تقرير لـ "استجابة سوريا" يرصد الأوضاع الإنسانية والميدانية خلال شهر تشرين الأول 2023
أصدر فريق "منسقو استجابة سوريا"، تقريراً حول حملة التصعيد العنيفة التي شنتها قوات النظام وروسيا على مناطق شمال غرب سوريا خلال تشرين الأول الفائت، سببت سقوط عشرات الضحايا والإصابات بين المدنيين مع حركة نزوح كبيرة من مناطق مختلفة في المنطقة، وتعتبر هذه الهجمات هي الأكبر منذ أربع سنوات على المنطقة.
وسجل الفريق 575 هجوماً نفذتها قوات النظام السوري، في حين شنت الطائرات الحربية الروسية: 64 هجوم أي ما يعادل 142 غارة جوية، موضحة أن المجموع الكلي للهجمات: 639، تسببت بسقوط 67 مدني من بينهم 13 امرأة و 26 طفل و 4 من كوادر العمل الإنساني.
ومن حيث الإصابات بين المدنيين، سجل الفريق 274 مدنياً من بينهم 49 نساء و 83 طفل، ووثق استخدام الأسلحة المحرمة دوليا تسع مرات في أكثر من خمس نقاط، كما سجل استهداف أكثر من 64 منشأة بشكل مباشر أو ضمن محيط المنشأة، من بينها أكثر من 14 مدرسة و 8 مخيمات و 19 منشأة طبية، إضافة إلى مراكز خدمية اخرى.
وتطرق الفريق إلى الأوضاع الإنسانية، ففي سياق حركة النزوح: سجلت المنطقة نزوح 118,734 نازح يشكل الأطفال والنساء نسبة 69% منهم بالتوازي مع انخفاض وتيرة العمليات العسكرية على المنطقة مقارنة ببداية شهر تشرين الأول، سجل عودة 18,473 مدني مع بقاء النسبة الأكبر من العائدين في حالة ترقب للنزوح مرة اخرى في حال عودة التصعيد العسكري.
ولفت الفريق إلى أن الاستجابة الإنسانية العامة خلال شهر تشرين الأول، شهدت انخفاض في عمليات الاستجابة الإنسانية إلى 47.18% في متوسط كافة القطاعات الإنسانية، في حين لم تصل نسب الاستجابة الإنسانية للنازحين الجدد عتبة 11.18% من إجمالي الاحتياجات الإنسانية اللازمة للنازحين.
وسجلت مخيمات النازحين ثبات نسبي في عمليات الاستجابة كونها تعتمد في معظمها على المشاريع الثابتة حيث بلغت نسبة الاستجابة ضمن مختلف القطاعات 58.12% من إجمالي الاحتياجات.
أما حركة القوافل الإغاثية والاممية، فقد سجل دخول 155 شاحنة إغاثية خلال شهر تشرين الأول من المعابر الحدودية الثلاثة موزعة على معبر باب الهوى: 126 شاحنة بانخفاض 86.89% عن الشهر نفسه خلال 2022، معبر باب السلامة: 29 شاحنة، معبر الراعي: 0 شاحنة.
وينذر استمرار التصعيد بموجة نزوح جديدة نحو المخيمات المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد انتهاء التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية عن طريق معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ما يفاقم الحالة الإنسانية للنازحين ويحرمهم من حقهم في الغذاء والدواء بعد أن حرمهم نظام الأسد من حقهم في العيش الآمن.
ويأتي التصعيد على المنطقة في سياق سياسة ممنهجة تهدف لضرب الاستقرار فيها، ونشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وتضاعف هذه الهجمات معاناة المدنيين وتعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان وهي جرائم حرب، بينما يتقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبيها ليبقى السوريون تحت ضرباتها دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم، ويبقى المدنيون هم الضحية دائماً لجرائم نظام الأسد وروسيا والميليشيات الداعمة لهم.