مواجهات مسلحة تؤرق المدنيين وتزيد قوائم الضحايا بديرالزور
تتواصل المواجهات المسلحة بين قوات "قسد" من جهة ومقاتلي العشائر العربية من جهة أخرى، في ريف دير الزور الشرقي، وتسفر الهجمات المتبادلة عن سقوط ضحايا مدنيين، في ظل تزايد الفلتان الأمني مع حوادث القتل في عموم مناطق شمال شرق سوريا.
ودارت اشتباكات بين قوات العشائر وقوات قسد شرق دير الزور نتج عنها إصابة امرأة بطلق طائش، في وقت تشير مواقع محلية إلى سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات "قسد"، أخرهم في منطقة جزيرة البوحميد بريف دير الزور الغربي.
وقامت ميليشيات "قسد"، بنصب حواجز عسكرية في بلدة جزيرة البوحميد وشنت حملة مداهمات واعتقالات بعد مقتل عنصر من قواتها، وكانت فرضت "قسد" حصارًا طال قرى الحصان والجنينة والجعينة غربي ديرالزور، حيث تستخدم القوة المفرطة في الاعتقالات التعسفية وسط أساليب متنوعة من الانتهاكات.
وقالت مصادر مطلعة إن اشتباكات تمت بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون حيث قصفت قوات النظام مواقع تابعة لـ"قسد" قرب منطقة الحوايج على ضفاف الفرات، وشهدت مناطق شرقي ديرالزور قصفًا متبادلًا بين النظام وبين "قسد" بعد هجوم شنه مقاتلو العشائر استهدف مواقع "قسد" عند جسر الميادين.
وهاجم مقاتلو من العشائر بوقت متزامن بالقذائف والأسلحة الرشاشة موقع عسكري آخر تابع لقوات قسد في بلدة سويدان بريف دير الزور واستهدف مقاتلون بالأسلحة الرشاشة نقطة الكوخ العسكرية التابعة لـ قسد" في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي.
وكذلك تجددت المواجهات بين الطرفين في منطقة الرغيب بين بلدتي ذيبان والحوايج شرق دير الزور، وتعرضت مقرات قسد المتمركزة على جبل مدينة البصيرة لهجوم مسلح، مما أدى إلى حالة من الاستنفار بين عناصر قسد وإطلاق نار عشوائي داخل أحياء المدينة.
وجدد مجهولون الهجوم على نقطة الملعب التابعة لقوات قسد في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور وهاجم مقاتلون من العشائر، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، مواقع عسكرية تابعة لقوات قسد على ضفة نهر الفرات في بلدة ذيبان شرقي دير الزور.
كما هاجموا حاجز الهندي التابع لقسد في بلدة الشحيل شرقي دير الزور بالأسلحة الرشاشة دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مقاتلي العشائر وقوات قسد في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى اندلاع حريق في المحاصيل الزراعية وقُتل عدد من عناصر قسد في هجوم مسلح استهدف مقراً عسكرياً قرب مدينة الصور شمالي دير الزور.
وأعلن مقاتلو العشائر عن أسر 4 عناصر من "قسد"، بعد هجوم نفذوه على نقطة لهم على شاطئ نهر الفرات بمدينة البصيرة شرقي ديرالزور، فيما لا يزال الوضع الأمني متوتراً في شمال شرق سوريا، مع استمرار الاشتباكات بين قوات قسد ومقاتلي العشائر.
وفي إطار تزايد انتهاكات قسد اتهم ناشطون عناصر من الميليشيات بحرق وتفجير منازل، فيما أطلق عنصر من قسد النار بشكل عشوائي داخل مشفى مدينة البصيرة شرقي ديرالزور، بسبب عدم وجود دواء يريده، واقتصرت الأضرار على المادية.
وتم تسجيل استهداف صهاريج تنقل مياه ونفط إلى فوج مركدة التابع لقسد في قرية الحصين شمال دير الزور، وكشفت مصادر محلية أن مجهولين على دراجة نارية، استهدفوا بالأسلحة الرشاشة سيارة عسكرية تابعة لـ "قسد" قرب قوس جديدة عكيدات.
وشن مقاتلو العشائر هجمات طالت مواقع لـ"قسد" في بلدة البصيرة شمالي دير الزور، كما استهدفوا أحد آبار حقل الصيجان النفطي، ببادية أبو حمام شرقي المحافظة، إضافةً إلى استهداف آخر طال 3 صهاريج للدعم اللوجستي كانت مارة على إحدى طرق قرية الحصين التابعة لمدينة الصّور.
وقتل عنصر من قوات قسد وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم لقوات العشائر على نقاط تمركزهم قرب نهر الفرات في بلدة الحوايج وذيبان شرق دير الزور، واندلعت اشتباكات عنيفة بين العشائر وقسد بالقرب من جسر الميادين بريف دير الزور، استخدم خلالها الأسلحة الثقيلة.
وقصفت قسد بشكل عشوائي بقذائف الهاون مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمجموعات المتحالفة معها، مما أدى لمقتل مدني وإصابة آخر يدعى حسان العابد، تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد هجمات العشائر على قوات “قسد” وسقوط ضحايا مدنيين جراء ذلك.
وشنت قسد حملات اعتقال في الكسرة، وذيبان و الشحيل و البصيرة بريف ديرالزور كما شنت حملة مداهمات وتفتيش في قرية حريزة وعدد من القرى المحيطة بها شرق ديرالزور، فيما شهدت بلدة غرانيج احتجاجات بسبب اتخاذ قوات قسد مقرات ونقاط عسكرية ضمن المدارس.
وداهمت منزلا يقطنه نازحين من مدينة دمشق في أطراف بلدة الصبحة شرق ديرالزور، حيث قام عناصر الميليشيات بالاعتداء بالضرب على زوجة صاحب المنزل، فيما اعتقلت ابن شقيق القيادي في مجلس ديرالزور العسكري المعروف بـ"أبو الليث خشام" ويعمل كمرافق شخصي له.
وعمدت إلى تفتيش السيارات والمارة، ونصبت "قسد" قبل يومين عدة حواجز مؤقتة في مناطق سيطرتها بريفي ديرالزور الشرقي والغربي، وقامت الحواجز بالتدقيق على هويات المارة وتفتيش السيارات والدراجات النارية بحجة البحث عن أسلحة.
وأصيبت فتاة قرب من منزلها في بلدة صبيخان بطلق ناري في الرأس جراء استهدافها من قبل عناصر قسد المتمركزين في الضفة المقابلة لنهر الفرات ببلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي، وتوفي أحد عناصر استخبارات قسد خلال عملية أمنية في المنطقة.
واستنفرت ميليشيات قسد في مناطق بدير الزور بعد أن تم تعليق صور الشيخ إبراهيم الهفل شيخ قبيلة العكيدات الذي يقود الحراك العشائري المسلح ضد قسد على جدار المحلات التجارية في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
وتجبر خلايا التنظيم دفع إتاوات تحت مسمى الزكاة ويرفض الأشخاص الذين يدفعون الأموال لتلك الجماعات الإفصاح أو الحديث عن الموضوع خشية تعرضهم للتحقيق من قبل قسد التي أصدرت قرار يمنع أي شخص من دفع الأموال لأي جهة والإبلاغ عنها، الأمر الذي يعرض الشخص الذي يبلغ عن ذلك للقتل وهو ما يخشاه التجار.
وشنت قسد عملية أمنية واعتقالات شملت عدة منازل في حارة الخربة بمدينة الرقة، وكانت شنت قسد حملة اعتقالات عشوائية واسعة شملت العشرات من أهالي دير الزور المهجرين في مدينة الحسكة وحاصرت حي غويران وعدة أحياء عربية أخرى منها حي الزهور والليلية والمقبرة.
إلى ذلك قالت مصادر محلية إن مجموعة من "مليشيا الدفاع الوطني" عبرت إلى مناطق سيطرة ميليشيات قسد وتقطع الطريق بين بلدتي الكبر و الجزرة بريف ديرالزور الغربي بعد مهاجمة حاجز محطة المياه الواقع بين بلدتي الكبر و الجزرة.
وفي مقابل تحرك "قسد" لاستقطاب وجهاء العشائر في ريف دير الزور، برزت مليشيات محلية جديدة ضدها، اتُهم النظام السوري بأنه يقف خلف تأسيسها وفي أحدث تطور على هذا الصعيد، تأسيس ميليشيا تحت مسمى "سرايا البو شعبان".
في حين أصدت القبيلة بياناً، أكدت فيه أن "هؤلاء الأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم"، وأضافت: "هم ثلة مرتزقة بيد أجندات العبث باستقرار المنطقة، وهي لعبة من النظام لخلق فتنة بين مكونات العشائر العربية في مناطق "قسد".
وأعلنت مواقع موالية للنظام أن التشكيل بقيادة أحد شيوخ قبيلة “البوشعبان” يُدعى الشيخ علاء اللباد، وذكرت أن إعلان تأسيس التشكيل العسكري كان بحضور شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل، وأحد وجهاء قبيلة البكارة صبحي الحنان.
وتحدث "اللباد" لموقع مقرب من نظام الأسد قائلا إن التشكيل يستهدف نقاط قسد في ريف دير الزور، وقد يمتد إلى الرقة وحلب، وكانت أعلنت قوات العشائر سابقاً تشكيل ألوية عدة ومنها "لواء الثلث، لواء فرسان العكيدات، لواء البوجامل، لواء البكيّر، لواء ثوار البوكمال، لواء فدائيي الجزيرة".
بالتوازي مع ذلك أعلنت "قسد" عن لقاءات أجراها قائدها، مظلوم عبدي، مع وجهاء دير الزور وشيوخ قبائل بالتزامن مع تصاعد الهجمات التي تواجهها "قسد" من عشائر في المنطقة. وقال الموقع الإعلامي الرسمي التابع لـ"قسد"، إن عبدي عقد سلسلة لقاءات مع شيوخ ووجهاء المناطق الأربع في دير الزور، وشيوخ ووجهاء قبيلَتي العكيدات والبكَّارة.
واعترف "عبدي"، بارتكاب قواته ما وصفها بـ"أخطاء" خلال ملاحقة عناصر تنظيم داعش، وبحسب قسد تمخّضت عن تلك اللقاءات نتائج عدة، أبرزها تسريع تنفيذ نتائج ومقررات "مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار" وتحسين الواقع الخدمي والأمني والإداري.
وفي سياق تزايد الفلتان الأمني بمناطق سيطرة قسد، عثر الأهالي على جثة شخص في منزل مهجور في شارع القوتلي بمدينة القامشلي وقُتل شابان في قرية العابد لأسباب غير معروفة لم تصدر أي معلومات إضافية عن هوية الضحايا أو دوافع القتل.
وكان أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تصاعد العنف في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وأكد ورود تقارير مثيرة للقلق عن مداهمات وحملات اعتقال في هذه المنطقة في إشارة إلى حملات تشنها قوات "قسد" دون تسميتها.
هذا وازدادت حدة الفوضى والفلتان الأمني في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي وقوات قسد حيث شهدت دير الزور سلسلة من عمليات القتل والهجمات المسلحة التي خلفت قتلى وجرحى، وأثارت حالة من التوتر والقلق بين السكان، ويطالب السكان المحليون بتدخل دولي جاد لفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية المدنيين من مخاطر الفوضى والعنف.