مساعِ عراقية لتعزيز التعاون النفطي مع سوريا وإعادة العمل بأنبوب "كركوك - بانياس"
كشفت مصادر إعلام روسية، عن جهود حثيثة لتطوير التعاون الاقتصادي بين العراق وسوريا وعلى وجه الخصوص في مجال النفط، متحدثة عن مساعي لإعادة العمل بأنبوب نفط "كركوك - بانياس" الذي يربط آبار النفط العراقية بالموانئ السورية.
وقال وزير التجارة العراقي أثير الغريري، في تصريح لموقع "سبوتنيك" أنه وخلال اجتماع عقده مع وزير النفط والثروة المعدنية السوري فراس حسن قدور، تم تبادل وجهات النظر حول إطلاق الاستثمارات في مجال النفط والطاقة بكلا البلدين من خلال تقديم التسهيلات للشركات العراقية الراغبة في الاستثمار في مجال النفط في سوريا".
وأوضح وزير التجارة العراقي، بأن إعادة تشغيل أنبوب نفط "كركوك - بانياس" سيكون مفصليا لسوريا، وسيساهم في تخليصها من أزمتها النفطية الحالية خاصة أن أغلبية آبارها النفطية خارج السيطرة.
ولفت إلى أن أن السيناريوهات المرجحة لإعادة الضخ عبر أنبوب "كركوك - بانياس" تتركز حول إسناد عمليات إصلاح ما تم تخريبه في الأراضي العراقية إلى بغداد، وبالمقابل يتكفل الجانب السوري بإصلاح الأَضرار التي أصابت خط الأنابيب الموجود في أراضيه.
وبين الوزير أن التقديرات الأولية تشير إلى أن إعادة تشغيل خط الأنابيب تحتاج إلى عمليات صيانة بتكلفة مالية كبيرة، نظرا لحجم الأضرار الكبيرة التي تعرض لها خلال السنوات الأخيرة سواء في القسم العراقي أو في سوريا.
وتأسس أنبوب تصدير النفط العراقي - السوري "كركوك - بانياس" في عام 1952 ونفذته شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية والتي كانت لها استثمارات نفطية كبيرة في البلدين.
وتم تشغيل أنبوب نفط "كركوك - بانياس" لفترات متقطعة تاريخيا متأثرا عمله بالتطورات التي حصلت في المنطقة عموما، والتغيرات الداخلية في سوريا والعراق، واستمر العمل بالأنبوب منذ تأسيسه بشكل متواصل حتى عام 1980، حيث توقف العمل به لحقبة طويلة منذ أوائل الثمانينيات مع اندلاع حرب الخليج الأولى، ليعود إلى العمل عام 1997، قبل أن يتوقف مجددا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وفي عام 2010 تمت إعادة الضخ عبر أنابيب "كركوك - بانياس" للمرة الثالثة، إلا أن ذلك لم يدم طويلا نتيجة التدمير الممنهج الذي طاله تحت ضربات طائرات التحالف الدولي إبان فترة سيطرة "داعش" على مناطق مساراته في سوريا والعراق.
ويتيح أنبوب "كركوك - بانياس" للعراق الاستفادة من مصافي النفط السورية لتكون بديلا لمصافي التكرير التي تستهدفها الحكومة العراقية في دول بعيدة، وسيساعد العراق أيضا على زيادة إنتاجه النفطي اليومي لأن الخط مصمم لطاقة تصديرية كبيرة، خاصة أن العراق يعمل على زيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا بحلول 2027.
أما فيما يتعلق بسوريا، فيمكن لخط "كركوك - بانياس" أن يسهم في توفير المشتقات النفطية التي تحتاج إليها البلاد اليوم وسيكون مصدرا لتأمين الطاقة وسيعود بمنافع كبيرة للموانئ السورية ما يعني أنه سيزيد من حركة الملاحة البحرية وينشط الحركة الاقتصادية.