"جمعية حماية المستهلك" التابعة للنظام: الأسرة تحتاج لـ 12 مليون ليرة كحد أدنى شهرياً
صرح الخبير الاقتصادي وأمين سر جمعية حماية المستهلك لدى نظام الأسد "عبد الرزاق حبزة"، أنه لم يعد هناك رقم ثابت لمتوسط تكاليف المعيشة، أو الحد الأدنى لها، في ظل التضخّم الكبير وارتفاع الأسعار غير المسبوق.
وقدر أن الدراسة الأخيرة السابقة أن متوسط تكاليف معيشة الأسرة المكونة من 5 أشخاص وصلت لـ 5 مليون ليرة، لكن اليوم ليس هناك دراسة دقيقة، فالأسرة تحتاج اليوم ضعف هذا المبلغ وبدون أيّ مبالغة، ومن الممكن أن يتجاوز إلى 12 مليون ليرة كحد أدنى.
وذكر أن من الغريب بأن الخضار والفواكه، الألبان والأجبان، أسعارها مرتفعة وهي في مواسمها، على سبيل المثال ارتفع سعر كيلو البندورة لـ 10 آلاف ليرة، وكان قبل أيام بـ 5000 ليرة، وهو ما يشير إلى ارتفاع بنسبة 100% على الخضار والفواكه.
وبهذه الأسعار، لا يستطيع مواطن متوسط دخله 300 ألف ليرة، التأقلم مع المعيشة، حتى في حال وجود مصدر دخل آخر حوالات خارجية أو عمل إضافي، التقنين في كميّات ونوعيات الطعام، أدى بشكل كبير على الأطفال مع معاناة عدد منهم من عوز غذائي، وقزامة، قلّة التركيز، وأمراض مناعية.
وكشف أن مصطلح المقنن الغذائي الذي يطلق على الدواجن، لحساب كمية طعامها، أصبح اليوم يطلق على الأفراد، ويتراوح المقنن الغذائي للفرد ما يحتاجه للبقاء على قيد الحياة، متمتعاً بنشاطه الحيوي، بين 7-10 مليون ليرة كحد أدنى.
ونوه بأن الظواهر الاجتماعية الناتجة عن ضعف الدخل، وعدم قدرة الفرد الحصول على طعامه، عزز أكثر انتشار ظاهرة التسوّل، وعمالة الأطفال، في حين يعاني العديد من الأشخاص، من اضطرابات نفسية نتيجة للوضع الراهن.
وارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل كبير، وخاصّة خلال الـ 15 يوماً الماضية، حيث بلغت معظم الفواكه والخضار الصيفيّة ذروتها من الارتفاع، حسب دراسة للتكاليف الجديدة، لعائلة سورية مكونة من 5 أشخاص، وكانت الحسبة بناءً على متوسط دخل الفرد.
وخلال جولة على أسواق الخضار والفواكه، ارتفع سعر كيلو البندورة لـ 10-12 ألف، والخيار 7000، والبطاطا 12 ألف، والفواكه الصيفيّة، التين بـ 25 ألف، العنب بين 15-20 ألف، الخوخ 13 ألف، عِلماً أن هذه أسعارها في مواسمها.
وبحسب آخر نشرة للتجارة الداخلية، بلغ سعر كيلو الفروج الحيّ 30 ألف ليرة، والمنظف المذبوح 42 ألف ليرة، الشرحات بـ 67 ألف، والبيض بـ 49 ألف ليرة، كل هذا ولم يتم الحديث عن الصحّة والتعليم واللباس واحتياجات المنزل من “إصلاحات، منظفات، محروقات”، وهي المتطلبات الأساسية واليومية للفرد.
وكان قدر الخبير الاقتصادي "عبد الرحمن تيشوري"، في حديثه لأحد المواقع الإعلامية الموالية، أن الوضع الاقتصادي بشكل عام غير طبيعي، وفي علم الاقتصاد والإدارة يجب ألا تكون الفجوة كبيرة بين الأجور والأسعار، فالفجوة تقدر نسبتها بواحد إلى عشرة، وفق تقديراته.
وذكر أن على سبيل المثال متوسط الرواتب 300 ألف ليرة بينما تحتاج أسرة مكونة من أربعة أشخاص إلى 4 ملايين ليرة كحد أدنى، فسبب الكساد الرئيسي الراهن هو ضعف الرواتب والأجور وقلة السيولة وضعف القدرة الشرائية لليرة.
هذا وقفز متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكونة من خمسة أفراد إلى ما يزيد عن 13 مليون ليرة سورية، فيما وصل الحد الأدنى لنحو 8.1 مليون ليرة، ويقدر أن وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية، في بداية شهر تموز الحالي، شهد ارتفاعاً بنحو 537,489 ليرة سورية عن وسطي التكاليف التي سجّلها المؤشر مع نهاية آذار الماضي، إذ انتقلت هذه التكاليف من 12,499,867 ليرة إلى 13,037,356 ليرة في بداية تموز.