"حفار القبور" يدلي بشهادته أمام "الكونغرس" عن المقابر الجماعية لضحايا التعذيب بسوريا
قالت مصادر إعلام أمريكية، إن الكونغرس الأمريكي، استضاف "حفار القبور" وهو الشاهد السوري على جرائم النظام خلال سنوات الحرب وعمليات دفن المعتقلين، للإدلاء بشهادته عن المقابر الجماعية لضحايا التعذيب الذين قضوا بسجون ومعتقلات النظام في سوريا.
وأوضحت المصادر، أن الشاهد روى كيف جنده أحد عناصر المخابرات في عام 2011، وطلب منه أن يعد فريقاً من 10 إلى 15 رجلاً، ليكونوا مسؤولين عن مرافقة شاحنات محملة بجثث لنقلها إلى مقابر جماعية، رأبع مرات أسبوعياً.
وتحدث "حفار القبور" وفق التسمية التي أطلقت عليه، عن جثث كانت تحمل بشاحنات مبردة تأتي من كل الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية، وأخرى مدنية، وقال إن من الصور التي تأبى أن تغادر ذاكرته، جثة امرأة كانت في أسفل ردمة الجثث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية في دمشق، فالمرأة كانت لا تزال تعانق طفلها الميت بين ذراعيها.
وساعدت شهادة "حفار القبور"، منظمات سورية وصحيفة "نيويورك تايمز"، على تحديد موقع مقبرتين جماعيتين قرب دمشق، من المرجح أنهما تضمان آلاف الجثامين لسوريين قتلوا داخل معتقلات يديرها النظام.
وسبق أن أدلى "حفار القبور" بشهادته، خلال جلسات محاكمة الضابط السابق في مخابرات النظام السوري أنور رسلان، وضابط الصف إياد الغريب، في ألمانيا، في وقت نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، كشفت من خلاله عن مقابر سرية جديدة تضم آلاف الجثث في سوريا.
وأشارت الصحيفة في مقال نشرته إنها استطاعت تحديد موقع مقبرتين جماعيتين، من المتوقع أنهما تضمان آلاف الجثث لسوريين قُتلوا في سجون تابعة لنظام الأسد، ونوهت إلى أن معرفة عدد الجثث في المقابر الجماعية والتعرف عليها، هو أمر غير ممكن حاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يحتاج إلى نبش هذه المقابر، وهو ما يعد مستحيلا في ظل وجود نظام الأسد واستمرار الدعم الروسي له، مشددة على أن أهمية الكشف عن المقابر الجماعية تكمن بلفت الانتباه إلى الجرائم والانتهاكات في سوريا.