محكمة ألمانية ترفض طلب استئناف قدمه "الغريب" المتهم بارتكاب جرائم حرب بسوريا
قالت مصادر إعلام غربية، إن محكمة العدل الفيدرالية في ألمانيا، رفضت طلب استئناف موظف سابق في جهاز أمني سوري أدين العام الماضي بتسهيل تعذيب سجناء في وطنه، وأكدت أنها لم تجد أي أخطاء قانونية في الحكم أو العقوبة التي أصدرتها محكمة كوبلنس، ما يعني أنه لا يمكن الطعن على الحكم الآن.
وتفيد المعلومات بإن "إياد الغريب (45 عاما)"، تقدم باستئناف على الحكم الصادر بحقه، مشيرا إلى أن شهادته أمام المحققين الألمان قدمت أدلة مهمة أدت إلى إدانة مسؤول سوري سابق آخر أعلى مرتبة منه.
ودانت محكمة في مدينة كوبلنز، بغرب ألمانيا، في حكم تاريخي، إياد الغريب، في تهمة الضلوع في جرائم ضد الإنسانية، وحكمت عليه بالسجن 4 سنوات ونصف العام، ورحب نشطاء حقوق الإنسان وضحايا قمع نظام الرئيس بشار الأسد بالحكم، وهي المرة الأولى التي تحكم فيها محكمة خارج سوريا في قضية تزعم ارتكاب مسؤولين حكوميين سوريين جرائم ضد الإنسانية.
وفي وقت سابق، وقف أول شاهد في محاكمة ألمانية لطبيب سوري يواجه تهم تعذيب أشخاص في سجون الأسد، على منصة الشهود الثلاثاء، حيث أصاب قاعة المحكمة بالصدمة من قصص الرعب التي سردها.
واتهم ممثلو الادعاء الألمان المشتبه به، الذي تم تحديد هويته باسم علاء، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا، والذي يشتبه في أنه قام بتعذيب سجناء في مستشفيات عسكرية في حمص ودمشق في عامي 2011 و2012، وتسبّب لهم في أذى بدني ونفسي.
وقد بدأت المحاكمة في المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت في كانون الثاني/يناير الماضي، ويعتبر الشاهد (29 عاماً) مشاركاً في الدعوى، وتعرّف على المتهم علاء بوصفه طبيباً في منشأة سورية، بمجرد صعوده إلى منصة الشهود.
وكان أشخاص يحتمل أنهم من ضحايا التعذيب في سوريا تعرفوا على أنور رسلان وإياد الغريب بعد هروبهما إلى ألمانيا وتم القبض عليهما في 2019 في مدينتي برلين وتسفايبروكن، وتستند هذه المحاكمة لوقائع حدثت في دولة خارجية إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي كرسه القانون الألماني للجرائم في القانون الدولي في عام 2002.
والجدير بالذكر أن مسؤولون أوروبيون والسفارة الأمريكية في سوريا، كانوا قد رحبوا بـ "الحكم التاريخي" الذي أصدرته محكمة كوبلنز العليا بحق الرقيب السوري المنشق إياد الغريب، في وقت أعرب حقوقيون سوريون عن إشادتهم بالقرار معتبرين أنه بداية المحاسبة لمجرمي الحرب