رغم خطورة رفع أسعارها.. النظام يزعم استمرار دعم "الأسمدة"
بث تلفزيون نظام الأسد حلقة من برنامج متلفز تحت عنوان "رفع أسعار الأسمدة خطورة التوقيت وأثره على الإنتاج"، تضمنت استضافة رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين "محمد الخليف"، مدير المصرف الزراعي "أحمد الزهري".
ووفق تصريحات إعلامية قال مدير المصرف الزراعي، لدى نظام الأسد إن أسعار الأسمدة ما زالت مدعومة بالمقارنة مع أسعار القطاع الخاص، وذلك على الرغم من رفعها مؤخراً.
وقدر وصول سعر طن سماد اليوريا لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية، لافتاً إلى أن الأسعار عالمياً مرتفعة، حيث كان سعر طن سماد اليوريا 3 ملايين ليرة، أصبح حالياً 8 ملايين ليرة سورية.
وذكر أن معمل السماد بدأ بالعمل منذ حوالي الشهرين، وحتى الآن تجري مفاوضات للحصول على كميات من السماد منه، ولكن التسعيرة لديه أعلى من الأسواق العالمية، حيث يباع طن السماد بـ9 مليون ليرة، في حين سعّرته الحكومة بـ6 مليون ليرة، علما أن المعمل يخضع للسيطرة الروسية.
لافتاً إلى أن هناك توصيات حالياً بإعادة النظر بالتسعيرة، وتسليم إنتاج المعمل إلى المصرف الزراعي، وأضاف أن السماد حالياً متوفر لمحصول القمح فقط كونه محصول استراتيجي ويدخل في تأمين رغيف الخبز، وبحال توفرت كميات إضافية يمكن أن يخصص لزراعة المحاصيل الأخرى.
وذكر أنه وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة لخطة موسم 2023 – 2024 في مناطق سيطرة النظام 200 ألف طن سوبر فوسفات، و300 ألف طن يوريا، من جانبه استعرض الخبير الاقتصادي "جورج خزام"، مجموعة من النتائج التي ستلحق إرتفاع و مضاعفة أسعار السماد على الاقتصاد الوطني.
مشيرا إلى أن أولها المزيد من إرتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي، أي إرتفاع حتمي بأسعار جميع المنتجات الزراعية و تراجع الطلب و معه المزيد من الكساد والخسائر للمزارعين.
وأضاف، وسيؤدي إلى المزيد من إرتفاع تكاليف إنتاج القمح و الشوندر السكري و معه تراجع كبير جداً بزراعتهم و زيادة المستوردات في ظل قيام اللجنة المكلفة بالتسعير بوضع أسعار تقترب من التكلفة من أجل القضاء على الزراعات الإستراتيجية عن سابق الإصرار والترصد تنفيذاً لقانون قيصر.
وسيؤدي إلى تراجع كبير جداً بصادرات المنتجات الزراعية مثل البندورة بسبب إرتفاع تكاليف الإنتاج و الخسائر الكبيرة التي يتكبدها المنتجين من إغلاق باب التصدير من أجل إلزامهم بالبيع بنصف تكلفة الإنتاج، إضافة إلى تفاقم و زيادة الأزمة الغذائية و معها المزيد من تراجع مستوى الصحة العامة وهجرة الأرض الزراعية و تصحرها و زيادة البطالة.
واعتبر أن رفع ومضاعفة أسعار السماد يعني توزيع العجز المالي على المواطنين بسبب سوء إدارة الموارد الوطنية المتاحة وخاصة من ناحية المزيد من تراجع كمية السلة الغذائية التي يشتريها الراتب الضعيف جداً.
وحذر رئيس اتحاد فلاحي طرطوس من استمرار الحكومة بعدم تأمين مستلزمات الإنتاج، وقدر أن سعر كيلو البندورة قد يصل الى 15 الف ليرة في الموسم القادم، وسط انتقادات كثيرة ومتكررة لاتباع أساليب تقوم على الفساد والهدر والسرقة لما يطلق عليه نظام الأسد المواد المدعومة لتأمين الإنتاج الزراعي.
وذكر أنه في حال استمر النظام بعدم تأمين مستلزمات الإنتاج للفلاح سوف يحدث تخريب لكثير من المحاصيل وسط تتجدد معاناة مزارعي الحمضيات في اللاذقية جراء تعثر التسويق وتكبدهم خسائر سنوية مع كل موسم، دفعتهم مجبرين إلى التحوّل لزراعات أخرى تكون ذات جدوى مادية.
واعتبر مسؤول في المصرف الزراعي لدى نظام الأسد أنه رغم رفع أسعار الأسمدة مؤخرا لا تزال مدعومة مقارنة مع السوق السوداء التي وصلت بها أسعار طن اليوريا لأكثر من 10 ملايين ليرة وفي بعض مناطق سيطرة النظام لـ 13 مليون ليرة.
من جانبه حذر "محمد الخليف"، مدير مكتب الشؤون الزراعية بالاتحاد العام للفلاحين لدى نظام الأسد في تصريح صحفي من أن قرار رفع أسعار الأسمدة للموسم الحالي ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، سيكون له منعكسات سلبية.
وأصدر "المصرف الزراعي التعاوني"، التابع لنظام الأسد خلال الفترة الماضية قراراً برفع أسعار الأسمدة بمختلف أنواعها، إضافة لتعميم باستئناف بيعها للفلاحين، فيما قال مدير المصرف إن رفع سعر الأسمدة سيساهم بتأمين المادة بشكل أكبر، وفق تعبيره، في الوقت الذي تستحوذ فيه قوات الاحتلال الروسي على موارد سوريا ومناجم الفوسفات.