مسرحية بطلها محتكر المحروقات بإدلب .. "وتد الرائدة !" تعلن توقفها ومصادر تكشف الهدف
أعلنت شركة "وتد" للبترول، التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، التوقف عن العمل وأرجعت الشركة التي يرتبط اسمها باحتكار المحروقات ذلك لعدم قبول شروط الترخيص من قبل حكومة "الإنقاذ"، إلّا أن مصادر مطلعة كشفت عن أهداف خفيّة للقرار من قبل الشركة التي يديرها شخصيات تابعة لحكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام.
ويدخل قرار الشركة حيز التنفيذ بعد إعلان توقفها عن العمل في مناطق الشمال السوري، اعتباراً من اليوم السبت 29 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد قرابة 5 سنوات من احتكار قطاع المحروقات بشكل كامل ضمن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وأثار إعلان الشركة العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما حول عبارات تدعي بأن الشركة بذلت الجهد خلال السنوات الماضية يضاف إلى ذلك "سامحونا على التقصير" حيث قال متابعون إن الشركة تمارس التدليس حتى في إعلان توقفها.
وقالت مصادر مطلعة إن إعلان توقف "وتد" يقتصر على الداخل السوري، حيث ستعمل كجهة "مستوردة"، على أن تأخذ منها 6 شركات مرخصة لتوزيع المحروقات بالمنطقة، وعزت المصادر الهدف من إعلان التوقف، للترويج بأن شركة وتد هي شركة خاصة، ولا تحتكر المحروقات.
ولفتت إلى أن الشركات المخصصة للتوزيع هي "شركة العربية - شركة السلام - شركة الرحمة - شركة طيبة - شركة الاتحاد - شركة العالمية"، ومن المنتظر بأن تشغل "وتد" دور المستورد لتلعب دور مماثل لشركة "متين" علما بأن الكمية المستوردة محددة، ويأتي إعلان حلها بهدف الترويج لتنوع مصادر المحروقات، على غرار سيناريو توريد السكر بمناطق إدلب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لم يبدو ملامح تصديق مزاعم إغلاق الشركة حيث يجمع عدد كبير من الأهالي بأن قرار حل الشركة لنفسها غير حقيقي، إنما جاء ذلك كإجراء أمام الرأي العام المحلي، بعد زيادة الغضب الشعبي من الشركة، بسبب احتكارها لاستيراد المحروقات.
وطرحت مصادر محلية تساؤلات منها، لماذا لا تنشر شروط الترخيص المزعومة؟ واعتبرت أن الأمر عبارة عن مسرحية لتبييض الاحتكار مع تأكيدات بعدم وجود أي إجراءات حقيقية تتعلق بالإعلان أو المناقصات أو شروط الترخيص الممنوح لشركات المحروقات الخاصة.
هذا واعتبرت شخصيات من "تحرير الشام" بأن قرار إغلاق الشركة يؤكد بأن "وتد شركة خاصة"، وذكرت أن "التوريد عن طريق شركة أو عشر شركات مجال المنافسة لن يتعدى منافسة الربح للشركة فقط أي يكاد لا يذكر"، وبررت إغلاق الشركة كونه لم يعد يناسبها الكميات المتبقية وأعتقد ستبقى على توريد شركة متين فقط.
وكان صرح قال مدير مديرية الإعلام بحكومة الإنقاذ "محمد سنكري" عبر قناته الرسمية في تلجرام، إن قلة المحروقات في المناطق المحررة تعود لتأخر في استلام المواد من المورد بسبب تبديل البواخر من الشركة الموردة، وفق تعبيره.
وذكر أنه سيتم ضخ المحروقات في الأسواق من خلال الشركات الجديدة التي طابقت شروط الترخيص، وحسب المدير العام للمشتقات النفطية في "الإنقاذ" أكرم حمودة، فإن توريدات مادتي البنزين المستورد والغاز في إدلب قليلة جداً وغير كافية، ويتم توزيعها بصعوبة على المحطات.
وكانت أسست "هيئة تحرير الشام" في بداية عام 2018، شركة "وتد" للبترول بهدف احتكار سوق المحروقات في الشمال السوري بعد أن تمكنت من السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والمعبر البري مع النظام في مورك حينها، لتتحكم بشكل كامل بكل مايدخل للمحرر من محروقات بأنواعها.
وعملت شركة "وتد" للبترول والتي تديرها شخصيات من هيئة تحرير الشام عبر تجار على احتكار سوق المحروقات بشكل كامل، وباتت هي الجهة الوحيدة المخولة بإدخال المحروقات للمحرر وتوزيعها في سوق سرمدا، وكذلك فرض غرامات وعقوبات على التجار المخالفين لتعليماتها من خلال حكومة الإنقاذ وعناصر الهيئة.
وقامت "وتد للبترول" بإدخال كميات من الوقود الأوربي عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وتتحكم في التوزيع وتحديد الأسعار، كما أنها ترفض وعبر قيادات تحرير الشام السماح بدخول أي محروقات للمناطق المحررة عبر تجار لا بتبعون لـ "وتد".
تسبب احتكار سوق المحروقات من قبل جهة واحدة وفرض الأسعار التي تحددها أزمة وقود كبيرة في الشمال السوري لاسيما محافظة إدلب، والتي شهدت ارتفاعاً جنونياً في الأسعار الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المدنيين وأعمالهم والتي تعتمد بشكل أساسي على المحروقات، إضافة لتأثر المرافق المدنية من مشافي وأفران ومعامل.
وكان زاد احتجار وتد وتحكمها في سوق المحروقات انقطاع طريق عبور الوقود عبر منطقة عفرين بعد بدء معركة "غصن الزيتون"، وكذلك توقف دخوله من معبر مورك بعد خروج هيئة تحرير الشام مباشرة من المعبر وتسلم إدارة مدنية في مورك تسيير شؤونه، ليغدو النفط الأوربي الذي تدخله وتد هو الوحيد الموجود في الأسواق، إضافة للمستودعات التي تملكها بكميات كبيرة وهي من يتحكم في عمليات طرحها في الأسواق.