"الخوذ البيضاء" تُطلق مشروعاً لترميم وتأهيل أكثر من 15 منشأة طبية شمال غربي سوريا
أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مشروعاً لترميم وتأهيل أكثر من 15 منشأة طبية في شمال غربي سوريا، تتوزع بين مشاف، ومراكز رعاية صحية أولية، ومراكز لصحة النساء والأسرة، في إدلب وحلب، كانت قد تعرضت لقصف سابق، وتضرر منها أيضاً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة العام الماضي
وقالت المؤسسة، إنه على مدى 13 عاماً من حرب النظام وروسيا على السوريين، كانت استراتيجية الهجمات على المنشآت الطبية جزءاً من سياسة ممنهجة لتقويض الخدمات الطبية في سوريا، وقتل الحياة، وزاد من تصدعات البنية التحتية زلزال 6 شباط 2023 المدمر، ما ضاعف الحاجة لأعمال ومشاريع داعمة للقطاع الصحي، بهدف تقديم خدمات صحية متكاملة للسوريين، بما فيها الخدمات المنقذة للحياة
أطلق الدفاع المدني السوري ، وتجري أعمال الترميم والتأهيل بالتنسيق والتعاون مع مديرية صحة والشركاء المشغلين للمنشآت الطبية، وذلك عبر مذكرة تفاهم بين الدفاع المدني السوري والمنظمات الطبية المشغلة للمنشآت التي يشملها المشروع، لضمان التنسيق المستمر والتعاون لتقديم خدمات متكاملة للمدنيين في ظل واقع صعب يعيشه أكثر من 4 مليون مدني في شمال غربي سوريا، مع استمرار الهجمات من قبل قوات النظام وروسيا، وضعف البنى التحتية وتراجع كبير في المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
ويشمل المشروع في هذه المرحلة مستشفى القنية في ريف إدلب الغربي، ومركز الرعاية الصحية الأولية في حربنوش، والمستشفى الجراحي التخصصي، ومركز الرعاية الصحية لمرض الثلاسيميا في مدينة إدلب، ومركز الرعاية الصحية الأولية في البردقلي، ومستشفى الهداية في قاح، ومستشفى حارم العام، ومركز الرعاية الصحية الأولية في الجانودية، ومستشفى الأندلس في باتبو، ومستشفى الأمل في سلقين، ومستشفى عين البيضا، ومركز الرعاية الصحية الأولية في خربة الجوز، ومركز الرعاية الصحية الأولية في عقربات، ومركز صحة النساء والأسرة أريحا، ومركز صحة النساء والأسرة في شران شمالي حلب.
يقع على عاتق الدفاع المدني السوري مسؤولية تنفيذ 100% من أعمال تأهيل و ترميم المنشآت الطبية عبر إشراف فريق من المهندسين ضمن برنامج تعزيز المرونة المجتمعية، وتشمل تقديم أعمال تأهيل لمنظومات الطاقة الشمسية، تركيب لمبات توفير الطاقة، واستبدال الشبكات الكهربائية مع لوحات التوزيع، وتقديم و تركيب بردات مياه عامودية (ساخن و بارد).
وأكدت المؤسسة أن العمل على تقوية و تدعيم المنشآت الحيوية الطبية القائمة يساهم في زيادة قدرتها على مواجهة الآثار الضارة التي لحقت بها خلال زلزال شباط 2023، وسنوات طويلة من حرب النظام وروسيا واستهدافهم بشكل مباشر للمرافق الصحية، ولهذا التدخل أثر كبير لضمان استمرارية عمل هذه المنشآت بشكل آمن و خاصة في ظل زيادة الضغط على النظام الصحي الهش، مع غياب الدعم المستدام لهذا القطاع.
وتكمن أهمية مشروع الدفاع المدني السوري في دعم وترميم المنشآت الحيوية الطبية إلى تأمين الوصول الآمن لفئات المجتمع بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن أعمال الترميم و التجديد للمنشآت الطبية، تساهم في توسيع الخدمة و تأمين الخصوصية للمستفيدين، والمساهمة في تقديم خدمات متكاملة من خلال تقليل العبء المالي للجهات المشغلة للمنشآت الطبية وبالتالي زيادة كمية و نوعية الخدمات الطبية التي تقدمها.
وشكّل الدفاع المدني السوري مطلع العام الحالي تحالف عملياتي مع منظمة الأمين للمساندة الإنسانية، بهدف تنسيق الجهود والتعاون للمساهمة في تحسين واقع الإستجابة الإنسانية وتحقيق استجابة أفضل عبر تنفيذ مشاريع مشتركة، حيث بدأت باكورة هذا التحالف ببناء وتجهيز مركز للعلاج الإشعاعي والتشخيص المتقدم للأورام، وتأسيس وتشغيل منشآت صحية متعددة، ومشروع زراعة الحلزون، ودعم تشغيلي وإدارة لمنشآت صحية متعثرة تضم مشافي ومراكز رعاية صحية أولية ومراكز إسعافية و مراكز غسيل كلى ومراكز علاج فيزيائي و أطراف صناعية، سيتم تفعيلها من خلال التحالف.
بالإضافة للمشاركة في بناء مركز لعلاج السرطان ضمن مشروع إنشاء مدينة سامز الطبية، وذلك عبر التحالف العملياتي للدفاع المدني السوري مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية، والمنتدى السوري.
و يعكس ذلك التزام الدفاع المدني السوري بدعم البنية التحتية والقطاع الطبي، وتحسين الوصول إلى الخدمات الطبية، من خلال التحالفات والتنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية لتنفيذ مشاريع نوعية مشتركة في عدد من القطاعات الحيوية.
ولطالما كانت المرافق الطبية خلال السنوات هدفاً لهجمات النظام وروسيا، وحقل تجارب لأسلحة روسيا ذات القوة التدميرية العالية، التي استطاعت إخراج العديد من المشافي عن الخدمة، وتسببت أضراراً كبيرة في الكثير منها، زادها الزلزال المدمر، إضافة لمحاربة السكان في حقوقهم الأساسية في الحصول على رعاية صحية جيدة، وغيرها من الحقوق التي تساعد على الحياة، عبر عرقلة دخول المساعدات، في خرق واضح لكل مبادئ حقوق الإنسان وحقوق العاملين في المجال الإنساني، وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشن نظام الأسد وروسيا أكثر من 570 هجوماً على منشآت صحية ومنشآت أخرى تقدم خدمات طبية من عام 2011 حتى شباط 2023، كما قتل أكثر من من 930 طبيباً وعاملاً في المجال الإنساني أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني والأخلاقي، خلال نفس الفترة.
أكثرمن 5.1 مليون مدني يعيشون في شمال غربي سوريا، وسط تراجع كبير في الدعم الصحي للمنشآت الصحية من قبل المنظمات الداعمة، يزيد من صعوبات الحياة، لا سيما على قاطني المخيمات ذات البنية التحتية الهشة، والكثافة السكانية العالية التي تزيد من انتشار الأمراض والأوبئة، ويجب ضمان حق هؤلاء المدنيين في الرعاية، مع ضرورة وقف الهجمات المستمرة التي يقودها النظام وحلفاؤه، وتطبيق القرار 2254، ووضع آليات لمحاسبة النظام وروسيا على محاصرتهم وقتلهم وتهجيرهم للسوريين، وتوفير الدعم الإنساني للمحتاجين
ويعمل الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على عدة مشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي، وغيرها من المشاريع الهادفة لدعم مرونة المجتمعات وصمودها أمام استمرار الهجمات، مع التأكيد على أهمية دعم الجهود لخلق مستقبل أفضل للسكان الذين يعانون من حرب مستمرة منذ أكثر من 13 عاماً، وتبقى هذه المشاريع والأعمال حلولاً جزئية للأزمة الإنسانية، والتي هي انعكاس لغياب الحل السياسي، وتجاهل المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن “2254”، والاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير، دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين قسراً إلى منازلهم وتحقيق العدالة للسوريين.