غارات جوية اسدية تستهدف ريف درعا لأول مرة منذ سنوات
شنت طائرة سوخوي تابعة للنظام السوري غارات جوية استهدفت ريف درعا الغربي أدت لسقوط إصابات بين المدنيين، في حين لا يوجد معلومات وافية عن الموقع المستهدف .
وقال نشطاء لشبكة شام أن الطيران الحربي التابعة للنظام السوري في تصعيد جديد شن غارات جوية الساعة 3:40 فجر اليوم على المنطقة الواقعة بين بلدتي اليادودة وعتمان غربي درعا.
وسائل إعلامية تابعة للنظام، قالت أن الغارة الجوية استهدف عناصر لتنظيم داعش وأخرين تحدثوا عن استهداف لإجتماع مجموعات "إرهابية" حسب وصفهم، وهذه المجموعات مسؤولة عن تنفيذ عمليات قتل وإغتيال في محافظة درعا حسب وصفهم، فيما يبدو أن التخبط في نقل الأنباء والأخبار بين إعلاميي النظام يتم بشكل عشوائي ما يؤكد أنهم يحاولون تبرير الغارات فقط.
بينما تحدث نشطاء أن القصف استهدف أرضا زراعية يسكنها مزارعون بينهم أطفال، أدى لسقوط جرحى بينهم، في حين لم يتبين تفاصيل كافية بعد عن الغارات والخسائر المادية أو ماهية المنطقة المستهدفة بشكل كامل.
وشدد النشطاء أن طائرة حربية من نوع سوخوي 24 تابعة للنظام أقلعت من مطار التيفور العسكري بريف حمص، وشنت غارتها بريف درعا الغربي أسفرت عن وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين.
وتجدر الإشارة أن النظام لا يسيطر على محافظة درعا بشكل كامل، وإن كانت سيطرته شكلية فقط، إلا أن العديد من المدن والقرى لا تستطيع قوات الأسد دخولها، وتشهد المحافظة بشكل يومي عمليات قتل واغتيال بحق عناصر تابعين ومتعاونين مع النظام وفي المقابل هناك عمليات أيضا تستهدف عناصر سابقين تابعين للجيش الحر واللجان المركزية.
كما أن هذه الغارة الجوية من طائرات تابعة للنظام السوري تعتبر الأولى منذ سيطرته الشكلية على محافظة درعا منذ عام 2018 وتوقيع اتفاقية المصالحة.
ويوم أمس قتل شخص يدعى "همام ضرار الزعبي" متهم بتنفيذ عمليات اغتيال وقتل وتجارة المخدرات، حيث قام مجهولون بإطلاق النار المباشر عليه قرب حاجز الري في بلدة اليادودة غربي درعا، كما قتل شخص أخر يدعى "وضاح محمد المصول" متهم بالتعاون مع أفرع النظام الأمنية في بلدة محجة بالريف الشمالي.
بالأضافة لذلك فقد قتل أيضا يوم أمس القيادي "ثامر السويدان" إثر اطلاق النار المباشر عليه من قبل مجهولين في بلدة معربة بالريف الشرقي، ويعمل السويدان ضمن مجموعة محلية تتبع لفرع الأمن العسكري التابع للنظام، كما يعمل في تجارة المخدرات.
وشهد يوم أمس أيضا محاول إغتيال فاشلة استهدفت القيادي مؤيد الأقرع المعروف بإسم "أبو حيان حيط"، حيث أطلق مجهولون النار المباشر عليه في أطراف قرية حيط غربي درعا، وتم إلقاء القبض على الأشخاص الذين نفذوا عملية الإغتيال الفاشلة، حيث تشير أصابع الاتهام على مجموعة "صدام الطعاني" العاملة مع النظام، وعمل السويدان سابقا كقيادي في حركة أحرار الشام قبل اتفاق التسوية 2018 ، والآن يقود مجموعة تتبع للجان درعا المركزية.
وكانت طائرة أردنية قد شنت غارات جوية في 8 مايو/أيار الماضي استهدفت معامل لإنتاج المخدرات بريفي درعا والسويداء جنوبي سوريا، أدت لسقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال.
في السياق، رجح الكاتب والمحلل السياسي غازي دحمان، بإمكانية التعاون بين واشنطن وعمان، في معرض تعليقه على تلويح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال فشل دمشق بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
فيما يبدو أن الغارة الجوية الأسدية اليوم، تندرج ضمن محاولات النظام تصوير نفسه أنه يقوم بعمليات ضد تجارة وتهريب المخدرات وتنظيم داعش، إلا أن الساعات القليلة القادمة قد تكشف ماهية الموقع المستهدف، وما هي الغاية منه.