تحقيق يكشف تورط قائد القوات الروسية في أوكرانيا بصفقات فساد في سوريا
كشف تحقيق استقصائي أجرته منظمة لمكافحة الفساد يرأسها المعارض المعتقل أليكسي نافالني، عن تورط قائد القوات الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين في صفقات فساد في سوريا شملت أعمالا تجارية لزوجته وصفقات في مناجم فوسفات سورية وتلقي رشاوى من رجل أعمال مرتبط بالكرملين.
وأوضح التحقيق، أن سوروفيكين ربما يكون قد استفاد ماليا أثناء وبعد فترة قيادته للقوات الروسية في سوريا، وأورد التحقيق اسم جينادي تيمشينكو وهو رجل أعمال مرتبط بالكرملين وحقق المليارات من تجارة النفط والطاقة من خلال شركة تدعى "Gunvor".
ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية فإن أعمال تيمشينكو "مرتبطة بشكل مباشر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين" الذي يمتلك استثمارات في الشركة، وبموجب التحقيق المفصل الذي أجراه محققون تابعون لمنظمة نافالني فقد تمكنت شركة إنشاءات مملوكة لتيمشينكو تدعى "Stroytransgaz" من الوصول إلى حقلين سوريين لتعدين الفوسفات بالقرب من تدمر هما الشرقية وخنيفيس.
وبدأت شركة "Stroytransgaz" في استخراج الفوسفات في صيف عام 2017، بعد حوالي عامين من تكثيف روسيا لتدخلها العسكري في سوريا، وكان سوروفيكين، الذي تولى القيادة العامة للحملة الروسية في سوريا في أوائل عام 2017، ظهر بنفسه في ديسمبر من العام ذاته على التلفزيون الروسي وهو يطلع بوتين على ما وصفه "تحرير" حقلي الشرقية وخنيفيس.
وترك سوروفيكين قيادته للحملة السورية بعد ذلك بوقت قصير، عندما عينه بوتين قائدا أعلى للقوات الجوية الروسية، ويشير التحقيق إلى أن شركة تابعة لشركة "Stroytransgaz" تدعى "STG Logistika" دفعت 104 ملايين روبل (حوالي مليوني دولار) على شكل قروض لشركة أخشاب تدعى "Argus SFK" بين عامي 2020-2021. ويبين التحقيق أن زوجة سوروفيكين هي من أسست شركة "Argus SFK"، ومقرها في منطقة سفيردلوفسك في روسيا، إلى جانب ابنة مسؤول محلي رفيع.
بالإضافة إلى ذلك، كشف التحقيق أن زوجة أحد كبار المسؤولين في "Stroytransgaz" منحت أيضا الشركة التابعة لزوجة سوروفيكين قرضا قيمته 25 مليون روبل (حوالي 412 ألف دولار).
وأكد التحقيق أن القرض كان بمثابة دفعة مخصصة لسوروفيكين للأعمال التجارية التي أجريت خلال العملية السورية، ولم تستجب وزارة الدفاع الروسية ولا الشركات التي ورد ذكرها في التحقيق لطلبات التعليق، وفقا لموقع إذاعة "أوروبا الحرة"، ويبين الموقع أنه في وقت سابق من هذا الشهر، قيد السجل الوطني الروسي للممتلكات بشكل مفاجئ الوصول إلى سجلات عائلة سوروفيكين وأقاربها، وأعلن أنها سرية.
وارتبط اسم سورفيكين، الذي يطلق عليه لقب "جنرال يوم القيامة" في وسائل الإعلام الغربية، بسوريا من خلال اتهامه بارتكاب مجازر وشن هجمات استهدفت مدارس مستشفيات راح ضحيتها آلاف المدنيين.
واتهم المعارض الروسي ليونيد فولكوف سوروفيكين في وقت سابق بأنه "لص أسطوري" أثرى من القطع غير القانوني للأشجار. وكتب على تويتر "إنه رجل أعمال وليس جنرالا".