صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
● أخبار سورية ١٠ فبراير ٢٠٢٣

مع إحصائية كاملة لكارثة الزلزال ... الدفاع المدني يعلن انتهاء عمليات البحث والإنقاذ والبدء بعمليات البحث والانتشال

أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ "الخوض البيضاء" انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بالزلزال شمال غربي سوريا، والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام لوجود أحياء، وذلك بعد مرور 5 أيام على الكارثة.

وأكدت المؤسسة أن إحصائية الضحايا التي استجابت لها الدفاع المدني السوري في شمال غربي سوريا منذ بداية الزلزال في الساعة الـ 4.17 دقيقة من يوم الإثنين، حتى إعلان انتهاء عمليات البحث والإنقاذ، بلغت أكثر من 2166 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب في جميع المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا.

وأشارت المؤسسة إلى أن فرقها استجابت خلال أكثر من 108 ساعة من العمل في أكثر من 40 مدينة وبلدة وقرية في شمال غربي سوريا، تدمر فيها نحو 479 مبنى سكني بشكل كامل وأكثر من 1481 مبنى بشكل جزئي.

وانتشلت فرق الدفاع المدني حتى الساعة الأخيرة من إعلان توقف عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 2166 حالة وفاة بينهم الكثير من النساء والأطفال، وكانت الحصيلة الأكبر بينهم في مدينة جنديرس في ريف عفرين، التي وصلت فيها أعداد الضحايا لأكثر من 513 وفاة، تليها مدينة حارم وفيها أكثر من 360 وفاة، ثم مدينة سلقين وفيها 221 وفاة، تليها بلدة أرمناز وفيها 155 وفاة ثم مدينة الأتارب وفيها 150 وفاة، وبلدة عزمارين وفيها 140 وفاة، وتنخفض الأعداد بشكل تدريجي في باقي المناطق المنكوبة تبدأ من 56 وفاة وتنتهي بأقل الأرقام للوفيات عند عتبة 5 وفيات.

وأسعفت الفرق حتى الساعات الأخيرة من عمليات إنقاذ وإسعاف المصابين نحو 2950 مصاب، إلا أنها لم تسجل إنقاذ ناجين من تحت الأنقاض على قيد الحياة منذ صباح أمس الخميس 9 شباط.

وكانت الحصيلة الأعلى لأعداد المصابين في مدينة جنديرس التي أنقذ وأسعاف فيها الدفاع المدني 831 مدني على قيد الحياة من بين الركام، تليها مدينة سلقين التي أنقذ فيها 258 مدني، ثم مدينة قرية بسنيا غربي إدلب ومنها 215 مدني تم إنقاذهم، تليها مدينة حارم في الريف نفسه ومنها 210 مدنيين أنقذناهم، ثم مدينة مدينة الأتارب وأرمناز في كل واحدة منهما 200 مصاب، ثم مدينة عفرين ومنها 170 مصاب تم إنقاذهم، وتبدأ الحصيلة بالانخفاض تدريجياً عند 100 مصاب وتنتهي بأقل أعداد الإصابات بواقع 5 إصابات.

وأعلنت "الخوذ البيضاء أسماء المدن والبلدات والقرى التي استجابت لها فرقها وهي: إدلب، ملس، الملند، حفسرجة والقنية واليعقوبية وأطمة وسرمدا وجنديرس والباب وإعزاز وصوران وكللي وقورقانيا وشلخ إدلب وشلخ حلب وعزمارين وزردنا والأتارب وميدان إكبس وراجو وكبته والدانا والرمادية وترمانين وكفرتخاريم وسلقين وحارم وصندف وسجو وجرابلس وراعل وتل الكرامة واحتيملات وكفرغان ورام حمدان وأرمناز وعفرين وبسنيا ودركوش واسقاط وبتيا وأبو طلحة والحمزية والتلول.

أما فيما يخص الأبنية المدمرة وتوزعها، كانت الحصيلة الأكبر في عدد المباني المدمرة في مدينة جنديرس بواقع 200 مبنى مدمر بشكل كامل و500 مبنى بشكل جزئي، و50 مبنى مدمر بشكل كامل في مدينة سلقين ونحو 300 مبنى متضرر بشكل جزئي، تليها بلدة أرمناز بواقع 30 مبنى مدمر بشكل كلي و15 مبنى بشكل جزئي، والنسبة الأكبر من هذه المباني هي أبنية طابقية تتألف من 4 طوابق.

ولحقت أضرار كبيرة في المباني السكنية في المدن الأخرى مثل سرمدا والأتارب وملس وبسنيا وحارم والدانا، كما تصدعت آلاف الأبنية وباتت خطراً على ساكينها.

وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى آلية عمل الفرق والصعوبات التي واجهتها، حيث أنه مع اللحظات الأولى من الزلزال أعلنت الفرق حالة الطوارئ القصوى ووصلت ليلها بنهارها حتى تستطيع الوصول إلى أكبر قدر ممكن من العالقين تحت الأنقاض وخلال الساعات الأولى من بداية الزلزال كان هناك مئات حالات الإنقاذ من تحت الأنقاض لعالقين على قيد الحياة وكان هناك أيضا عدد كبير من حالات الانتشال لوفيات قضت تحت ركام المنازل.

ولفتت إلى أن الفرصة بدأت تتضاءل والوقت بدء ينفذ بعد بلوغ 72 ساعة من عمر الزلزال بسبب الصعوبات الكبيرة التي واجهت الفرق أثناء عمليات الإنقاذ من شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات الثقيلة لساعات أطول لتسريع عمليات الإنقاذ، والانتشار الجغرافي الكبير للدمار في معظم مناطق شمال غرب سوريا، وما يتطلبه من مستلزمات كبيرة جداً في معدات البحث والإنقاذ والمعدات التقنية الحديثة لتحديد أماكن المصابين كالمستشعرات الحرارية ومجسات النبض والكاميرات وغياب المساعدات الدولية وعدم الاكتراث من المجتمع الدولي بالنداءات الإنسانية التي أطلقها الدفاع المدني السوري طيلة فترة الاستجابة.

ونوهت إلى حالة العالقين تحت الأنقاض ممن كانوا مصابين، واستمرار النزيف والانخفاض الكبير في درجات الحرارة وما يرافقه من انخفاض في حرارة الجسم لعوامل الطقس البارد وحالات الهرس وما يرافقها من انتشار سمية في الجسم إذا مضى عليها ساعات طويلة دون أن تتلقى العلاج، وما شوهد خلال فترات العمل من هزات ارتدادية أدت إلى تضعضع الكثير من المباني.

وأضافت: خيبة أمل جديدة وإحباط للسوريين تجاهل المجتمع الدولي للمأساة الإنسانية التي خلفها الزلزال في مناطق شمال غربي سوريا رغم كل النداءات التي أطلقها الدفاع المدني السوري لتوجيه الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ وعمليات الإسناد في البحث عن ناجين تحت جبال من الركام، رغم الحاجة الماسة للدعم الإنساني لكل المتضررين من الزلزال وأولوية الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ إلا أن السوريون عاشوا هذه الأيام العصيبة بمفردهم، كما يعيشونها من قبل في كل مرة يقتل فيها نظام الأسد وروسيا السوريين بلا هوادة ودون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأعراف الدولية التي فرضت علينا العمل بمفردنا كسوريين تكاتفوا في محنة جديدة مروا بها.

وختمت: استنفذت فرقنا كل الطاقات المتاحة في عمليات البحث والإنقاذ على مدار 5 أيام، رغم جميع النداءات التي أطلقناها لم يكن هناك آذان صاغية من أغلب دول العالم لأوجاع السوريين وأنّات الأطفال الذين قضوا ساعات من الليل والنهار تحت الركام والكثير منهم كان بالقرب من عائلاتهم يشاهدون موتهم ببطء، نجحنا في الوصول إلى الكثير من الناجين وإنقاذهم بسلام لكن لم يحالفنا الحظ في الوصول إلى آخرين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ