بعد الإطاحة برئيس فرع "سعسع" .. صحفي إسرائيلي يفضح عمالة مخابرات النظام والتعاون مع "إسرائيل"
تحدث صحفي "إسرائيلي" عن "زلزال وفضيحة سورية بجلاجل"، حيث كشف عن عمالة رئيس فرع سعسع التابع للمخابرات العسكرية لدى نظام الأسد وجميع الوحدات التابعة له للاحتلال الإسرائيلي، وجاء ذلك وسط حديث يشير إلى تجدد اتهام النظام بالوقوف خلف استهداف الكلية الحربية.
وقال الصحفي الإسرائيلي "أيدي كوهين"، إنه "منذ أيام تعيش سلطة نظام الأسد وأجهزتها الأمنية زلزالًا كبيرًا بعد أن اكتشفوا أن رئيس وضباط وصف ضباط وجميع عناصر فرع سعسع التابع للمخابرات العسكرية السورية وجميع الوحدات التابعة له على علاقة تعاون وتنسيق تام مع المخابرات الإسرائيلية".
وأكد اعتقال جميع الضباط والعناصر وإحالتهم للتحقيق وهم بالعشرات، في المقابل، لم يصدر عن النظام السوري سوى إنهاء عمل العميد "محمد العساف" ووضعه تحت تصرف شعبة المخابرات العسكرية، وتعيين العميد "أديب سليمان"، رئيساً لفرع سعسع 220.
وسبق أن ذكر الصحفي ذاته في مقابلة تلفزيونية على قناة الحرة الأمريكية قبل سنوات، أن إسرائيل وافقت على بقاء بشار الأسد في حكم سوريا، مشيرا إلى أن جنود نظام الأسد يحمون الحدود الإسرائيلية، مشيرا إلى أن لا أحد يرغب في إسقاط نظام الأسد، وفق تعبيره.
في حين قال المحلل السياسي والاستراتيجي "أسعد الزعبي"، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، "والآن وبعد أن تم كشف حقيقة قصف الكلية الحربية من قبل مسيرات إسرائيل بالاتفاق مع النظام ماذا يقول العلويون؟".
وأضاف، "وماذا يقول الموالون عن النظام وماذا عن المجازر التي ارتكبها النظام بصواريخه وروسيا بطائراتها بحق اطفالنا واهلنا في ريف إدلب وحلب المحرر بحجة الانتقام للكلية الحربية متى الرد"، وفق نص المنشور.
وكانت أعلنت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد عن قيام الأخير بإصدار تعليمات تنص على إنهاء تعيين العميد الركن "محمد عساف"، رئيس فرع "سعسع 220"، التابع للمخابرات العسكرية، وإحالته للتحقيق، في سياق حملة اعتقالات طالت عشرات الضباط بحجة مكافحة الفساد.
وجاء الكشف عن إنهاء عمل العميد "العساف" ووضعه تحت تصرف شعبة المخابرات العسكرية، وسط تداول أنباء عن تعيين العميد "أديب سليمان"، رئيساً لفرع سعسع 220، وأفادت صفحات وحسابات موالية بأنّ العديد من الضباط تم اعتقالهم من قبل مخابرات النظام.
في حين تشير تقديرات بأن عدة جهات تتبع لنظام الأسد شكّلت دوريات مخابراتية مشتركة منها، سرية المداهمة "فرع 215"، وفرع معلومات واللواء 90 وغيرها، واعتقلت العديد من الضباط، وتلاحق آخرين باللاذقية وحمص ودرعا بتهم فساد، ويتم إحالتهم إلى العاصمة دمشق.
وحسب المؤشرات الأولية للحملة التي أطاحت بأكثر من 30 ضابطا حتى الآن، فقد تركزت في محافظة القنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، وكان أبرز الأسماء المتداولة العميد الركن "محمد عساف" الذي تولى مهمة رئاسة فرع الامن العسكري سعسع 220، خلفاً لنظيره الركن "طلال العلي".
ويذكر أن "العلي"، رئيس فرع "سعسع" السابق تعرض للإصابة بانفجار عبوة في ريف القنيطرة، في آذار/ 2021، وسبق ذلك بعام واحد تهديده لجنة المصالحة في كناكر قرب دمشق، إثر هجوم نفذه مجهولين على حاجز للمخابرات بريف دمشق.
وتزامن ذلك مع حالة من التوتر الأمني في السويداء ازدادت وتيرتها، بعد اغتيال عنصرين مرتبطين بميليشيا "حزب الله" اللبناني، برصاص مجهولين في بلدة العجرف بريف القنيطرة الأوسط.
ولم تدم فترة رئاسة "عساف" لهذا الفرع طويلا بحال صحة الأنباء حول إقالته بشكل مفاجئ، حيث تم تعيينه رئيسا لفرع سعسع، مطلع عام 2023 الحالي، وفق مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد، ومن غير المتوقع أن يعلق النظام على مثل هذه الأنباء.
وورد اسم العميد محمد عساف في تقرير خاص حول جرائم الفرع 261 أمن عسكري شعبة المخابرات العسكرية بحمص حيث كان يشغل منصب نائب رئيس الفرع، كما سبق أن شغل منصب رئيس فرع "294 للمعلومات".
وقالت صفحات إخبارية موالية إن مخابرات الأسد أطلقت حملة مكافحة الفساد، حيث أكدت توقيف الملازم عبدالله من مفرزة سعسع وعدد من العناصر وإحالتهم للتحقيق في دمشق، وشملت الاعتقالات ضباط ورؤساء مفارز وحواجز بينهم رتب عسكرية عالية.
يُضاف إلى ذلك توقيف الرائد محمد من مرتبات فرع سعسع 220 واحالته للتحقيق في دمشق، بالإضافة إلى رئيس مفرزة الكوم المساعد أول أبو زينب وعنصرين، في ظل تزايد الكشف عن قضايا فساد أحدثها اختلاس 50 ألف دولار مقدمة من أحد المنظمات بالقنيطرة.
وتصاعدت حالة الاحتقان من ممارسات وانتهاكات مخابرات الأسد العسكرية في القنيطرة واللواء 90، وكشفت مصادر عن تزايد حالات الابتزاز والتشليح للمراجعين في مركز التسويات بالقنيطرة بشكل علني بإشراف المقدم "مازن عباس" وضباط آخرين.
وكانت أجرت شعبة المخابرات العسكرية لدى نظام الأسد تغييرات وصفت بالجذرية في إدارات الأمن العسكري، بعد تسريبات واسعة تكشف عن حالات فساد في صفوف الكادر السابق.
هذا ويعتمد نظام الأسد أساليب التصفية بشتى الطرق التي تطال مسؤولين سابقين وضباط كبار بحال انتهاء دورهم أو تحاولوا إلى خصوم مفترضين وغيرها من الأسباب، ويبرر ذلك تارة بالفساد علما بأنه المشرع الأول للفساد، وتارة بالتخابر والعمالة الأمر الذي لا يمكن لأحد منافسة رأس النظام الإرهابي بشار الأسد فيه على الإطلاق.
والجدير ذكره أن هناك معلومات تواترت حول الدوافع الرئيسية للحملة الأخيرة التي تشير إلى حدوث خلافات بين العميد الركن "محمد عساف"، رئيس فرع "سعسع 220"، المحال للتحقيق والمدعو "باسل غياث الأسد" الذي يتزعم ميليشيات واصطدم حتى مع أشخاص من العائلة في اللاذقية، وله نشاط كبير في تجارة المخدرات على مستوى سوريا التي حولها نظام الأسد إلى منبع لإنتاج وتصدير المخدرات عالميا.