بمشاركة 60 متطوعاً.. "الخوذ البيضاء" تُعلن نتائج إخماد أكبر الحرائق الحراجية شمال سوريا
لفتت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إلى ارتفاع حصيلة الحرائق في شهر تموز الحالي بريفي إدلب وحلب، مقارنةً بالحصيلة اليومية للأشهر الماضية، حيث استجابت فرقها حتى يوم 23 تموز، لـ 370 حريقاً من بينها 153 حريقاً زراعياً، و 39 حريقاً في الغابات والمناطق الحراجية
وتحدثت عن اندلاع حريق ضخم مساء الخميس 27 تموز، في منطقة حراجية بمحيط قرية دير عثمان في ريف إدلب الغربي، وهو الحريق الأكبر الذي تستجيب له فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لهذا الموسم، وتمكنت الفرق من إخماد الحريق بعد عمل متواصل استمر أكثر من 9 ساعات في ظل صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح التي تزيد من تمدد الحرائق، و وعورة المنطقة التي تعيق دخول سيارات الإطفاء.
ووصل بلاغ لفرق الدفاع باندلاع الحريق في الساعة 6:10 مساء الخميس 27 تموز، وتوجهت الفرق مباشرة لموقع الحريق الذي كان يضم أكثر من بؤرة حراجية مشتعلة، وامتد الحريق لمنزلين ما أدى لاحتراقهما بالكامل.
وشارك في عمليات الإخماد المباشرة 60 متطوعاً من فرق الإطفاء من 8 مراكز، بعدد آليات موزعة على 9 سيارات إطفاء و6 ملاحق إطفاء، وبلغت كمية المياه المستهلكة في الإخماد أكثر من ألفي متر مكعب، وشارك أيضاً في العمل فريقا إخلاء بسيارتين، وفريق إسعاف لحالات الطوارئ مؤلف من طبيب ومسعفين وثلاث سيارات إسعاف، إضافة لفريق من المدربين، وفريق إعلامي.
وواجهت الفرق صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الدخان وطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة، وتعرض 4 متطوعين من فرق الإطفاء، وشخص آخر، لحالة اختناق وضيق تنفس جراء استنشاقهم أدخنة ناتجة عن الحرائق رغم اتباع فرقنا إجراءات الأمن والسلامة أثناء العمل، كما تعرض عدد من المتطوعين لإرهاق وإجهاد أثناء عملية إخماد الحرائق.
وفي الوقت الذي استجابت فيه فرقنا للحريق في دير عثمان غربي إدلب، حافظت على جاهزيتها في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، خشية امتداد الحرائق من مناطق سيطرة قوات النظام، كما استجابت فرقنا أمس الخميس لـ 6 حرائق متفرقة في شمال غربي سوريا.
وكانت مؤشرات خطورة الحرائق بمستويات عالية بالمناطق الحراجية في غربي وشمال غربي سوريا، خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع موجة حر ضربت المنطقة، فرقنا رفعت الجاهزية للاستجابة على مدار الساعة، إضافة لنشر نقاط متقدمة في المناطق الحراجية لتسريع الاستجابة في حال حصول أي حريق.
وارتفعت حصيلة الحرائق في شهر تموز الحالي بريفي إدلب وحلب، مقارنةً بالحصيلة اليومية للأشهر الماضية، حيث استجابت فرق الدفاع حتى يوم 23 تموز، لـ 370 حريقاً في 166 منطقة بشمال غربي سوريا، تسببت بوفاة 3 أطفال، وإصابة 10 مدنيين بينهم طفلان وامرأتان، وكان من هذه الحرائق 153 حريقاً في المزارع، و 39 حريقاً في الغابات والمناطق الحراجية، و 24 حريقاً في المخيمات، و 69 حريقاً في منازل المدنيين.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى 23 تموز أخمدت فرقنا 1745 حريقاً في شمال غربي سوريا، كان منها 602 حريقاً في الأراضي الزراعية، و67 في الغابات والأحراش والمناطق الحراجية، 447 حريقاً في منازل المدنيين، و 120 حريقاً في المخيمات، و 62 حريقاً في محطات الوقود، تسببت هذه الحرائق بوفاة 17 مدني بينهم 13 طفل وامرأتان، وإصابة 77 آخرين بينهم 23 طفل، و22 امرأة بحالات حروق واختناق.
و تسعى فرق الدفاع المدني السوري للحد من انتشار الحرائق والتقليل من أضرارها على المدنيين، من خلال رفع جاهزية فرق الإطفاء على مدار الساعة للاستجابة لأي حريق بأسرع وقت ممكن، ونشر فرق مراقبة ونقاط متقدمة بالقرب من المناطق الحراجية والغابات الكبيرة، بالإضافة لجهود الفرق المستمرة في تمكين المدنيين من التعامل الأولي مع الحرائق، من خلال القيام بجلسات توعية وتدريب للعمال الإنسانيين والمزارعين والمعلمين وعمال محطات الوقود، والمدنيين في المخيمات، وتتضمن هذه الجلسات معلومات نظرية عن أنواع الحرائق ومسبباتها، وتدريبات عملية عن إخماد الحرائق الصغيرة قبل انتشارها واستخدام مطفأة الحريق اليدوية، وطرق الأمن والسلامة لحماية الممتلكات.
ووضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري قبل بداية موسم الحصاد وفصل الصيف خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية والمناطق الحراجية، تهدف إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل والغابات، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.
وتلعب الغابات دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي، وامتصاص غازات الاحتباس الحراري والحد من تغير المناخ وانجراف التربة، وتخلف حرائق الغابات مخاطر مباشرة على سبل العيش للمجتمعات المحلية، وخاصة في شمال غربي سوريا حيث استُنفذ الغطاء النباتي بشكل جائر بسبب ظروف الحرب والتهجير، وتسعى فرقنا إضافة لحماية الأرواح من الحرائق الحفاظ على البيئة، وحماية التوازن الحيوي.