود، محذرًا من تحوّله إلى ساحة صراع، وشدد على التزام تركيا ببذل كل ما يلزم لتفادي ذلك.
وتأتي تصريحات أردوغان في وقت تشهد فيه سوريا تطورات لافتة، من بينها تصعيد إسرائيلي متواصل جنوب البلاد، ودعوات دولية لرفع العقوبات، وسط حراك دبلوماسي مكثف لإعادة سوريا إلى الساحة الإقليمية والدولية.