بسبب منشور على "فيسبوك" .. مخابرات النظام تجدد اعتقال ناشط في اللاذقية
اعتقلت مخابرات نظام الأسد الناشط المجتمعي "رامي فيتالي"، لمرة جديدة وذلك نتيجة منشور كتبه على "فيسبوك"، وقالت عدة شخصيات مقربة من النظام إن اعتقال "فيتالي"، في اللاذقية جاء بتهمة "إهانة وزارة الداخلية"
وأطلق مجموعة من الموالين للنظام حملة للتضامن مع "فيتالي"، الذي طالب في منشوره الذي كتبه يوم 12 آذار/ مارس الجاري، بتطبيق القانون على كل من يثبت ارتكابه لجرائم التعذيب، بعد انتشار فيديو لطفل يتحدث عن تعرضه للتعذيب بأحد مدارس منطقة مصياف جنوب غرب مدينة حماة وسط سوريا.
وذكر أن هذا المطلب هو أولاً حق، وثانياً يهدف إلى تحسين صورة سوريا دوليا في مجال حقوق الإنسان، ما يمكن أن يسهم في إيقاف العقوبات، وكان قد طالب وزارة الداخلية قبل نحو عام، بإجراء تحقيق حول تعذيب شاب في أحد مخافر اللاذقية، ونشر نتائج التحقيق ليكون الجناة "عبرة حتى لا تتكرر الحادثة".
وكتب رئيس ما يسمى "حركة البناء الوطني"، أنس جودة، "مهما كانت الشكوى المقدمة ضده وضد أي ناشط أو مواطن يعبر عن رأيه في الشأن العام فمن المفترض متابعتها وهو طليق، أما التوقيف في قضايا التعبير من قبل الضابطة العدلية والشرطة لمجرد الشكوى فهو إجراء يجب الكف عن العمل به، وبهذا يتحقق التوازن بين حق التعبير وحق الشكوى".
وتابع: "لا يجوز أن يتم التوقيف إلا بعد العرض على قاضٍ وسماع الدفاع وتكوين عقيدة عند القاضي أن هناك مايستوجب التوقيف الاحتياطي، فطغيان السلطة التنفيذية لا يحده إلا قضاء مستقل، وحق التعبير يجب حمايته بالقانون والإجراءات على حد سواء، كما أكد مراسل قناة الميادين "رضا الباشا"، اعتقال "فيتالي".
من جهتها، نشرت الكاتبة "هيفاء بيطار"، منشوراً قالت فيه: "كل التضامن مع الشاب الخلوق جداً الذي وهب حياته وثروته للأطفال الفقراء خاصة المتسولين وانقذ الكثيرين منهم"، وأضافت: "اليوم رامي فيتالي معتقل في قسم الجنائية بتهمة إهانة وزارة الداخلية".
وأضافت أن "رامي طالب بإلغاء تعذيب الأطفال، وتعذيب الأطفال ممنوع في كل العالم، كانت النتيجة أن ما كتبه رامي اعتبر إهانة لوزارة الداخلية، وتم سجنه وهو لا يزال في قسم الجنائية في اللاذقية رجاء طالبوا بالإفراج عن رامي راؤول فيتالي، وطالبوا بعدم ضرب الأطفال وتعذيبهم".
وكتب الصحفي "بلال سليطين"، "رامي فيتالي لازم تسلموه وزير الشؤون الاجتماعية وتمنحوه وسام الإنسانية بدل ما تعتقلوه"، في حين كتب نظيره "كيان جمعة"، "اليوم أصبح رامي قيد التوقيف بسبب بوست قصده منه الدفاع عن الأطفال المشردين، أرجو من السيد وزير الداخلية النظر بروح القانون والتدخل لمساعدة الشاب المهذب، كلنا بانتظارك يا رامي وبانتظار محاسبة الشبان غير المهذبين".
من جهته، كتب الباحث الداعم للأسد "أمجد بدران" عن "فيتالي"، منشورا جاء فيه "ينتقد وزارات بلده ولو بقسوة، ولكن لا يهاجمها ولا يشهر بها، من يهاجم وزارات الدولة نحن نسلمه بيدنا للقضاء"، وأضاف: "أن ننسب لشخص أنه يسيء لمفهوم الدولة أو للوزارات كمؤسسات من ضمن بناء الدولة فهذا يجب أن يحتاج قصد جرمي خاص يحتاج أدلة ثابتة عليه، وليس مجرد قصد جرمي عام هذا ان كان هناك أصلاً قصد جرمي عام متحقق بحالة رامي".
يذكر أن الناشط في مناطق سيطرة النظام "رامي فيتالي"، تعرض للاعتقال في وقت سابق من شهر تشرين الثاني عام 2018، كما أشار إلى إنه تعرض للتوقيف في الأمن الجنائي في اللاذقية عام 2021، على خلفية نشره منشوراً في صفحته الشخصية وذكر أن مخابرات النظام استدرجته للاعتقال، عن طريق التواصل معه وتبليغه بأنها وجدت هاتفاً سرق منه قبل أكثر من سنتين.