مظاهرة في مخيم الركبان تطالب بفك حصار النظام ودخول المساعدات الإنسانية
تظاهر العشرات من قاطني مخيم الركبان رفضاً لاستمرار حصار المخيم، وأكد رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، درباس الخالدي، تفاقم تداعيات الحصار المطبق على المخيم، دون الاستجابة لمطالب ومناشدات السكان، ولفت إلى نصب خيمة اعتصام بهذا الشأن، حسب تصريح لشبكة "شام".
ولفت إلى تدهور الوضع الصحي انتشار الكثير من الإصابات بمرض اليرقان المعروف أيضًا بالصفار، في صفوف الأطفال، إلى ذلك أعرب عن خيبة أمل السكان من استمرار الحصار وتقاعس التحالف الدولي وسط غياب الجهود الدولية لإنهاء الحصار.
ودعا ناشطون وأهال في مخيّم الرّكبان إلى اعتصام مفتوح لتأمين خروجهم من المخيّم إلى الشمال السوري برعاية دولية، أو تحسين ظروفهم المعيشية عبر إجبار النظام على فتح طرق وصول الغذاء والدواء إلى الأهالي.
وأفاد موقع "حصار" المعني بأخبار المخيم، بأن العشرات من قاطني مخيّم الرّكبان، تظاهروا يوم أمس الاثنين احتجاجاً على سوء الأوضاع الإنسانية وللمطالبة بفك الحصار وإدخال المساعدات بشكل عاجل.
ونشر الموقع صورا تظهر مطالبة المتظاهرين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وأكدوا ضرورة فتح ممرات إنسانية إدخال المساعدات الطبية والغذائية اللازمة لإنقاذ حياة الأطفال والنساء.
ونوه إلى أن المحتجين يأملون أن تلقى مناشداتهم صدى لدى المنظمات الدولية والدول المعنية من أجل التحرك لإنقاذ سكان مخيّم الرّكبان، حيث شدّدت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الحصار على مخيّم الرّكبان ومنعت دخول البضائع إليه عبر طرق التهريب بشكل كامل منذ الخامس من نيسان/ أبريل الماضي.
إلى ذلك أجبر الحصار الخانق سكان مخيّم الرّكبان على إيجاد بدائل للمحروقات مثل الكرتون والبلاستيك في طهي الطعام، فيما توقفت حركة المركبات إثر فقدان مادة البنزين، بعد انقطاع إمداد المخيّم بالمحروقات الأساسية للاستخدام المنزلي والنقل.
ويستخدم قاطني المخيم الأوراق والأكياس البلاستيكية ومخلفات أخرى من القمامة لاستخدامها كبدائل للغاز في طهي الطعام، وتشير تقديرات أنّ سعر لتر المازوت بلغ 25 ألف ليرة سورية في حال توفره، فيما فُقد البنزين من المخيّم.
وأكد أحد بائعي المحروقات بالمخيم فقدان المحروقات ما أدى إلى توقف حركة النقل، وناشد رئيس مكتب الخدمات في المجلس المدني المنظمات الأممية بالتدخل لإنهاء المعاناة مؤكداً أنّ شح المحروقات فاقم المأساة، وأفقد السكان القدرة على الوصول للمواد الأساسية من ماء التي تحتاج إلى صهاريج لنقلها، وحرمهم من تحضير الطعام بطرق آمنة.
وكانت جددت فعاليات محلية ضمن مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً عند الحدود الشرقية لسورية مع الأردن والعراق، المناشدات لإنقاذ السكان حيث يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، زادت مؤخراً، بسبب إحكام قوات النظام وروسيا حصار المخيّم شرقي حمص.
وأفاد مدير المكتب الإعلامي بالمجلس المحلي بمخيم الركبان، محمد الفضيل، في حديثه لشبكة شام الإخبارية، مطلع أيار/ مايو الجاري، بأنّ الأوضاع داخل المخيم تتجه من سيء إلى الأسوأ، مشيراً إلى أن الحصار تشدد على المخيم مع إغلاق الطريق منذ حوالي 20 يوماً.
ونوه إلى أن معظم المواد الغذائية التي كانت متوافرة ضمن المخيم بكميات محدودة باتت على وشك النفاذ بالكامل من الأسواق المحلية ضمن المخيم، يضاف إلى أن عدم توفر المواد الأساسية مثل السكر والزيت والارز والطحين وغيرها، وأكد تجاهل ملحوظ وعدم الرد على مناشدات قاطني المخيم المنسي.
وكان أصدر المجلس المحلي بيانا أكد فيه أن قاطنو مخيم الركبان من حصار خانق يفرضه النظام السوري وروسيا منذ حوالي شهر وذلك وسط صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لما يحدث من انتهاكات بحق النازحين في المخيم من قبل النظام السوري وروسيا.
وفي مارس/ آذار الماضي اتهم "روبرت وود" نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نظام الأسد وروسيا بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم "الركبان" جنوب شرقي سوريا، مؤكداً ضرورة وصول المساعدات إلى جميع السوريين دون عوائق.
وتم إنشاء مخيم الركبان عام 2014، ويقع ضمن المنطقة 55 المتاخمة لقاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي في الأرض السورية بالقرب من الحدود السورية - الأردنية – العراقية، وكثيرون من قاطنيه يرفضون العودة إلى مناطق النظام خوفاً من الاعتقالات أو الانتهاكات، ويفضلون البقاء في المخيم رغم رداءة الحياة فيه.
وكان نفذ عدد من قاطني مخيم الركبان وقفة احتجاجية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية و دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وعلاوة على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية يعيش المخيم أجواء جوية صعبة تتمثل بالغبار والحر الشديد نظرا إلى طبيعة المنطقة الصحراوية.
ويذكر أن "مخيم الركبان" على الحدود السورية - الأردنية، شهد عدة وقفات لمئات من قاطني المخيم، بهدف لفت الانتباه لمعاناتهم والتأكيد على حقهم بالحياة الكريمة، مطالبين بالانتقال إلى مناطق الشمال السوري، للخلاص من ضغوطات النظام التي تمارس عليهم في ظل تواطئ دولي واضح تجاه قضيتهم.