خبراء يوضحون سبب تأخر تنظيم "داعـ ـش" في إعلان مقـ ـتل رابع زعيم له منذ تأسيسه
خبراء يوضحون سبب تأخر تنظيم "داعـ ـش" في إعلان مقـ ـتل رابع زعيم له منذ تأسيسه
● أخبار سورية ٥ أغسطس ٢٠٢٣

خبراء يوضحون سبب تأخر تنظيم "داعـ ـش" في إعلان مقـ ـتل رابع زعيم له منذ تأسيسه

أكد خبراء متخصصون في شؤون التنظيمات المتطرفة، أن الإعلان المتأخر لتنظيم داعش، عن مقتل زعيمه الرابع "أبو الحسين الحسيني الهاشمي القرشي"، وتسمية زعيمه الجديد، بعد 4 أشهر من الإعلان التركي عن مقتله "أبو الحسين"، يحمل دلالات عن "انقسامات في صفوف التنظيم".

وتحدث الخبراء لـصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الإعلان المتأخر يعكس محاولات من جانب قادة التنظيم لـ "رص الصفوف"، وشددوا على أن عملية تصفية الزعيم الرابع مثَّلت "ضربة قوية لقادة الصفين الأول والثاني في التنظيم"، وتأخير الإعلان عن مقتله "ربما استهدف التأنّي في اختيار قيادة جديدة تكون (محل قبول واسع) من جانب أفرع التنظيم".

وأعلن تنظيم "داعش"، في تسجيل صوتي، مقتل زعيمه الرابع "أبو الحسين الحسيني القرشي" متمهماً "هيئة تحرير الشام" بقتله، وقال المتحدث باسم التنظيم، أبو حذيفة الأنصاري، في تسجيل نشرته حسابات تابعة للتنظيم، إنه جرى تعيين "أبو حفص الهاشمي القرشي" زعيماً جديداً للتنظيم.

ولم يحدد التنظيم متى قُتل زعيمه، وفي أية منطقة من إدلب تحديداً، بينما كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن، في أبريل (نيسان) الماضي، "تحييد الزعيم المفترض لـ(داعش)، واسمه الحركي (أبو الحسين الحسيني القرشي)، خلال عملية نفّذها جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا".

واتهم المتحدث باسم داعش حينها، "هيئة تحرير الشام"، التي يعتبرها من أبرز خصومه، بـ "الوقوف وراء قتل زعيم التنظيم"، مضيفاً أنها "سلَّمت جثته إلى الحكومة التركية"، كما اتهم "هيئة تحرير الشام" أيضاً باعتقال المتحدث السابق باسم التنظيم، إلا أن الهيئة نفت في بيان مقتضب المعلومات هذه.

وفي السياق، أكد مخلد حازم، الخبير العراقي المتخصص في الشأن الأمني والاستراتيجي، أن تأخر «داعش»، سواء في إعلان مقتل زعيمه السابق، أم تسمية الزعيم الجديد، "بات أمراً معتاداً في مثل هذه الحالات"، مشيراً إلى أن الأمر "يرتبط بترتيبات تنظيمية يواجه قادةُ (داعش) صعوبات في إنجازها سريعاً، منذ مقتل زعيمهم الأول أبو بكر البغدادي".

وأضاف حازم، لـ "الشرق الأوسط"، أن "داعش" يسير، في هذا الصدد، على النهج نفسه الذي اتبعته حركة طالبان، عقب مقتل زعيمها المُلا عمر، إذ استغرق الإعلان عن اختيار زعيم جديد عدة أشهر، مضيفاً أن "صعوبة الاتصالات الراهنة بين قيادات التنظيم المتفرقة في عدد من المناطق، سواء بالعراق أم سوريا، أم حتى في شمال وجنوب أفريقيا، تجعل ترتيب اختيار زعامة جديدة (محل توافق) ليس بـ(الأمر الهين)".

ولفت الخبير العراقي إلى اعتماد التنظيم، في السنوات الأخيرة، على "استراتيجية إلكترونية نشطة للتجنيد والتدريب"؛ في محاولة للحد من الأضرار التي تصيب قياداته واستهدافهم من جانب دول وأجهزة أمنية "فاعلة" في تعقب قادة التنظيم، لكن رغم ذلك "يصر التنظيم على أن تكون هناك قيادة (موحدة)؛ للحفاظ على صفته التنظيمية؛ وألا يتحول إلى مجرد (جماعة) تحمل أيديولوجيا من دون قيادة يلتف حولها عناصره".


ومنذ هزيمة التنظيم، قُتل 4 من زعمائه، إذ تُوّجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأميركية زعيمه الأول أبا بكر البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، في عملية عسكرية أميركية بمحافظة إدلب. وفي فبراير (شباط) 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني «أبو إبراهيم القرشي» في إدلب أيضاً، وفي العام نفسه، أكد التنظيم المتطرف مقتل زعيمه الثالث أبي الحسين الهاشمي القرشي، الذي تبيَّن أنه قُتل في اشتباكات مع مقاتلين محليين في جنوب سوريا.

وأرجع الخبير الأردني المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، محسن الشوبكي، التصفيات المتتالية لقادة "داعش"، إلى "الاختراق الاستخباري" لصفوف التنظيم، والذي يرى أنه كان أحد الأسباب المحتملة وراء تأخير التنظيم الإعلان عن مقتل زعيمه الرابع، وتسمية زعيمه الجديد.

وأضاف الشوبكي، لـ "الشرق الأوسط"، أن الضربة التي تلقّاها التنظيم، خلال عملية اغتيال زعيمه الرابع "أبو الحسين القرشي"، امتدت كذلك إلى صفوف قياداته الإعلامية، إذ اعتقل، خلال العملية، المتحدث السابق باسم التنظيم، وهو ما قد يؤدي إلى "البحث عن قيادات بديلة تحظى بالثقة والقبول من جانب أفرع التنظيم، والتأكد من أن تلك القيادات غير ملاحَقة أو مخترَقة استخباراتياً".

وحذّر الخبير الأردني من مغبّة الاعتقاد بضعف تنظيم «داعش» في المرحلة الراهنة، إذ يشير إلى أنه ورغم تقلص المساحة التي يسيطر عليها التنظيم، والتصفيات المُتكررة في صفوف قياداته، لكنه «لا يزال قادراً على توجيه ضربات في عدد من البلدان»، كما أنه «يعيد التموضع في بعض المناطق كأفريقيا، والتسجيل الصوتي الأخير لمتحدث التنظيم كان محاولة لدعم العناصر والخلايا التابعة له معنوياً».

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ