صورة تظهر زيارة وزير صحة الإنقاذ والوفد المرافق له للطبيبة همسة أكتع التي تعرضت لتوقيف في قضية مشفى سلقين
صورة تظهر زيارة وزير صحة الإنقاذ والوفد المرافق له للطبيبة همسة أكتع التي تعرضت لتوقيف في قضية مشفى سلقين
● أخبار سورية ٣ نوفمبر ٢٠٢٣

مع وعود بمعالجة الأخطاء .. "الإنقاذ" توضح ملابسات واقعة "مشفى سلقين" غربي إدلب

قالت مصادر في حكومة "الإنقاذ" لشبكة "شام"، إن وزارة الصحة في الحكومة، تابعت بشكل مباشر، حيثيات ماجرى في "مشفى سلقين المركزي"، يوم الأحد الفائت، وقامت بتشكيل لجنة طبية خماسية على الفور، إضافة لزيارات أجراها الوزير للطبيبة التي تعرضت للتوقيف وتقديم الاعتذار لها.

وأوضح المصدر، أن القضية بدأت مع وصول بلاغ لمخفر الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ في مدينة سلقين حول "مقتل طفلة أثناء الولادة"، من قبل إحدى الطبيبات المناوبات في مشفى سلقين، ليتم اتخاذ إجراء فوري بإذن من النيابة العامة بتوقيف الطبيبة في مكتب داخل المخفر فقط لأخذ أقوالها والتأكد من صحة الادعاءات، وفق كلام المصدر.

وبين المصدر لشبكة "شام" أن وزارة الصحة، تدخلت على الفور، وقامت بتشكيل "لجنة طبية خماسية"، كما جرت العادة بهكذا حالات، وأفادت اللجنة بتقرير أولي لها بأن ما حصل هو "اختلاط طبي" ممكن الحدوث ليتم على إثره السماح للطبيبة الموقوفة بالمغادرة فوراً".

ولفت المصدر إلى أن وزارة الصحة ممثلة بالدكتور "حسين بازار"، ومكتب العلاقات فيها، قاموا بإجراء زيارة لكادر المشفى في مدينة سلقين للوقف على حيثيات القضية والذين بدورهم أبدوا استنكارهم لبعض الإجراءات التي تمت خلال التحقيق في القضية مع تفهمهم لحساسية الموقف، وفق تعبير المصدر.

وقال إن الوزارة وعدت بمناقشة إجراءات التعامل مع "حالات الأخطاء الطبية قانونياً"، من خلال وزارة الصحة كمرحلة أولى تجنباً لأي لغط، وأشارت إلى أن وزير الصحة قام بزيارة الطبيبة وزوجها في منزلهم بعد الانتهاء من زيارة المشفى لتوضيح ماجرى.

وختم المصدر حديثه لـ "شام" بالإشارة إلى أن "وزارة الصحة" في حكومة الإنقاذ تعمل منذ سنوات على دعم الكوادر الطبية في المحرر وتأمين بيئة عمل مناسبة لهم وكذلك حماية المريض وحقه بالعلاج المناسب وسبل ضبط العلاقة بين المريض والطبيب المعالج من حيث الحقوق والواجبات وكذلك متابعة الأخطاء وإدارة الحوادث لأي من الطرفين، وفق تعبيره.

وكانت نشرت شبكة "شام" تقريراً حول قيام عناصر من الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ، باقتحام مشفى طبي في مدينة سلقين بريف إدلب، واعتقال طبيبة من كوادر المشفى، بناء على ادعاء باطل، دون التثبت أو التحقق قبل اتخاذ هذا الإجراء بحق مرفق طبي يقدم خدماته لآلاف المدنيين، ماأثار حفيظة النشطاء والكوادر الطبية.

وكانت قالت مصادر طبية لشبكة "شام"، إن القضية بدأت مع مراجعة سيدة حامل، تبين بعد معاينتها من قبل الطبيبة المختصة، أن الجنين قد فارق الحياة في أحشائها منذ عدة أيام، الأمر الذي يتطلب إنزال الجنين إما عبر عملية "كرتاج" أو عمل جراحة "قيصرية".

وأوضحت المصادر أن السيدة ذاتها، كانت خضعت لمعاينة وتصوير شعاعي في مشفى آخر بريف إدلب، وأكد لها أن الجنين متوفي، قبل مراجعتها مشفى سلقين المركزي صباح يوم الأحد الفائت صباحاً، ومن ثم العودة للمشفى ظهراً لذات السبب، برفقة زوجها.

ووفق مصادر "شام"، فإن الطبيبة المختصة، شرحت الحالة الطبية لزوج السيدة، وهو أحد كوادر "هيئة تحرير الشام" العسكرية ويعمل ضمن إدارة الحواجز، وأن الرجل تفهم الحالة، ووقع على ورقة بالموافقة على إجراء عملية "كرتاج" لإنزال الجنين، حفاظاً على حياة الأم كونها تعاني مع ارتفاع سكري، يجعل إجراء عملية "قيصرية" لها أمراً خطراً.

وذكرت المصادر، أن الطبيبة المختصة في المشفى، شرحت للأب، تفاصيل دقيقة حول عملية إنزال الطفل، وأنها قد تضطر إلى فصل أجزاء من جسده في حال تعثر إنزاله، منعاً لـ اللجوء لعمل جراحي، وأن الأب أعطى الموافقة كاملة لأجراء العملية في ذات اليوم.

وبين المصدر الطبي، أن السيدة، خضعت للعملية وتم إنزال الجنين، ولكن كبر حجمه وكون السيدة مصابة بالسكري يجعل إجراء عمل جراحي قيصرية خطراً عليها، اضطر الكادر الطبي لفصل رأسه، وأبلغت الطبيبة والد الجنين بالأمر بناء على موافقة مسبقة لاتخاذ الأجراء اللازم لإنزال الجنين المتوفي أصلاً، وسلمته جثة الجنين، ليقوم بدفنها على الفور.

وذكرت مصادر "شام" أن كادر "مشفى سلقين المركزي" فوجئ بدخول عدد من المسلحين إلى المشفى بعد ساعات المساء في ذات اليوم، بينهم قائد الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ في منطقة حارم، متهمين الطبيبة بقتل الجنين.

وذكر المصدر، أن المسؤول في المشفى أوضح للمسلحين، أن الأب على علم بوفاة الجنين، وهو موافق على عملية إنزاله، إلا أن العناصر الأمنية رفضت الاستماع لهم، وأصرت على اعتقال الطبيبة التي قامت بإجراء العملية علماً أنها كانت في لحظة الاقتحام في غرفة العمليات، بتهم قتل الجنين.

وأشار المصدر إلى أن العناصر الأمنية، أصرت على توقيف الطبيبة وقابلتين تعملان في المشفى، وقامت بإعطائها مهلة "30" ثانية، لمرافقتهم، حيث طلبت منهم إعطائها مهلة لتبديل ملابسها، واضطرت لمرافقتهم، ليتم اقتيادها إلى أحد الأفرع الأمنية، قبل تدخل عدد من وجهاء المنطقة وتقديم كامل الثبوتيات التي تؤكد وفاة الجنين، والصور والوثائق التي وقع عليها الأب، ومقاطع الفيديو لكمرات المشفى، ليصار للإفراج عن الطبيبة بعد قرابة 3 ساعات من اعتقالها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ