تقرير: روسيا غير قادرة على فرض تسوية تلبي أهدافها في سوريا
رأى "مركز الحوار السوري"، في تقرير له، أن روسيا "فشلت" في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على المدى الطويل، معتبراً أن روسيا غير قادرة على فرض تسوية تلبي أهدافها في سوريا.
وقال المركز إن روسيا ورغم تدخلها العسكري في سوريا، وإحكام قبضتها على الملف السوري، والإقرار الضمني من الغرب بأن سوريا "منطقة نفوذ روسي"، إلا أن "ما نجحت به فقط هو وضع عقبات وخلق صعوبات، لأن سياساتها لا تمتلك ما يكفي من روافع، وقدرتها على التأثير محدودة نسبياً، حتى على حلفائها".
وأوضح التقرير أن تحليل محددات السياسة الروسية تجاه الملف السوري على المستوى الاستراتيجي يجعل من مستقبل بشار الأسد، "ورقة قابلة للمساومة" إذا اضطرت موسكو لذلك، مقابل الحفاظ على نفوذها كهدف "يقع في صلب العقيدة الجيوسياسية الروسية".
ولفت إلى أن طابع علاقاتها مع تركيا وإيران كونهما شريكتين في مسار "سوتشي- أستانا" لا يزال يتسم "بأنه نوع من التعاون على أرضية التنافس والتباين بدرجة متفاوتة، يحمل في طياته احتمال نشوء صراعات مستقبلاً".
وأشار إلى أن الحرب الأوكرانية أضفت المزيد من التعقيدات أمام السياسة الروسية في سوريا، ومن شأنها أن تؤثر سلبياً تبعاً لمجريات الحرب ومآلاتها، إلى جانب إمكانية حصول تحولات أمريكية وإقليمية إيجابية في الموقف من الملف السوري للضغط على موسكو.
ووفق المركز، تشير مختلف الأدبيات إلى أهمية الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً في السياسة الروسية منذ حقبة الاتحاد السوفيتي باعتبار الأخيرة لديها هاجس الوصول إلى المياه الدافئة. وعلى الرغم من مرور بعض الفترات التي تراجع فيها الاهتمام الروسي بتلك المنطقة، إلا أن التوجه العام بقي على استمرار الاهتمام بالحضور وتعزيز النفوذ.
وأكد أن الثورة السورية أعطت فرصة استثنائية لروسيا للعودة إلى منطقة الشرق الأوسط سياسياً وعسكرياً؛ حيث مثّلّ الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد بداية عبر حمايته سياسياً من خلال استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن، ثم عسكرياً من خلال التدخل العسكري المباشر في أيلول 2015، بداية العودة الروسية إلى هذه المنطقة الحيوية.
تُعدّ سوريا كما يبدو بالنسبة لروسيا بوابة لها لإعادة تموضعها على المستوى الدولي قوة عظمى منافسة للولايات المتحدة الأمريكية وتفردها في النظام الدولي، في مواجهة التجاهل والاستخفاف الغربي بدور روسيا وفاعليتها على الساحة العالمية، ومن ثم توظيف الصراع في سوريا بوصفه ورقة تفاوضية مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق بملفات خلافية إشكالية، وتعزيز الوضع الدبلوماسي لروسيا؛ بحيث أصبح اتخاذ أي قرار في سوريا دون مشاركتها صعباً.