"فايننشال تايمز": الأسد "الديكتاتور المنبوذ" يستغل الزلزال لإعادة تأهيل نفسه دولياً
"فايننشال تايمز": الأسد "الديكتاتور المنبوذ" يستغل الزلزال لإعادة تأهيل نفسه دولياً
● أخبار سورية ١٧ فبراير ٢٠٢٣

"فايننشال تايمز": الأسد "الديكتاتور المنبوذ" يستغل الزلزال لإعادة تأهيل نفسه دولياً

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن "بشار الأسد"، يستغل الزلزال لإعادة تأهيل نفسه دولياً، من خلال التقاط الصور في المناطق المنكوبة، ورأت أن الأسد "الديكتاتور المنبوذ" لديه الآن شعور بالثقة، بعدما تلقى اتصالات التعزية بضحايا الزلزال، واستقبل عدداً من الدبلوماسيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد يقدم نفسه الآن باعتباره "حلاً للمشاكل الشريرة التي أوجدها"، معتبرة أن زيارته للمناطق المنكوبة تشبه "جولة الانتصار" التي أجراها في حلب العام الماضي، وبدا فيها كما لو أنه في "رحلة يومية ثقافية".

وتحدثت عن هبوط عشرات الطائرات التي تحمل المساعدات الإنسانية في مطار دمشق، وأكدت  ضرورة مساعدة الشعب السوري، دون أن يؤدي إلى الترحيب بالأسد مرة أخرى دولياً، مشيرة إلى أن قبضة الأسد قبل الزلزال كانت ضعيفة، وهو الآن مستعد للاستفادة من المساعدات الدولية.

ونشرت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد كلمة متلفزة لرأس النظام "بشار الأسد"، قالت إنها تناولت تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا، وحملت الكلمة عدة مواضيع تناولت الوطن والصمود والبطولة والتضحية وصنع المعجزات، وكان أبرز ما جاء فيها التمهيد لإطلاق تبرعات صندوق لدعم المتضررين.

واستهل رأس النظام كلمته بحديثه عن الوطن بأنه بمثابة المنزل، وتطرق إلى واجب حمايته بغض النظر عن نوع وحجم التحدي، وبغض النظر عن الإمكانيات زادت أو نقصت، وهذا ما كان منذ اللحظات الأولى للزلزال هذا الشعور العميق والشامل تجاه الوطن البيت سوريا، وفق تعبيره.

واعتبر أن "الحرب قد استنزفت واستنفذت الكثير من الموارد الوطنية، وأضعفت الإمكانيات لمواجهة المزيد من الأزمات، مشيرا إلى أن "المنشآت والأبنية، غير محضرة للكوارث الطبيعية بأنواعها، مما جعل التحدي الأول من نوعه، هو الأكبر بحجمه ولم يعوض نقاط الضعف تلك، سوى الاستجابة العالية من قبل الحكومة المجتمع المدني.

وأشاد رأس النظام بالمساعدات المقدمة من "المقيمين والمغتربين والدول الشقيقة والصديقة"، واعتبر أن القادم أسوأ، حيث قال إن من خلال تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، فإن للزلازل تداعيات عاجلة وآجلة وما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية، لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى.


وأضاف، "يبدو المشهد معقداً"، و"من الضروري ألا ننظر إلى تلك التداعيات كحالة منعزلة مرتبطة بالزلزال حصراً، بل كحالة تراكمية للحرب والتخريب الإرهابي، وللحصار بتأثيراته، وللزلزال مؤخراً يُضاف إليها عوامل خلل تراكمت عبر عقود سابقة للحرب في القطاعات المختلفة"، على حد قوله.

وكشف عن "دراسة تأسيس صندوق لدعم المتضررين بهدف مساندتهم ريثما يتمكنوا من استعادة قدراتهم الحياتية بجوانبها المختلفة، وذلك بعد الانتهاء من إحصاء الأضرار، ووضعِ المعايير لتحديد المشمولين وأسس الدعم.. كل ذلك بالتوازي مع العمل السريع للجم التراجع الاقتصادي الذي يصيب عادة المناطق المنكوبة ويؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وتحدث عن نيته إصدار التشريعات واتخاذ الإجراءات التي تخفف الأعباء الاقتصاديةَ عن أهلها وتسرع دورة الاقتصاد فيها، والتي تم البدء بدراستها قبل عرضها من أجل النقاش واتخاذ القرارات المناسبة خلال الأيام القليلة القادمة، على حد زعمه.

وذكر أنه عندما تتعرض المجتمعات للزلازل بأنواعها، جيولوجية كانت، سياسية، عسكرية، ثقافية اجتماعية، أم غيرها من الهزات العنيفة، فلا بد لها أن تفقد شيئاً من استقرارها، لاهتزاز ضوابطها المؤسسية والاجتماعية، من قوانين وأنظمة، واختتم بقوله "لنؤمن بالإرادة القادرة على صنع المعجزات عندما نمتلكها".

وجاءت كلمة رأس النظام بعد 11 يوماً من الزلزال، وتحدث خلالها عن تكاتف السوريين وهبتهم الهائلة لحماية وإنقاذ ومساعدة المكلومين في حلب واللاذقية وحماة، فيما لم يذكر إدلب شمال غربي سوريا.

وكشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن زيارة رأس النظام "بشار الأسد"، وزوجته "أسماء الأخرس"، لمصابي وجرحى الزلزال في مشفى تشرين الجامعي في مدينة اللاذقية، وذلك بعد زيارته إلى حلب في خمس أيام الزلزال المدمر.

وقال رأس النظام خلال جولته الاستفزازية التي وزع خلالها الضحكات على وقع مأساة وكارثة غير مسبوقة، إن سوريا قدرت على حمل نفسها في كل الكوارث بفضل كوادرها، وأشاد بالكوادر الطبية في حلب.

وذكر أن "الحالة الإنسانية غير موجودة لدى الغرب، وبالتالي فإن تسييس الوضع في سوريا أمر طبيعي بالنسبة لهم، وأضاف أن "الشعور الإنساني غير موجود عند الغرب في الأساس، لا الآن ولا في الماضي"، على حد قوله.

وزعم أنه عندما سأل المصابين قالوا كل شيء مؤمن، معتبرا هذا هو الصمود والبطولة، وصرح رأس النظام بأنه "يعلم محبة أهل حلب لمدينتهم وهذه نقطة قوة تستند عليها مؤسسات الدولة في عملها خلال الأزمات"، واعتبر أن "الدعم الحكومي في هذه الأوقات يصبح دون قيمة إن لم يكن مستنداً إلى رؤية أهلية ومحلية".

وتحدث عن "أهمية التفكير بشكل منهجي كي يكون لدينا خلال الأيام المقبلة خطة بالمشاريع التي يمكن أن تساعد حلب على النهوض بعد كارثة الزلزال، واستغلال خطط التعافي من الكارثة لوضع رؤى تنموية تخدم المدينة دون التوقف عند آثار الكارثة فقط، مؤكداً على أهمية وضع جدول زمني مع تحديد مسؤولية ومهمة كل جهة بدقة".

هذا وعمل نظام الأسد منذ اللحظات الأولى من كارثة الزلزال المدمر على ترويج نفسه كمنقذ للمتضررين زاعما العمل وفق خطة طوارئ نتيجة الزلزال المدمر، وكانت ادّعت وكالة أنباء النظام "سانا"، بأن رأس النظام "بشار الأسد"، ترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث أضرار الزلزال والإجراءات اللازمة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ