مبادرات وبيانات لفعاليات أهلية تُعلن تحركها لمكافحة تهريب المخدرات بريف السويداء
مبادرات وبيانات لفعاليات أهلية تُعلن تحركها لمكافحة تهريب المخدرات بريف السويداء
● أخبار سورية ٤ فبراير ٢٠٢٤

مبادرات وبيانات لفعاليات أهلية تُعلن تحركها لمكافحة تهريب المخدرات بريف السويداء

أصدرت عدة فعاليات مدنية في السويداء، بيانات جديدة، تؤكد على ضرورة مكافحة تهريب المخدرات على الحدود السورية مع الأردن بريف السويداء، لكن اللافت في جميع تلك البيانات أنها لا تحمل أي دعوة لأن تأخذ "الجهات المختصة" دورها كما اعتدنا في بيانات السنوات السابقة، وذلك نتيجة فقدان المجتمع المحلي ثقته "على الأخر" بدور تلك الجهات.

ولفت موقع "السويداء 24"، إلى توالي إصدار البيانات في قرى محافظة السويداء، لتحمل خطوطاً عريضة ومتشابهة في مضامينها، تدعو لمكافحة الجريمة من الفعاليات الأهلية والمحلية، وهذا ما أكدت عليه اليوم في بيانات صدرت من العانات، والمزرعة والرحا. 

وأكدت البيانات الصادرة، رفض الجريمة بكافة أشكالها، والتبرؤ من مرتكبيها، والسعي لوضع حد لهم، حيث أعلنت مجموعات أهلية، في العانات، القرية الملاصقة للحدود السورية الأردنية، تسيير "دوريات منظمة بهدف مكافحة التهريب في أراضي قريتهم المتاخمة للحدود الأردنية".


وأصدر الأهالي بيانا، ناشدوا فيه المملكة "بالحفاظ على حسن الجوار"، معلنين نيتهم استهداف أي شخص "يلاحَظ دخوله أراضي القرية بهدف التهريب"، وأكد الأهالي في بيانهم على التعايش المشترك مع الشعب الأردني الشقيق "عِلمًا أننا مُنذ مئآت السنين و نحن نعيش في سلامٍ تام مع أهلنا و أشقائنا في الاردن الشقيق. ونحافظ على حسن الجوار ولكن أتت هذه الظاهرة خارجة عن أرادة المواطنين الآمنين في بيوتهم وهي ليست من عاداتنا". 

وصدر بيان عن فعاليات الأهلية في بلدة المزرعة، يتعلق بالأوضاع الأمنية الراهنة، تطرق إلى "الأحداث الأمنية الأخيرة من استهداف الممتلكات العامة والخاصة وترهيب السكان الآمنين في محافظة السويداء عامة وبلدة المزرعة خاصة وكان آخرها سرقة بعض الآبار المغذية للبلدة بالإضافة لتعطيل الشبكة الكهربائية وشبكة الإتصالات وإطلاق قنابل في الجو بغرض الترهيب".

ولفت البيان إلى تفويض "الشيخ حكمت الهجري"، بأن "زمن الترهيب والتشبيح والعصابات واستخدام فوضى السلاح لغايات شخصية دنيئة ولى إلى غير رجعة ومن يختاره مسلكاً  فسيرى رجالاً يرغبون بالموت كما يرغب بالحياة وستجرد له حملات لا قبل له بها والعاقل من اتعظ بغيره /بما فيهم المخطئ من أبناء البلدة".

وأضاف أن "أمن البلدة والممتلكات العامة والخاصة خط أحمر، واستهدافه استهداف للبلدة كاملة، ومن يقوم به سيحمل عاقبة الأمر على عاتقه وسيواجه من البلدة قاطبة، وعلى هذا وانطلاقاً من توافق مشيخة العقل ووجهاء الجبل قتيل العار لا دية ولا ثار"، وفق نص البيان.

وفي بلدة الرحا، قرب مدينة السويداء، عممت الهيئة الروحية توجيهاً ينص على عدم المشاركة في أفراح وأتراح "من يثبت عليه تعاطي أو اتجار المخدرات، وأكدت الهيئة الدينية على ضرورة الالتزام بهذا القرار.


وسبق أن قال موقع "السويداء 24" المحلي، إن بعض القرى الحدودية مع الأردن، جنوبي محافظة السويداء، باتت تشهد مبادرات وتحركات أهلية، تهدف لمكافحة عمليات تهريب المخدرات، بعدما باتت عصابات التهريب تشكّل خطراً على حياة جميع السكان في المنطقة.

وأوضح الموقع إلى أن الحراك بدأ من بلدة ذيبين جنوب غرب السويداء، التي نفذت حركة رجال الكرامة فيها حملة أمنية قبل أيام أسفرت عن القاء القبض على عدد من المطلوبين، وفرار متهمين بتجارة المخدرات، إلى خربة عواد، أقرب القرى إلى الحدود، وصولاً لبلدة ملح في الريف الجنوبي الشرقي. 

وأكدت مصادر نقل عنها الموقع، تشكيل دوريات أهلية في هذه القرى، من شبابها، بهدف رصد الطرق المشبوهة بالتهريب، وذلك عقب اجتماعات للأهالي، اعتبروا فيها أن تحركهم بات ملحاً في ظل تخلي الدولة عن مسؤولياتها، وتكرر الضربات الجوية الأردنية على المناطق المأهولة بالسكان. 

ولفت إلى صدور بيان عن أهالي قرية خربة عواد، أعلنوا فيه التضامن مع مبادرة حركة رجال الكرامة الأخيرة، التي حملت مسارين موجهين للجانب الأردني وللمجتمع المحلي، وأعلن أهالي الخربة اتفاقهم على "التصدي وبحزم لكل من تسول له نفسه باستخدام أراضينا ومحيط قريتنا معبرا للتهريب". 

وأضاف البيان أن الأهالي يرفضون أي "عمل يخل بأمن وآمان البلاد حيث أن قريتنا الملاصقة للحدود الأردنية عانت منذ ايام خلت من إطلاق نار كثيف على ممتلكات القرية وسببت خسائر مادية بالمنازل والممتلكات بسبب هذا التهريب للمواد المخدرة الذي هوا اصلا محرم في ديننا وعقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا". 

وحذر الأهالي "أي شخص يتعامل في تهريب المخدرات أو الإخلال بأمن حدودنا مع الجار الشقيق الاردن، وسيكون عقابنا معهم قاسي ومهما كانت صفته ونحن لهم بالمرصاد حيث شكلنا دوريات مشتركة من كافة الفعاليات في القرية". وأضاف بيانهم "راجين أخذ كلامنا بعين الاعتبار من حرس الحدود الاردني حيث ستكون دورياتنا على مداخل ومخارج القرية". 

وفي بلدة ذيبين، أفاد أحد نشطاء القرية، عن توافق أهلي على "تشكيل مجموعة لمكافحة ظاهرة التهريب عبر أراضي القرية وتسيير دوريات على مدار الساعة ونهيب بكل من تسول له نفسه التهريب عبر أراضي القرية أو من يتعاون معهم او يسهل مرورهم انهم سيكونون أهدافاً مشروعة، وقد أعذر من انذر". 

كذا الحال في بلدة ملح، التي تعرضت لأكثر من غارة جوية خلال الشهر الحالي، بدأ بعض الشباب تشكيل دوريات لمراقبة الطرق المشبوهة، حسب ما توضح صورة حصل عليها موقع السويداء 24، من أحد النشطاء في البلدة. وتحدث المصدر، عن إمكانية تطوير العمل في الفترة المقبلة، لتشمل مختلف الفعاليات في البلدة. 

وبحسب مراقبين، قد تشكل هذه المبادرات الأهلية حلاً مؤقتاً لمكافحة التهريب، لكن شكلها الحالي، يشير إلى أن تأثيرها محدود زمنياً، إذ أن أن الفصائل المحلية والفعاليات الأهلية بشكل عام في السويداء، تفتقر للتمويل، وبالتالي، غير قادرة على تنفيذ إجراءات طويلة الأمد.

وسبق أن أطلقت "حركة رجال الكرامة"، حملة عسكرية بتفويض من أهالي بلدة ذيبين في ريف السويداء الجنوبي الغربي، ألقت خلالها القبض على عدة أشخاص، تقول إنهم متهمين بجرائم مختلفة، وفق موقع "السويداء 24".

وقالت مصادر الموقع، إن رتلاً كبيراً لحركة رجال الكرامة، دخل بلدة ذيبين يوم الخميس، الواقعة قرب الحدود السورية الأردنية، وبينت أن عناصر الحركة داهموا عدة أماكن، والقوا القبض على عدة أشخاص.

وبحسب المصادر، فإن الحركة ألقت القبض على متهم في البلدة بعمليات سرقة، وقامت بالاتفاق مع المتضررين من سرقاته، بتسليمه لفرع الأمن الجنائي، ولفتت إلى أن بعض شركاء الموقوف، حاصروا منزل أحد المنتمين لحركة رجال الكرامة، ما دفع الحركة لتجريد الحملة وملاحقتهم، والقاء القبض على عدة أشخاص منهم.

في حين قال مصدر من الحركة، إن اجتماعاً جرى بين وجهاء ومشايخ من البلدة، مع قيادات في الحركة، منح الوجهاء خلاله تفويضاً أهلياً بدخول الحملة، وملاحقة بعض المتهمين بالإخلال بأمن وآمان الأهالي، والاعتداء على أرزقاهم، حسب وصفه.

وأضاف المصدر، أن الحركة ستواصل عملياتها في الأيام القادمة ضد من تتهمهم بالتورط في عمليات السلب والخطف والإتجار بالمخد.رات، وغيرها من الجرائم "التي تحتاج وقفة جادة من جميع فعاليات المجتمع لمكافحتها". عرض أقل

وسبق أن أعلنت "حركة رجال الكرامة" في بيان لها، عن مبادرة قدمتها للجانب الأردني، لتجنيب المدنيين ما أسمته "الموت المجاني"، وللحفاظ على علاقة الجيرة الطيبة مع المملكة الأردنية الهاشمية، تقوم المبادرة على عدة بنود، على رأسها تسليم الحركة لوائح بأسماء المتواجدين ضمن محافظة السويداء ممن تعتقد أنهم متورطون في تجارة وتهريب المخدرات. 

وطالبت الحركة من قيادة المملكة الأردنية، وقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، والتحلي بالحكمة والبصيرة، وعدم تعريض علاقاتنا التاريخية للضرر. كما نطلب منها، توخي الحذر، كل الحذر، عند تنفيذ أي عملية، واطلاعنا على تحركاتهم العسكرية والتنسيق معنا. 

 طلبت "حركة رجال الكرامة"، من العائلات والمرجعيات الأهلية على مختلف الصعد، بموقف مُعلن وواضح، من المدانين من أبناء السويداء بالتورط في تجارة وتهريب المخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم، ورفض التوسط لهم. 

وقالت الحركة إنها واجهت في السنوات الماضية الكثير من الضغوط الاهلية والاجتماعية لوقف عملياتنا ضد المخلين بالأمن والأمان، من مهربي مخدرات ومتزعمي عصابات، مؤكدة أن الوقت قد حان لتظافر كل الجهود وعدم منح غطاء أو حماية أهلية بأي شكل من الأشكال لكل من يثبت تورطهم، مهما كانت اسماؤهم، وإن أي تواسط لأولئك المتورطين، سيكون صاحبه شريكاً للمتورط.

وبينت الحركة، أنها ستقوم بمساعدة بقية القوى الأهلية والمدنية وكافة المرجعيات الاجتماعية والروحية في الجبل، بملاحقة أولئك، والتحقيق معهم، ومحاسبتهم إن أثبت تورطهم، بكافة الطرق والوسائل المتاحة، قانونياً وعشائرياً. 

ودعت الزعامات الدينية والاجتماعية والتقليدية في كل منطقة أو قرية من الجبل، والعائلات، والشخصيات السياسية، لتصدير مواقف واضحة ومعلنة وغير مواربة، ضد كل من يتورط بتجارة المخدرات وترويجها وتهريبها ضمن مناطقهم، وتحديد اولئك المتورطين بالاسم، ومؤازرتنا في ملاحقتهم، وننتظر إعلان هذه المواقف بأسرع وقت ممكن.

وأكدت "حركة رجال الكرامة" تمسكها بمبادئها المعروفية الأصيلة، ورفضها القطعي للتعدي منا، أو علينا، ودعت جميع الفعاليات والمرجعيات المدنية، الأهلية والروحية في السويداء، للوقوف عند مسؤولياتها، والعمل على استعادة مؤسسات الدولة السورية، لخدمة الشعب، بما فيها القضاء، واعمالها بالحق، ورفض التدخلات السياسية، الأمنية والعسكرية، فيها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ