"واشنطن بوست": روسيا تستخدم نفس "التكتيكات الوحشية" بسوريا في حربها على أوكرانيا
"واشنطن بوست": روسيا تستخدم نفس "التكتيكات الوحشية" بسوريا في حربها على أوكرانيا
● أخبار سورية ٢ أبريل ٢٠٢٢

"واشنطن بوست": روسيا تستخدم نفس "التكتيكات الوحشية" بسوريا في حربها على أوكرانيا

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن روسيا تستخدم نفس التكتيكات الوحشية التي استخدمتها في سوريا، خلال حربها التي تشنها على أوكرانيا، على كل الأصعدة من تضليل إعلامي وتدمير للبنية التحتية وحصار المدن لتجويع السكان.

ولفت المسؤولون إلى أنه بالرغم من اختلاف الوضع في الحربين، ففي سوريا تدخلت موسكو جويا فقط، بينما في أوكرانيا شنت حربا بريا تكبدت فيها خسائر فادحة، إلا أنها تستخدم نفس الاستراتيجيات الوحشية لإحداث تأثير مميت في المدن.

وذكرت جهات حقوقية أن مشاهد الدمار والحصار وقطع الإمدادات عن المدنيين في ماريوبول مألوفة بالنسبة للسوريين، وقال دانيال بالسون، مدير المناصرة في أوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة العفو الدولية: "لقد أذهلنا حقًا مقدار أوجه التشابه".

وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أن ماريوبول "تتحول إلى حلب ثانية". في عام 2016، خلال حصار مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، هاجمت القوات الروسية المصانع ومحطات المياه وقطعت خطوط الإمداد، تاركة 250 ألف ساكن يعانون من نقص حاد في الغذاء والأدوية والوقود، مما تسبب في كارثة إنسانية.

وفي ماريوبول، حاصرت القوات الروسية المدينة وقصفتها، وقطعت الاتصالات والمياه والغاز والكهرباء، ومنعت قوافل الإغاثة من الدخول، وظهرت تقارير عن قيام السكان بإذابة الثلج من أجل مياه الشرب ونفاد الأدوية الحيوية، كما تواجه عدد من المدن الأوكرانية الأخرى، مثل تشيرنيهيف، نفس الظروف القاسية.

وهاجمت روسيا المنشآت الطبية في كل من حلب وماريوبول، فضلاً عن المدارس والمباني التي لجأ إليها المدنيون مثل المسارح في "انتهاك كامل" للمبدأ الدولي القائل بأن "الأطراف المتحاربة يجب أن تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

وكانت سوريا أيضًا ساحة اختبار للأسلحة التي تستخدمها روسيا الآن في أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، في أغسطس، قوله إن موسكو اختبرت أكثر من 300 سلاح في سوريا.

وقال بالسون: "كما هو الحال في سوريا، فإن الكثير من الإصابات بين المدنيين التي نوثقها [في أوكرانيا] سببها القنابل الغبية، وليس الأسلحة الموجهة". وأضاف "من المستحيل استخدام مثل هذه الأسلحة في هذه المناطق المكتظة بالسكان مع ضمان عدم فقدان أي مدنيين لأرواحهم".

وأجبرت الحرب في سوريا 6.6 مليون سوري على الفرار من البلاد، وفقًا للأمم المتحدة، مع توجه أعداد كبيرة إلى أوروبا بعد تدخل روسيا في سبتمبر 2015، وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن أكثر من 4 ملايين شخص فروا من أوكرانيا بعد شهر من القتال. 

وحذرت هانا نوت، كبيرة الباحثين المشاركين في مركز فيينا لنزع السلاح وعدم الانتشار، أن روسيا ستسعى لتصوير المدنيين الذين بقوا في أوكرانيا على أنهم مقاتلون أعداء، وبالتالي تعتبرهم أهداف مشروعة كما فعلت في سوريا.

وقال مسؤولون روس وأوكرانيون إنهم اتفقوا على وقف مؤقت لإطلاق النار، الخميس، للسماح بدخول المساعدات وخروج المدنيين من ماريوبول، وأكد حبيب أن تركيز الاهتمام العالمي على إنشاء ممرات إنسانية، وبعيدا عن جهود إنهاء الأعمال العدائية أو إقامة مناطق آمنة، يخدم موسكو من الناحية الاستراتيجية. وقال : "إنهم [السلطات الروسية] يريدون إفراغ تلك المدن من سكانها".

أما التكتيك الثاني الذي اعتمدت عليه موسكو في الحربين هو التضليل الإعلامي، فقد صورت روسيا المعارضة ومجموعة الخوذ البيضاء في سوريا على أنهم "إرهابيين"، بينما وصفت المسؤولين والجنود الأوكرانيين ب"النازيين".

وأعرب خبراء القانون الدولي والصراع عن مخاوفهم من أن غياب مساءلة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عن الانتهاكات في سوريا شجعته على تكرارها في أوكرانيا، وقال حبيب: "نحن كسوريين نشعر بالحزن الشديد لرؤية نفس الفظائع التي نعاني منها في أوكرانيا". 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ