معهد ألماني يوضح هدف إيران من قرار زيادة صادراتها النفطية إلى سوريا
اعتبر باحث في "المعهد الألماني للتنمية والاستدامة"، أن قرار إيران زيادة صادراتها النفطية إلى نظام الأسد، هو خطوة تالية لتوقيع اتفاق الخط الائتماني الإيراني، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على المحروقات.
ونقل موقع "المدن" عن الباحث الاقتصادي "مسلم طالاس، قوله إن الخطوة "تعطي فرصة أكبر للتغلغل الإيراني بأدوات اقتصادية وغير اقتصادية في سوريا، بالتزامن مع انكماش الدور الروسي".
وتحدث الباحث عن قدرة إيران المحدودة على تصدير النفط، معتبراً أنه من الطبيعي أن تحاول طهران زيادة صادراتها خصوصاً إلى سوريا، "لكون الصفقات بعيداً عن النظام المصرفي العالمي".
بدوره، رجح الخبير الاقتصادي أحمد عزوز، أن يكون الإعلان عن زيادة صادرات الوقود من جانب النظام "وهمياً"، بهدف تخفيف حدة الانتقادات الداخلية الناجمة عن نقص المحروقات وارتفاع أسعارها، أو قد يكون مؤشراً كبيراً على "موت" الاتفاق النووي، موضحاً أن إيران لا تعطي النفط للنظام السوري بالمجان.
وكانت قالت مصادر إعلامية تابعة لنظام الأسد إن إيران قررت إرسال 3 مليون برميل نفط شهرياً إلى سوريا، فيما تحدث مدير عام الشركة السورية للغاز التابعة للنظام عن بداية النتائج الملموسة في تحسين واقع الطاقة مع توقعات بزيادة الإنتاج بنحو 500 ألف متر مكعب من الغاز يومياً، حسب تقديراته.
ونقلت صحيفة موالية للنظام عن مصادر لم تكشف هويتها، قولها إن الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، اتخذ قراراً بزيادة كميات التوريدات النفطية إلى سوريا لتصبح 3 مليون برميل شهرياً، لمساعدتها في تجاوز أزمة الطاقة التي تعاني منها.
وذكرت أن الكمية شهرياً سترتفع من مليوني برميل إلى ثلاثة براميل نفط، وقالت إنه منذ تفعيل الخط الائتماني بين البلدين في أيار الماضي تواصل إرسال النواقل النفطية وخلال الفترة القليلة المقبلة سيجري تزويد سوريا بالكميات الإضافية.
وتشير التقديرات إلى حاجة سوريا يوميا إلى ما لا يقل عن 7000 طن من الفيول، و1200 طن من الغاز، بالإضافة إلى 6 ملايين ليتر من المازوت و4.5 ملايين ليتر من البنزين، وكان أعلن رئيس مجلس الوزراء لدى نظام الأسد "حسين عرنوس" تجديد إجراءات الخط الائتماني الإيراني.
وحسب تصريحات مدير عام الشركة السورية للغاز، "أمين الداغري"، فإن حكومة نظام الأسد تتوقع ازدياد إنتاج الغاز في البلاد بنحو 500 ألف متر مكعب يوميا، بعد إعادة تأهيل منظومة الغاز وسط سوريا، واعتبر أن الضواغط التوربينية التي تم تركيبها حديثا ستزيد من الإنتاج.
وأضاف "الداغري"، أنه في المستقبل، سيعمل ضاغطان وسيصبح الاثنان الآخران في وضع الاستعداد وقال: "لقد بدأنا نشعر بنتائج ملموسة"، وأشار إلى أن الزيادة المتوقعة ستكون نحو 500 ألف متر مكعب 17.6 مليون قدم مكعبة يوميا، وفق تعبيره.
وذكر أن المشروع جزء من عقد مع شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية، وهي شركة هندسية في صناعة النفط والغاز، وعن الصعوبات التي واجهها القطاع، قال الداغري إن المشكلة الرئيسية على مر السنين كانت "الحصول على قطع غيار للآلات بسبب العقوبات"، حسب وصفه.
وكان صرح وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة نظام الأسد "بسام طعمة"، بأنه لا يمكن تخفيض مدة استلام رسالة البنزين في الوقت الحالي، فذلك يحتاج إلى زيادة الضخ وهو غير متاح في الوقت الحالي، وفق تعبيره.
وتشهد مناطق سيطرة ميليشيات النظام أزمات متلاحقة في مختلف المشتقات النفطية، حيث غلب مشهد طوابير المنتظرين للحصول على حصتهم سواء من البنزين أو الغاز وغيرها، في الوقت الذي يعزوا فيها المسؤولين قلة الكميات إلى ظروف الحصار الاقتصادي ونقص توريدات المشتقات النفطية.